لم يسلم الطفل يوسف الحداد وشقيقه عدي وابن عمهما محمد من بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي الموجودة دائمًا في القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى، في محاولة لفرض الاستيلاء الكامل عليهما.
وما إن اقترب الطفل يوسف (13 عاما) مساء أول من أمس من منطقة باب العمود في البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى رافعًا بيده علم فلسطين حتى لاحقته وشقيقه وابن عمهما دوريتان من قوات الاحتلال لاعتقالهم.
لاذ الأطفال الثلاثة بالفرار من أمام قوات الاحتلال المدججة بالأسلحة وهم يتساءلون فيما بينهم عن سبب ملاحقتهم، وصرخات الجنود متواصلة بأن يتوقفوا.
فما أن توقف الأطفال الثلاثة بالقرب من باب العمود حتى تم سحلهم أرضًا لنحو 500 متر بالقرب من حارة النصارى والاعتداء عليهم بعيدًا عن أعين المقدسيين، لكن سرعان ما تجمهر المواطنون ومنعوا الاستفراد بالأطفال والاعتداء عليهم، والقول لعلاء الحداد والد الطفلين يوسف وعدي.
وقال الحداد لصحيفة "فلسطين" إنّ قوات الاحتلال ترتكب جرائم بحقّ أطفال مدينة القدس بشكلٍ شبه يومي، إذ تعتدي عليهم وتطلق الرصاص الحيَّ والمطاطي تجاههم، وتعتقلهم بمجرد تواجدهم بالقرب من محيط القدس والمسجد الأقصى، لترهيبهم وإبعادهم عن المكان.
ولفت إلى أنه مع تجمهر المقدسيّين لوقفِ اعتداء قوات الاحتلال على الأطفال الثلاثة، قرّرت اعتقالهم في مركز التوقيف والتحقيق المعروف باسم "القشلة" في بابِ الخليلِ بالقدس القديمة، بتهمةِ حملِ علم فلسطين وترديدِ هُتافاتٍ ضدّ الاحتلال.
ساعات قضاها الأطفال الثلاثة في مركز التحقيق والتوقيف قبل أن يتمّ إطلاقُ سراحِهم بشرطِ عدم ترديدِ هُتافاتٍ ضدّ الاحتلال أو رفع علم فلسطين أو التجمهر بالقربِ من باب العمود.
ولم يُبدِ الحداد استغرابه من اعتداء قوات الاحتلال على طفلَيه وابن عمّهما، مُردِفا أنّ أطفال مدينة القدس يتعرضون لجرائم إسرائيلية مُتواصلة ومُستمرة لترهيبهم ومنعهم من التواجد في القدس ومُحيطها.
وذكر أنّ أطفاله بين الفينة والأخرى يتعرضون لمُضايقات واعتداءات إسرائيلية، مُستذكِرا أنه قبل نحو 3 أشهر اعتقلتهم قوات الاحتلال لساعاتٍ ثُمّ أطلقت سراحهم لعدمِ وجودِ تُهمة تُلفّقها ضدّهم.
وتتذرّعُ قوات الاحتلال باعتقالِ الأطفال لأسبابٍ عدة منها ترديد هُتافات داعمة للقدس، ولعب الكرة وتعمّد صدمِها بكاميرات المُراقبة المُثبّتة على جُدران أحياء البلدة القديمة التي تُراقب المكان على مدار الساعة.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت 214 مواطنًا منهم 42 قاصرًا شرقي القدس في يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقَ مركز معلومات وادي حلوة.
جرائم مستمرة
وأكّد الحداد، الأب لخمسةِ أطفالٍ والمُقيم في البلدة القديمة، أنّ جرائمَ الاحتلالِ بحقّ الأطفال تتزايد باطِّرادٍ خاصةً في مدينة القدس، ما يُدلّل على وجود نوايا إسرائيلية هدفها تهجير المقدسيّين من منازلِهم عبر الضغط على أطفالهم وزرعِ الخوفِ في صفوفهم.
لكنّ الحداد يُحاول جاهدًا توعية أطفاله بالمخاطرِ الإسرائيليةِ المُمارسةِ بحقّ الأطفال الرّامية للضغطِ عليهم ودفعِهم للطلبِ من آبائِهم الرّحيلَ عن القدس، ويُطلعهم على مكانة وقُدسية المكان وضرورة الرّباط فيه وعدم التخلّي عنه.
وما يزيدُ الجرائم الإسرائيلية في القدس، بحسب الحداد، أنّ الاحتلال يعتبر نفسه فوق القانون، ولا يوجد من يردعه.

