فلسطين أون لاين

بمزيد من التسلح يسعى الاحتلال لتعويض إخفاقاته العسكرية

يدرك الاحتلال أكثر من سواه أن الشرق الأوسط من أكثر المناطق اشتعالا في العالم، فالتوتر السائد فيه، وما يمر به من إرهاصات تمهد لمواجهات مستقبلية، تجعل الطلب على الأسلحة فيه يفوق مناطق أخرى، مما يفسح المجال لشركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية لإبرام مزيد من الصفقات، كما حصل بُعيد توقع اتفاقيات التطبيع الأخيرة، لكنه في الوقت ذاته يهدد بما تسميه (إسرائيل) "كسر التوازن" مع باقي القوى الصاعدة في المنطقة.

يرى الاحتلال في التعاظم المتزايد لإيران وحلفائها في المنطقة، وتحديدا في المجال النووي، التهديد الأكثر خطورة على استقراره، وأمنه المباشر، في حين أنه وجد نفسه خلال السنوات الماضية متورطا في عدد من الحروب الطاحنة، خاصة في غزة، ضد المقاومة الفلسطينية التي يمكن تصنيفها بـ"نصف دولة"، مما جعل من هذه الحروب مناسبة لتعزيز وزن اللاعبين غير النظاميين في المواجهات العسكرية في المنطقة، في الوقت الذي غدت فيه المواجهات التي تدور بين دول نظامية ظاهرة نادرة في العقود الأخيرة.

مع العلم أن الاحتلال يتمتع بمساعدات سنوية من الولايات المتحدة بمليارات الدولارات، يتجه معظمها للاحتياجات العسكرية تحديدا، وفي أعقاب كل حرب يخوضها جيشه فإنه يستثمر أموالا طائلة في تجديد منظومات التسليح والذخيرة لقواته، فضلا عن زيادة الوحدات العاملة للأغراض الاستخبارية وجمع المعلومات، وجزء آخر لأغراض المراقبة، والتحكم الجوي.

لم يعد سراً أن هناك عددا من المجالات يبذل فيها الاحتلال جهودا حثيثة في حيازة السلاح العسكري، أهمها أجهزة الدفاع ضد الصواريخ والقذائف، المحلية الصنع والباليستية، لاسيما ما يتعلق بمنظومة "حيتس"، وتطوير مشروع القبة الحديدية ضد الصواريخ والقذائف التي تطلق عليه من لبنان وغزة، رغم ما أصيبت به هذه المنظومة من انتكاسات في المواجهات الأخيرة.

في الوقت ذاته، وسع الاحتلال في السنوات الأخيرة من مجالات تصنيعه الذاتي في الأدوات القتالية الخاصة بسلاح البر، وربما أن أحد أهم دروس الحروب الأخيرة أن الجيش عمد لتمتين حيازته لحاملات الجند التي تستخدم ضد الصواريخ المضادة للدبابات، في ضوء ما تعرضت له من استهدافات مكثفة من المقاتلين الفلسطينيين.

مع العلم أنه في مجال حيازة السلاح العسكري، تتغير أمور كثيرة، وكما هو معروف، فإن صفقات السلاح تعتبر طويلة المدى، وتمر سنوات قبل أن تدخل ميدان الاستخدام الفعلي، لكن من الواضح أن الاحتلال يواصل حيازة طائرات حربية مقاتلة مطورة وحديثة، وطائرات تجسس وإنذار، وقدرات للأقمار الصناعية، بجانب اضطلاعه المباشر في شراء منظومات مضادة للصواريخ التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية خلال الحروب الأخيرة، وشهدت تسجيل إخفاقات إسرائيلية لا تخطئها العين.