فلسطين أون لاين

تقرير الاحتلال يهدد الوجود المسيحي بالقدس ويستهدف أملاكهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

لا تتوقف أطماع الاحتلال الإسرائيلي ولو للحظة من أجل السيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة سواء الإسلامية أو المسيحية في مدينة القدس المحتلة من خلال إقامة مشاريعها العنصرية.

وحاولت ما تسمى "سلطة الطبيعة والحدائق" الإسرائيلية الاستيلاء على أملاك للكنائس المسيحية الشرقية في جبل الزيتون شرقي القدس المحتلة، لصالح توسيع ما يسمى "الحديقة الوطنية" حول أسوار المدينة، والتي تسيطر جمعية "العاد" الاستيطانية على قسم كبير منها، لكن دون جدوى.

ورضخت سلطات الاحتلال، مساء أول أمس، بعد تحذيرات رؤساء كنائس في القدس، وقررت تجميد خطة لتوسيع حديقة في المدينة المحتلة، تتضمن مصادرة أرض تابعة للعديد من الكنائس.

سرقة الأرض

وأعرب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس المطران عطا الله حنا، عن رفضه الشديد للمخطط الإسرائيلي الهادف لسلب الأراضي والمواقع الدينية المسيحية وتحويلها إلى حدائق توراتية.

وقال حنا لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال يحاول سرقة ونهب الأراضي التابعة للكنائس المسيحية بالقدس في إطار مخطط استيطاني يهدف لطمس معالم القدس والنيل من هويتها والحضور المسيحي الفلسطيني العريق والأصيل في مدينة القدس.

ووصف تلك المشاريع الإسرائيلية الهادفة لسلب الأملاك المسيحية، بالمؤامرة التي تندرج في إطار المخططات التي تستهدف مدينة القدس بكل مقدساتها وأروقتها وأبنائها، مجددًا التأكيد رفضه لتلك المخططات والمشاريع الاستيطانية المشبوهة، مشددًا "لن نقبل بها وسنرفضها وسنواجهها بكل الوسائل المتاحة".

وأشار إلى أنه سيتم التواصل مع المرجعيات الروحية والهيئات الحقوقية وكل الجهات المعنية للحفاظ على طابع مدينة القدس المميز، مؤكدًا أن "الاحتلال لا يميز بين كنيسة ومسجد ومسلم ومسيحي فكلنا مستهدفون ويردان لنا أن نحزم أمتعتنا ونغادر بلدنا ويتم التآمر على كل أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف: نشهد اليوم إمعانًا في التآمر على المسيحيين ومقدساتهم وأوقافهم سواء كان ذلك في الخليل أو بباب الحديد بالقدس، مشددًا ولن نقبل بها كونها تهدف للنيل من هوية وطابع مدينة القدس ومن الوجود المسيحي، لافتًا إلى أن مسؤولية الدفاع عن الأوقاف الإسلامية والمسيحية مسؤولية الجميع سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين، داعيًا لمواجهة جميع المشاريع والمخططات الإسرائيلية.

مخططات عنصرية

بدوره، أكد رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس الأب مانويل مسلَّم، أن الاحتلال يستهدف الأراضي والوجود الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة من أجل إقامة مشاريعه ومخططاته العنصرية.

وقال مسلم، وهو عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات لصحيفة "فلسطين": لا يفرق الاحتلال في التعامل بين المسلمين والمسيحيين فالجميع معرض لسلب أرضه لصالح المشاريع الاستيطانية الإحلالية.

وأضاف: أن المخططات الإسرائيلي، تكمل بعضها وهي امتداد لجرائم الاحتلال الذي اعتدى على المساجد والكنائس وقتلت مسلمين ومسيحيين، وهدم دور العبادة والمنازل على رؤوس أصحابها، مؤكدًا أن الاحتلال لا يتوانى باستهداف الكل الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأوضح أن تغول الاحتلال على حي الشيخ جراح، يأتي ضمن محاولاته المستمرة لتهويد مدينة القدس، "فالاحتلال يرى أنه لا معنى ولا قيمة له بدون القدس والهيكل المزعوم، فتجده يسلب الأراضي سواء أكانت مملوكة للمسلمين أو للمسيحين لعرض تنفيذ مشروع الحوض المقدس التهويدي الذي يبدأ بحي الشيخ جراح مرورًا بالبلدة القديمة ووصولًا إلى بلدة سلوان وسفح جبل المكبر وجبل الزيتون، وإضفاء صبغة يهودية.

وذكر أن الاحتلال يحاول تغيير شكل وجغرافية وتاريخ المدينة المقدسة، مضيفًا: فتغول الاحتلال على المقابر المسيحية والمساجد والكنائس والأديرة واعتدائه عليها تكمل ومخططاته العنصرية. 

ويرفض مسلم، التفريق بين المسلمين والمسيحيين "فالاحتلال لا يفرق في التعامل بينهم ويعمل على اقتلاعها وتهجيرهم من أراضيهم من أجل السيطرة على الأراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس لإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك".

وأمضى رئيس الهيئة الشعبية العالمية بالقول: "لن يقلع الكيان العنصري من الأراضي الفلسطينية، إلا الفلسطينيين ومعهم أحرار وشرفاء العالم".

تفريغ المدينة

بدوره، قال الخبير في شؤون الاستيطان نصفت الخفش: إن تضييق الخناق على شعبنا ودور العبادة للمسلمين والمسيحيين يهدف تهويد المعالم الدينية والإبقاء على المعالم اليهودية التي يحاول إيجادها في المنطقة وبناء الهيكل المزعوم".

وأوضح الخفش لصحيفة "فلسطين" أن الهدف من تضييق الخناق على دور العبادة المسيحية، ومحاولات الاحتلال ضم أراضي مملوكة للكنيسة، من أجل تغييب المسيحيين عن المشهد الدائر في مدينة القدس، وتفريغ المدينة القدس من سكانها الأصليين تنفيذًا مشاريعها التهويدية هناك. 

وأضاف: يستهدف الاحتلال الكل الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه الدينية من أجل تنفيذ مخططاته بالتوسع وتهجير السكان الأصليين من المدينة المقدسة من أجل السيطرة عليها والتسويق بأنها يهودية.

وبين أن ما يتم بالقدس من تهويد ومصادرة وتضييق على الفلسطيني ودور العبادة من أجل سلب أراضيهم لإقامة مشاريعه ومخططاته هناك دون التفرقة بين الأراضي المملوكة للمسلمين والمسيحيين.

ولم يبق للفلسطينيين سوى بعض المناطق المحددة في المدينة المقدسة، ورغم ذلك يحاول الاحتلال تهجيرهم منها، بحسب الخفش، الذي دعا لوقفة جادة لمواجهة المخططات الإسرائيلية لحماية الأراضي الفلسطينية كاملة من خلال إعادة الوحدة والالتئام ضد الكيان العنصري.