قائمة الموقع

الأسير عبد الباسط معطان ينهشه السرطان ويفتقده أطفاله الأربعة

2022-03-01T08:43:00+02:00
صورة أرشيفية

صوت طرْق عالٍ كاد أن يخلع باب المنزل، فزع عبد الباسط معطان وهرع بجسده المُنهك من المرض، ليفتحَ البابَ حتى يُنهي فزع أطفاله، وإذ بعددٍ من جنود الاحتلال الإسرائيلي يقتحمون الشقة لاعتقاله.

قيّدَ الجنود يدَي عبد الباسط، ركضت زوجته زبيدة نحو الجنود، تصرخ وهي تحمل ملفّه الطبّي تصرخ فيهم "مريض سرطان شو بدكم منه؟"، شدّها جندي ودفعها نحو إحدى الغرف وأغلق الباب عليها، واقتيد زوجها إلى السجن منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2021، وهي اليوم لا تعرف أيّ معلومةٍ عن وضعه الصحي.

معطان (49 عامًا) من بلدةِ برقة في محافظة رام الله والبيرة، سبق أن أمضى في سجون الاحتلال نحو 9 سنواتٍ على فتراتٍ مُتقطّعة، غالبيتهم رهن الاعتقال الإداريّ، وهو متزوجٌ وأبٌ لأربعة من الأبناء.

أوجاع متعددة

تقول زبيدة لـ"فلسطين": "عملية الاعتقال الأخيرة تختلف عن سابقاتها، فعبد الباسط يُعاني من سرطان القولون، واكتشف مُؤخّرًا إصابته بسرطان الغُدد اللمفاوية، وقد أجرى عمليةً جراحيةً لاستئصالِ الورم، وخضع لجلساتِ علاجٍ كيماويٍّ لمدة عام".

وتضيف: "كان يخضع لفحوصاتٍ دوريةٍ كلّ ثلاثة أشهر، ومن المُفترض أن يخضع لتلك الفحوصات بعد اعتقاله ببضعةِ أيامٍ في مستشفى رام الله، وبعد ثلاثةِ أشهرٍ أُجري له فحوصاتٍ للدّم دون إخضاعِه لتصويرٍ مقطعيٍّ لمعرفةِ حجمِ الورم".

وتتابع زوجته: "لدينا شكوك بأنّ عبد الباسط أُصيب بالسرطان في السجن، بسبب الظروف غير الصحيّة التي عاشها كحالِ جميع الأسرى، من حيث رداءة الطعام، وبرودة الزنازين، فهو بطبعه إنسانٌ يحافظُ على صحّته يتناول أكلًا مُتوازنًا، ويمارسُ الرياضة".

وتشير زبيدة إلى أنّ الاحتلال لا يعترف بمرضِ زوجها، رغم أنه أخذ ملفّه الطبّي لحظة اعتقاله، بالإضافة إلى أدويتِه التي صادروها منه ورفضوا أن يتناولها.

وتبيّن أنّ زوجها بعد خضوعه لعملية استئصال الورم، بيّنت الصور المقطعية أنّ بعض الخلايا بدأت في التشكُّل مُجدّدًا، وطلب الأطباء منه العودة لإجراء عملية استئصالٍ أخرى. وفي وقتٍ سابقٍ أظهرت الفحوصات الدورية وجود تضخُّمٍ في الكبد، وكان يجب أن يخضع لتحاليل مخبريّة من أجل تحديدِ السبب.

وتوضح زبيدة أنه كان يعاني أوجاعًا في رئتيه، وحتى اليوم لم يتم عرضه على الطبيب لتحديد السبب، مشيرة إلى أنّ الاحتلال يُخضع عبد الباسط للاعتقال الإداري بحجّةِ وجود ملفٍّ سريٍّ بحقّه، ويمنعها وأطفالها من زيارته.

أُخضع معطان للاعتقال الإداري لمدة ثلاثة أشهر، وقبل انتهاء المدة تمّ التجديد له، وهناك احتمال أن يخوضَ الإضراب عن الطعام اعتراضًا على استمرار اعتقاله.

يوم أصبح البيت باردًا

عمل معطان في سلك التعليم لمدة 20 عامًا مُعلّمًا للغة العربية، ولكنه استقال قبل ثلاث سنواتٍ بسببِ اشتدادِ المرض عليه.

منذ ذلك الوقت توطّدت العلاقة بين عبد الباسط وأطفاله الأربعة، وكان يُرافقهم إلى المدرسة ويُراجع معهم دروسهم، في ساعاتِ غيابِ والدتهم حيث تعمل مُدرّسة.

التوأمان سارة، وزينب (10 سنوات) رُزِق بهما بعد معاناة، فعمليات الاعتقال المُتكرّرة نتج عنها مشكلاتٌ في الإنجاب، لذا اتّجه نحو إجراء عملية أطفال الأنابيب.

تقول الأمّ: "سارة وزينب على وجه الخصوص مُتعلّقتان بوالدهما للغاية، حيث اعتُقل مراتٍ عديدةً ولم تعيشا وقتًا طويلًا معه. أذكر في صباح أحد الأيام القريبة انفجرتا بالبكاءِ في ميعاد توجّههما إلى المدرسة، تفتقدان يدا والدهما الدافئتان الحانيتان في أثناء اصطحابهما نحو المدرسة. أصبح البيت باردًا غاب صوت ضحكاته وهو يداعبهما بعد يومٍ مُتعِبٍ في الدراسة".

يتمنى أبناءُ عبد الباسط الأربعة أن يحتضنوه قريبًا، وأن يسمحَ الاحتلالُ الإسرائيليُّ بزيارتِه في السّجن.

 

اخبار ذات صلة