اضطرّ الطالب الفلسطيني، أمين ظاهر، إلى التوجّه لأحد الملاجئ في العاصمة الأوكرانية كييف للنجاة بحياته من الحرب الدائرة في البلاد، بعد فشل محاولاته في الوصول إلى الحدود البولندية.
وعلّق ظاهر الذي يدرس طب الأسنان في إحدى الجامعات الأوكرانية، بصحبة الآلاف من أبناء الجالية الفلسطينية في العاصمة كييف، وسط غياب أيّ دورٍ للسفارة الفلسطينية في أوكرانيا بإجلاء الفلسطينيين أو تقديم أيّ مساعدات.
ويقول ظاهر في حديثه لـ"فلسطين": "أتواجد في كييف والحرب مستمرة، وأصوات القصف لا تتوقف، ويوجد قرابة 2500 طالب فلسطيني عالقين في كلّ أوكرانيا، ولا نستطيع الخروج لمحطة القطارات والوصول إلى الحدود البولندية".
ويُضيف: "الحدود البولندية مفتوحة ويُسمح للفلسطينيين بالدخول، ولكن لم نستطع الوصول إلى الحدود، وقبل الحرب لم نستطع الخروج لأنّ الجامعات الأوكرانية منعت أيّ طالبٍ من مُغادرة البلاد".
ويوضح أنّ الطلبةَ الفلسطينيين يتوزّعون بين الملاجئ، وآخرين في شققٍ سكنية، وسط معاناة حقيقية، خاصة أنّ المحلات التجارية والمطاعم مُغلقة، والطعام والشراب والعلاج يتوفّر بصعوبةٍ بسبب الحرب.
وناشد ظاهر، وزارة الخارجية في رام الله بالتحرّك والمساعدة في إخراجِ الطلبة العالقين في أوكرانيا، وتأمين وسيلةِ نقلٍ آمنة لهم، وعدم تركهم وسط القصف والقتال بالحربِ الدائرة في البلاد.
وبخلاف ظاهر، نجح الطالبُ الجامعيُّ، براء ارزيقات، في الوصول إلى الحدود البولندية، بعد أن استقلّ القطار، إلى جانب عددٍ من الطلبة الفلسطينيين، بمجهودٍ شخصي، وبدون مُساعدةٍ من أحد، كما يقول لـ"فلسطين".
وأشار ارزيقات إلى أنّ اللاجئين العالقين الذين يحاولون الوصول إلى بولندا ينامون في الشوارع عند الحدود، بسبب تكدُّسِ أعدادٍ كبيرةٍ منهم.
وأكّد أنّ هناك تقصيرًا واضحًا من السفارةِ الفلسطينيةِ في أوكرانيا لإجلاءِ الفلسطينيين، مُشيرًا إلى نداءات الاستغاثة التي أطلقوها عبر وسائل الإعلام لم تجد أيّ استجابة.
ويضيف: "السفير الفلسطيني في أوكرانيا تواصل معي بعد الحديث عن التقصير، وكانت لغته حادّة، ولكنّ الحقيقة أنّ هناك تقصير من السفارة حول الإجلاء، والطلبة وأبناء الجالية يتحركون دون توجيه".
ولفت إلى أنّ الوضع عندَ الحدودِ صعبٌ للغاية، حيثُ يوجد حالةُ ازدحامٍ كبيرة، من قِبل اللاجئين سواء الأوكرانيين أو العرب.
ويؤكّد الشاب الفلسطيني، يحيى شاهين، الذي تمكّن من الوصول إلى الحدود البولندية عبر سيارته الخاصة، أنّ عددَ الفلسطينيين العالقين في أوكرانيا يُقدّر بالآلاف ولم يتمْ إجلاؤهم جميعًا، حيث يواجهون خطر الحرب.
وقال شاهين في حديثه لـ"فلسطين": "يُحاول الفلسطينيون الوصول إلى الحدود البولنديةِ للهربِ من الحرب، ولكن يواجهون صعوبات بسبب عدم توفّر مواصلاتٍ تقلّهم إلى محطةِ القطاراتِ وبسببِ حالةِ الازدحام".
وأوضح أنّ عدمَ إجلاءِ الفلسطينيين من أوكرانيا يُشكّل خطرًا على حياتهم، خاصة أنّ الحربَ تشتدُّ يومًا بعد الآخر.