فلسطين أون لاين

خاص المحرّر أبو هواش يروي تفاصيل انتصاره في معركته ضد "إدارة السجون"

...
المحرر أبو هواش (وكالات)
الخليل- غزة/ أدهم الشريف:

روى المحرر هشام أبو هواش الذي انتزع حريته يوم الخميس الماضي بعد خوضه إضرابًا عن الطعام استمر 141 يوما رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري التي انتهجتها ضده قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو هواش (40 عامًا) في حديث لصحيفة "فلسطين" إنه قرر خوض معركة الأمعاء الخاوية بعدما أدرك أن سنوات عمره ستضيع في السجون دون تهمة أو محاكمة، خاصة مع تزايد تهديدات مخابرات الاحتلال أنه سيقضي أعواما أكثر خلف القضبان.

وأضاف: "لو لم أفعل ذلك لقضيت ما تبقى من عمري خلف القضبان"، مشيرا إلى إنه قضى في الاعتقال الأخير 16 شهرًا إداريًا، بينها 141 يومًا قضاها مضرب عن الطعام لإجبار سلطات الاحتلال على الاستجابة لمطالبه بإطلاق سراحه.

وأبو هواش البالغ (40 عامًا)، محرر قضى في سجون الاحتلال 8 سنوات إجمالي 6 مرات اعتقال، وهو أب لخمسة أبناء، هم: هادي (11 عامًا)، محمد (10 أعوام)، عز الدين (7 أعوام)، وقاس (3 أعوام)، سبأ (عام ونصف العام).

وأوضح أنه عندما اعترض على إجراءات إدارة السجون بحق الأسرى، كمنع الخروج للفورة والكنتينة، ومنع الزيارات المكفولة التي كفلها القانون؛ ردَّ عليه أحد ضباط إدارة السجون، أن "القانون الذي تتحدث عنه بإمكاننا تعديله في أي وقت وكما نشاء".

وأعرب أبو هواش عن صدمته من "عيادة سجن الرملة" التي لا يفرقها الأسرى المرضى، مشيرا إلى أنه كان يعاني من آلام مستمرة في ساقيه قبل الاعتقال وتضاعفت بشدة في هذه العيادة.

وقال: إن أطباء العيادة يتبعون سياسة إدارة سجون الاحتلال في إهمال الأسرى المرضى، ويقدمون فقط المسكنات لهم، أو يطلبون منهم شرب الماء، وعندما يعترض الأسرى على ذلك، يبلغهم طبيب السجن: "أن هذا ما يتوفر لدينا، فلست أنا من جئت بك إلى هنا".

وهذا الأمر لا يقتصر على عيادة سجن الرملة، بل نفس الطريقة يتبعها الأطباء الإسرائيليون في كل السجون، كما يوضح أبو هواش.

وفيما يخص أسباب اعتقاله، بين أبو هواش أنه سأل مرارًا وتكرارًا إدارة سجن "عوفر" ومحققي "الشاباك" الإسرائيلي عنها، لكن أحدا منهم لم يعطه إجابة، ويتذرعون بأنه ملف سري يمنع على أحد الحديث حوله، لافتا إلى أنه قضى 26 شهرًا في السجن دون أن يعرف سبب ذلك.

وأشار أبو هواش إلى أنه انتصر على إدارة السجون بإصراره على مواصلة الإضراب رغم المخاطر الصحية الكبيرة التي كانت تهدد حياته، منبها إلى أن حالة التضامن الشعبي والفصائلي مع قضيته والأسرى كافة وخاصة المعتقلين الإداريين، شجعته على المواصلة حتى انتزاع حريته كما حصل مع إداريين سابقين انتصروا على إرادة السجان.

وأضاف: "كنت أشعر أنني لا أقاتل دفاعًا عن نفسي، وإنما أقاتل نيابة عن شعبي والأسرى وقضيتي، وبكل وقاحة كانت مخابرات الاحتلال تقول لي دائمًا: أمامك خياران إما إنهاء إضرابك أو الموت، فآثرت مواصلة الإضراب حتى نلت حريتي".

ونبَّه الأسير المحرر إلى أهمية التضامن والتفاعل مع قضية الأسرى ميدانيًا من خلال الفعاليات، وكذلك من خلال وسائل الإعلام، والحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، لقدرتها على الوصول إلى أكبر فئة واسعة من أحرار العالم لكسب تعاطفهم.