لقد بات جليا اليوم، وبعد مرور بضع سنين، أن مخزون المقاومة الشعبية الباسلة في الضفة الفلسطينية المحتلة وفي القدس بدأ يعطي أكله وأن العمليات النوعية تتوالى وتصبح أكثر تأثيرا على امتداد أرض الوطن الأقدس فلسطين .
كما أضحت بيتا أنموذجا يحتذى للصمود والمثابرة والتأثير وهي المقدامة التي تضحي كل يوم بالأعز من أبنائها البررة جرحى وشهداء ومحط إلهام لا ينضب لكل فرسان الأرض الطيبة.
بيتا التي بدأت بالمسيرات الأسبوعية لمواجهة وحش الاستيطان على جبل صبيح، فتنتقل للاشتباك مع سوائب المستوطنين وقطعان جيش الاحتلال النازي الكولنيالي بالحجارة المقدسة وقنابل المولوتوف والألعاب النارية فتفرض هروبا للمستوطنين بعد حرق كرفاناتهم، وحين يتولى أوغاد عصابات جيشهم حماية المكان يتحرك أبطال بيتا بنيران أسلحتهم فيمطرونهم بنيرانهم.
وتردد ضفة القسام رجع الصدى المزلزل في بيت دجن وبرقة وبيت فوريك وجبل النار في نابلس الرجولة لتتصدى لغزوهم وتردهم على أعقابهم رغم طعنات غدر كلاب أثر سلطة كرزاي.
هذه المعارك المجيدة التي تتواصل وتتصاعد كالنار في الهشيم تحقن الحياة في الهجمات البطولية لكتائب القسام في بدو ولمغاوير سرايا القدس في جنينغراد ومخيمها.
ويعترف "الشاباك" بأن فصائل المقاومة الفلسطينية قد أعادت بنجاح تنظيم صفوفها وعمدت بالدماء تجربتها وهي تنسق خططها وخطاها وأنها تنتشر على نحو مدروس في جميع الضفة الفلسطينية المحتلة وفي القدس وأن العمل العسكري يتوازى اليوم مع الهبة الجماهيرية التي أمست ظاهرة تقض مضاجع العدو وسدنة سلطة عار أوسلو في مقاطعة الذلة وقد بات الشعب كله يدرك انحدار أدائها وافتضاح عمالتها.
المقاومة الشعبية والمسلحة تتصاعد رغم الشروط المعقدة، ولكنها تتقدم وقد أضحت نهجا وممارسة يومية بل وتتكرر الهجمات على ذات المواقع في غير مكان.
إنها تتسع في الجغرافيا وفي الديمومة، وتزداد جسارة وإقداما وتنجح في امتصاص الضربات الأمنية وإعادة الانتشار والتخفي والتمويه رغم ما تقوم به أجهزة أمن السلطة في رام الله المحتلة من دور خطير وغادر .
ويؤكد العدو تطور التنسيق بين فصائل العمل الوطني في الضفة الفلسطينية المحتلة وفي القدس ومع قيادة المقاومة في قطاع غزة والتي تشكل بصمودها وانتصاراتها في كل معارك البطولة مصدر إلهام لا ينضب ومعين إبداع تنهل منه دروس فخار ورافعة حية تدفع المجاهدين قدما نحو ظفر أكيد قادم رغم بطش الطغاة المحتلين وإعداماتهم الميدانية الجارية في طول الضفة وعرضها.
لقد فشلت عمليات الاعتقال السياسي لمرتزقة أجهزة أمن سلطة حركة فتح في الحد من زخم هدير شلال الانتفاضة المتوثبة القادمة، بل ويزداد الموروث الكفاحي العظيم لشعب الجبارين زخما ومقاومته المنتصرة تجذرا وثقته بربه وظفره كل يوم وأن القادم من الأيام سيشهد تحولات تترا ستفاجئ وتصدم العدو ككل مرة.
وتشهد قدس الاسراء والمعراج وعاصمة فلسطين الموحدة الأبدية صمودا عز نظيره وهي تتصدى داخل وحول المسجد الأقصى المبارك وفي حي الشيخ جراح وسلوان وكل أحياء المدينة العتيقة لهجمات جيش العدو وتدنيس المستوطنين، ويتحرك الرجال والنساء من كل الضفة لإسناد أهلهم في القدس، كما يزحف أهلنا المنزرعون في تراب وطنهم الطهور المحتل عام 1948 للرباط في بوابة السماء وقبلة المسلمين الأولى .
وقد حذرت كل قيادات فصائل المقاومة الباسلة وأنذرت العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه أن الرد المزلزل والأكثر إيلاما وبأسا قادم دون ريب، وهي تعد العدة للحظة الحقيقة، والسؤال ليس بهل سيبدأ النزال، وإنما: متى سيحدث ذلك؟
لقد شكلت معارك الثورة والشعب المنتصرة في الأعوام المنصرمة دروسا لا تمحى وقد أغنت التجارب والدروس المستخلصة منها التي يمكن عنونتها بأهمية الوحدة الوطنية الميدانية المعاشة في كل فلسطين المحتلة وفي المقاومة نهجا وممارسة وممرا إجباريا يختصر الزمن وحجم المعاناة فالحرية والاستقلال الوطني يستحق كل التضحيات .
جبهات المقاومة الشعبية تتعاظم في كل الميادين، بل ويزداد أوارها حين ينتفض أسرى الحرية في قلاعهم ليرعبوا السجان، وقد أعلنوا قرارهم بالاستمرار في مواجهة العدو في عقر تحصيناته حتى الحرية الناجزة.
كما أن ما يتخذه المتخابرون في سلطة فتح كرزاي من خطوات لتدمير المؤسسات الوطنية الفلسطينية كما جرى مؤخرا في إلحاق منظمة التحرير الفلسطينية كدائرة في سلطته العميلة، والاستمرار سقوطا في مستنقع التخابر الآسن يفرض على كل الفصائل الوطنية الفلسطينية الفاعلة وقوى وتجمعات وهيئات شعبنا الفلسطيني داخل وخارج فلسطين المحتلة التحرك الحثيث والعمل موحدين لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كي تصبح شكلا وموضوعا الممثل الشرعي والوحيد فعلا وقد تشارك في صفوفها الجميع وإنفاذ ما اتفق عليه الكل الفلسطيني في إجراء الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وللمجلس التشريعي وللرئاسة استحقاقا وطنيا يختار فيه الشعب الفلسطيني المرابط الصامد ممثليه الشرعيين الحقيقيين وببرنامج وطني مقاوم لطي صفحة هؤلاء الخونة المتآمرين على ثوابتنا الوطنية وعلى معاناة أسرانا البواسل ودماء شهدائنا الأبرار .
سلطة التخابر مع العدو الصهيوني تزداد عزلة وانحسارا وهي تفقد قدرتها بالسيطرة على انطلاقة شعبنا الفلسطيني العظيم والعدو يعترف بأن الشعب الفلسطيني المرابط الصامد في وطنه قد أخذ زمام المبادرة وأن مارد الانتفاضة قد انطلق وأن أبطال ضفة القسام قد قرروا الظفر وأن النصر قد أضحى على مرمى حجر، إنها إرادة الله وقدر الشعوب التي تمتلك إرادة المواجهة وقد أكدت أسفار التاريخ أنها دائما هي المنتصرة على أعدائها.