قائمة الموقع

"الشيف "نغم".. نموذج للإبداع والحرص على الأكل الصحي

2022-02-27T11:42:00+02:00
الشيف نغم سكيك

دائماً تتصدر كلمة "الظروف السيئة" جُملنا، كمبرر رئيس لمعظم حالات فشلنا، إذا فشلنا في تحقيق شيء ما -أي شيء- فتلقائياً يجب أن نبرر هذا الفشل بلعن الظروف، النجاح في الحياة وتحقيق إنجازات كبرى، أمر وارد جداً ومن الممكن تحقيقه لمن أراد، مهما كانت الظروف سيئة أو مأساوية، طالما توافرت الإرادة.

بأيدي طموحة، شغوفة بالطبخ وحبها له جعلا الشيف نغم سكيك تتجه بعيدًا عما درسته في الجامعة، ليغلب هذا الشغف تخصصها، وتفتتح بعد ذلك مشروعها الخاص بصناعة الفطائر والحلويات، وتعليم الكبار والصغار لهذا الفن.

" فلسطين أون لاين" زارت الشيف "نغم" صاحبة مشروع "هاني يم يم" وخلال تحضيرها للفطائر والحلويات، تروي قصة نجاحها، تقول "بدأت مشروعي قبل 9 سنوات ليكون هذا العمل بداية انطلاق ولإثبات نفسي في المجتمع، وهو نوعي وبديل في ظل عدم توافر وظائف عمل ثابتة في غزة.

الإنجازات والدعم

تتحدث عن تحقيقها لنجاحات خلال السنوات القريبة الماضية، والحالية من خلال وصول منتجاتها للمناسبات والاحتفالات وورش العمل والمؤسسات والمطاعم أيضاً، والتي تحظى بإقبال كبير من الناس(..) "الآن أصبح اسمي في السوق معروف". 

وفي المواسم "رمضان والعيد" يكون ضغط الشغل فيه أكتر من الأيام العادية وهناك إضافات جديدة ومتنوعة على المنتجات خلال المواسم وكذلك حركة المبيعات والطلب على المنتجات يكون كبيرًا.

ومن أمام منتجاتها تقول نغم وبكل فخر "إن الدعم المادي والمعنوي كان من خلال العائلة أولاً ومن ثم دور كبير للإغاثة الزراعية التي دعمت المشروع وقدمت بعض الآلات والأدوات الخاصة بأعمال الطهي وإعداد المنتجات، كل هذا من أجل تطوير المشروع والاستمرار فيه.

وتسعى الشيف "نغم" لتطوير مشروعها من خلال فتح مركز تدريبي لفنون الطهي على مستوى قطاع غزة، فلديها خبرة في التدريب حيث أنها في الفترة الماضية أنجزت 3 مخيمات تدريبية لـ "الطهاة الصغار" والتي استقطبت أطفالًا في سن 6-15 عامًا، من الذكور والإناث، شمل الكثير من النشاطات، بدءًا من تعليم صناعة بعض الأصناف العربية والغربية من السلطات والحلويات والمقبلات، وكيفية تزيين السفرة وإعدادها وتزيين الطعام، وأصول النظافة بالمطبخ والمساعدة فيه، مشيرة إلى أن الأطفال طبقوا الوصفات التي تعلموها في بيوتهم، ونجحوا فيها.

تتعامل حاليا في بيع المنتجات مع طلاب المدارس مستثمرة وقوع مشروعها بجانب مدارس تعليمية، تحرص خلاله على أن تكون المنتجات صحية ومناسبة، مع مصروف الطلبة اليومي.

وتشير إلى أن هناك إقبالا من الزبائن على المتجر أو من خلال طلباتهم الخارجية.

الشيف "نغم" متزوجة ولديها ثلاثة أبناء، ترى أنه ليس من السهل أن توفق بين المنزل والعمل، لكنها تحاول قدر المستطاع أن تنجز متطلبات المنزل، وتسيير عجلة العمل والذي تعتمد عليه في ما يساهم من دخل مادي.

ويعمل 3 فتيات في متجرها، وهن حريصات على  إنجاح المشروع عبر تنفيذ مهمتهم على أكمل وجه، واستقبال الزبائن من السبت حتى الخميس.

الصعوبات والطموحات

ومع أخذها لنفس طويل تقول "نغم" "اواجه العديد من الصعوبات والأزمات والتي تعيق عملي اليومي ما بين المياه وانقطاع الكهرباء وصعوبة انتظار تعبئة أنبوبة غاز الطهي وارتفاع أسعار مواد الخام الضرورية في عمل المنتجات، أيضا جائحة كورونا التي زاد انتشارها في الآونة الأخيرة أثرت بشكل كبير الأمر الذي أدى إلى إغلاق المشروع لمدة 6 أشهر، بالإضافة إلى الحرب الأخيرة التي مرت على قطاع غزة.

وعلى الرغم من تلك الصعوبات والتحديات وأيضاً من جو التنافس في الأسواق ساهم ذلك من الحماسة لدى الشيف "سكيك" لتجعل من هذه الصعوبات خطوة للأمام عبر عرض المنتجات وتسويقها بطرق إبداعية، مع الاحتفاظ بنفس الجودة التي بدأت عليها.

وبنظرة تفاؤلية تقول "في المستقبل أطمح أن يكون لدي مركز تدريب بشكل احترافي وجامع لكل التخصصات، ومطعم خاص نمارس من خلاله فنون الطهي بكافة أشكاله ويقدم وجبات صحية لكافة الناس.

ولفتت نغم إلى وجود فئة مهمشة من أصحاب مرض السيلياك فهي ترغب أن تعمل مكانًا خاصًا لهم وتقديم وجبات خالية من الجلوتين لهم، وذلك حتى لا يشعروا بأنهم مختلفين عن باقي المجتمع

اخبار ذات صلة