هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، بالأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام1948، للمرة الـ198 على التوالي منذ العام 2000.
وجاء هدم خيام أهالي العراقيب المتواضعة، اليوم، للمرة الثانية منذ مطلع العام 2022 بعدما هُدمت 14 مرة في العام الماضي، فيما يُعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من الحرّ الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصدّيا لمخططاتِ اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
و"العراقيب" هي قرية فلسطينية تقع إلى الشمال من مدينة بئر السبع في صحراء النقب (جنوب فلسطين)، أُقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني، وتُعدُّ واحدة من بين 51 قرية عربية في النقب لا تعترف حكومة الاحتلال بها.
وتقطنُ قرية "العراقيب" مسلوبة الاعتراف 22 عائلة يبلغ عددهم حوالي 800 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكّن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط الاحتلال من إثبات حقّهم بملكية 1250 دونمًا من أصل آلاف الدونمات من الأرض.
وبات صمود "العراقيب" رمزًا لمعركة إرادات يخوضُها فلسطينيو الداخل المُحتل، وخاصّة في صحراء النقب من أجل البقاء والحفاظ على الأرض والهوية من سياسات التهويد.
ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف فلسطيني، يُقيم نصفهم في قرى وتجمّعات بعضها مُقام منذ مئات السنين.
ولا تعترف سلطاتُ الاحتلال الإسرائيلية بملكيّتهم لأراضي تلك القرى والتجمّعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكلّ الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيّين إلى مصيدةِ اليأس والإحباط بهدف إلجائهم إلى الهجرة من أراضيهم.