فلسطين أون لاين

تقرير مقاطعة فتح انتخابات النقابات شكل آخر لرفضها الشراكة الوطنية

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

تتخوّف حركة فتح من الذهاب إلى صناديق الانتخابات بكلّ قطاعاتها، سواء التشريعية أو الرئاسية أو انتخابات النقابات؛ خشية من النتائج وخسارتها فيها وإظهار تراجع شعبيّتها بشكلٍ كبيرٍ لدى فئات المجتمع.

وخلال انتخابات نقابة المهندسين الأخيرة التي أُجريت في قطاع غزة، وشهدت إجراءاتٍ نزيهةً وشفافةً ومشاركةً واسعةً من مُمثّلي الفصائل الوطنية، قاطعت حركةُ فتح تلك الانتخابات دونَ تقديمِ أسبابٍ واضحة.

وتعكس مقاطعة حركة فتح الانتخابات وخاصة النقابية منها تصميمها على الاستمرار بالتفرّد بالمؤسّسات ورفض الشّراكة مع الكلّ الفلسطيني والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وتجنُّب الإجماع الوطني.

وعدّ الكاتب والمُحلّل السياسي مصطفى الصواف أنّ حركة فتح بقيادة محمود عباس تتعمّد التغيُّب ومقاطعة الانتخابات بكلّ أشكالها؛ سواء النقابية أو التشريعية أو الرئاسية أو انتخابات المجلس الوطني.

وقال الصواف في حديث لصحيفة "فلسطين": إنّ حركة فتح بمقاطعتها الانتخابات تؤكّد أنها لا تريد المشاركة في أيّ عملٍ ديمقراطي، لكونِها تعلم حقيقة أنها لن تحقّق أيّ نجاحاتٍ في أيّ انتخابات تشارك فيها.

وأضاف أنّ حركة فتح لا تريد وحدة وطنية أو وجود انتخابات توافقية، وأنها لن تشارك في أيّ انتخابات ما لم تضمن فيها نتائجَ تُرضيها، أو بالطريقة التي تُريدها، مُشيرًا إلى أنّ الحركة تستخدم إعلامها لمهاجمةِ الفصائل والقوى الوطنية فقط.

وأكّد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مسؤول لجنة العمل النقابي فيها أسامة الحاج أحمد أنّ انتخابات نقابة المهندسين التي جرت في قطاع غزة مُؤخّرًا، وفازت بها "قائمة القدس" التي شُكِّلت من غالبية الفصائل، تعكس وجود انتخابات حُرّة ونزيهة.

وقال الحاج أحمد في حديثه لـ"فلسطين" إن المجال مفتوح في انتخابات النقابات للكل الفلسطيني للمشاركة في العمل الديمقراطي النزيه، والدليل إجراء انتخابات نقابة المهندسين في عملية شفّافة وبوجود مُنافسين.

وأوضح أنّ انتخابات نقابة المهندسين والحوارات حامية الوطيس التي أعقبت إجراءها تؤكّد الحاجة إلى الشراكة الوطنية وممارسة العُرس الديمقراطي، لكسرِ الجمود النقابي في الاتّحادات والنقابات، مُردفًا: نُريدُ المشاركةَ من الجميع في الانتخابات على أساسِ مشاركةٍ حقيقية، خاصة أنّ الانتخابات النقابية لها أهدافٌ وأبعادٌ، وتكسر جمود العمل النقابي وتعكس إمكانية إجراء انتخاباتٍ للمؤسّسات السياسية الفلسطينية.

وشدّد على أهميّة المشاركة للكُتل النقابية مهما كان حجمُها أو وجودها في انتخابات النّقابات.

ولفتَ النّاشط أحمد جرّار إلى أنّ دعاية حركة "فتح" قائمة على أنّ غزة دائمًا تمنع الانتخابات، وحينما تحدُث الانتخابات النّقابية والطُّلابية كما جرى في انتخابات نقابة المهندسين مُؤخّرًا يتمُّ مُقاطعتها والانقضاض عليها.

وقال جرّار لـ"فلسطين": "في انتخابات نقابة المهندسين التي أُجريت في قطاع غزة، شاركت الفصائل الوطنية والمستقلّون فيها بشكلٍ شفّافٍ ونزيه".