فلسطين أون لاين

هل (إسرائيل) جزء من إستراتيجية الأمن العربي؟

يبدو أن اتفاق (أبراهام) بين البحرين ودولة الاحتلال أكثر فاعلية من اتفاقيات البحرين مع دول عربية، أو مع فلسطين. وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشئون الدولية يقول إن (الموساد) الإسرائيلي موجود في البحرين في إطار التعاون الأمني الاستخباراتي بين (تل أبيب) والمنامة؟! التعاون الأمني هذا يوفر مزيدا من الاستقرار والأمن في المنطقة. وهو جزء من شراكتنا وسيستمر. يوجد ضابط في الجيش الإسرائيلي في البحرين لتأمين حرية الملاحة بالمياه الإقليمية وحماية التجارة الدولية ومواجهة أعمال القرصنة والإرهاب في المنطقة؟!" انتهى.

هذه التصريحات تفرض على المحلل السياسي العربي تساؤلا كبيرا يقول: هل يمكن للعرب اعتبار (إسرائيل) جزءا من الأمن العربي، أو قل من إستراتيجية الأمن العربي؟! يقولون إن للبلاد العربية مجتمعة إستراتيجية أمنية مشتركة، لها بيان وإيضاح في ملفات الجامعة العربية. ومن ملامح هذه الإستراتيجية أن الأمن العربي تصونه وتقوم عليه الأيدي العربية بشكل مشترك، ويعد أمن الخليج أيضا جزءا من الأمن العربي المشترك، وهذا لا يمنع أن يكون للخليج أمنه الخاص المشترك بين دوله.

المهم أن إستراتيجية الأمن العربي لم تضع (إسرائيل) يوما داخل منظومة الأمن العربي، بل إن إستراتيجية العرب موجهة ضد الأعداء المقررين في الجامعة، وضد الأعداء المحتملين، (وإسرائيل) دولة عدوان واحتلال بالفعل، لا بالتوقع، فكيف لمملكة البحرين اختراق إستراتيجية الأمن العربي فتجعل (إسرائيل) جزءًا لا من أمن البحرين فحسب، بل من أمن الخليج والمياه الدولية، ومكافحة الإرهاب، والأمن العربي!

كيف لدولة تحتل الأراضي الفلسطينية، وتضطهد الفلسطينيين، وتغتالهم في داخل فلسطين وفي خارجها، وتحتل الجولان العربي، وتمارس الفصل العنصري، أن تكون جزءا من الأمن العربي، والتحالف الأمني الخليجي، وهي إحدى أهم دول العالم فيما يعرف بإرهاب الدولة؟!

إن غياب الجامعة العربية عن الفعل الحقيقي، شجع هذه الاختراقات الأمنية الخطيرة، ومهد الطريق للإعلان عنها بلا مسؤولية قومية؟!

إن أهداف دولة الاحتلال الأمنية والإستراتيجية لا تلتقي ولا تتقاطع مع إستراتيجية الأمن العربي البتة، وهي لن تلتقي بسبب الأطماع الصهيونية غير المحدودة. وغدا لا سمح الله ستعاني البحرين ودول الخليج من أفعال الموساد، وستجد البحرين عددا من أبنائها قد انخرطوا في عمالة مؤسفة لدولة الاحتلال، وقد أثبتت التجربة المصرية هذا التوقع، بعد أن ألقت المخابرات المصرية على عملاء الموساد في داخل مصر؟!