فلسطين أون لاين

السلطة تؤجج الخلافات العائلية باعتقال أبناء عائلة حنايشة

...
أجهزة السلطة بالضفة الغربية (أرشيف)
جنين-غزة/ جمال غيث:

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل عندما استيقظت عائلة حنايشة التي تقطن بلدة قباطية جنوبي مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة على صوت اقتحام أجهزة أمن السلطة منزلها لاعتقال ما تبقى من أفرادها، بعدما اعتقلت ثلاثة منهم ظهر أول من أمس.

على صوت طرق عالٍ كاد أن يخلع باب المنزل، فوجئ ماهر حنايشة بنحو 40 عنصرا يرتدون ملابس القوات الخاصة الإسرائيلية يقتحمون المكان ويفتشونه ويعتدون على من يجدونه أمامهم، قبل أن يتم اقتياد 8 أفراد من العائلة إلى جهة مجهولة، دون النظر لحال الأطفال الذي استيقظوا مفزوعين.

حاول الخمسيني حنايشة الاستفسار من المقتحمين حول أسباب اقتحام منزله أو اعتقال أبنائه وأشقائه، لكن دون جدوى، مشيرا إلى أن حديثهم عند اقتحام منزله يدلل على أنهم ينتمون لأجهزة أمن السلطة.

ساعات قضاها حنايشة وهو يجري اتصالات ويتنقل بين مقرات أجهزة أمن السلطة لمعرفة مصير أفراد عائلته لكن دون جدوى، إلى أن أبلغه أحد أصدقائه أن جهاز المباحث العامة هو من يحتجزهم.

يقول حنايشة لصحيفة "فلسطين" إن عملية الاعتقال تمت بوحشية وعنف، إذ كنا نعتقد في بادئ الأمر أن من نفذها وحدات خاصة إسرائيلية بسبب لبسهم وطريقة الاعتقال والاعتداء بوحشية على من في المنزل.

وأرجع أسباب اعتقال أولاده وأقاربه إلى شجار اندلع قبل نحو عام في بلدة قباطية مع عائلة خزيمة أدى في حينه إلى مقتل اثنين من عائلته، وفي نهاية العام الماضي لقي شاب من عائلة خزيمة مصرعه بإطلاق نار، ولم يعرف الفاعل بعد.

وبين أن مجموع المعتقلين حاليًا من العائلة 11 شخصًا دون توجيه تهم واضحة إليهم، منوها إلى أن الاعتقالات تأتي للضغط على عائلته لحل المشكلة العائلية القائمة مع عائلة خزيمة التي لم يعتقل أحد من أفرادها.

وأشار إلى أن السلطة تقف مع الطرف الآخر وتدفع عائلته للقبول بحل الخلاف القائم، لافتا إلى أن عملية الاعتقال تمت دون إذن أو مذكرة توقيف، أو إشعارنا بمراجعة أحد مراكز الأمن، عدا عن تنفيذها من عناصر تشبه القوات الخاصة الإسرائيلية إذ لا يظهر منها إلا عيونها من اللثام.

وأبدى حنايشة استغرابه من تصرف أجهزة أمن السلطة باعتقال أبناء عائلته "وإطلاق العنان للعائلة الأخرى كي تصول وتجول بالمدينة دون رادع، فهي تتمتع بحماية السلطة التي توفر الغطاء والحماية اللازمة لها"، لافتًا إلى أن انحياز السلطة لعائلة دون أخرى يؤجج الخلاف والفتنة ولا ينهي المشكلة.

وترفض أجهزة أمن السلطة السماح لعائلة حنايشة التعرف على مصير أبنائها أو الالتقاء بهم، عقب انتهاك حرمات المنازل ودماء الشهداء التي نزفت للدفاع عن الأرض الفلسطينية باقتحام منزل الشهيد أشرف حنايشة بشكل "بلطجي"، وفق المواطن حنايشة.

ودعا إلى محاسبة العناصر الأمنية الذين اعتدوا بالضرب على أبناء العائلة خلال اعتقالهم، مؤكدًا أنه سيتم ملاحقة كل من شارك في الاعتداء عليهم قانونيا وعشائريا.

وحمّل حنايشة محافظ جنين وأجهزة أمن السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة أبناء عائلته، مناشدًا المؤسسات الحقوقية للتدخل الفوري لرفع الظلم الممنهج الذي يتعرض له أبناء العائلة بفعل قرارات يتخذها متنفذون، بهدف الضغط عليهم للتنازل عن حقهم المشروع بمحاسبة قتلة محمد وعبد السلام حنايشة.