قائمة الموقع

خبيران: العصف المأكول راكمت قوة وجاهزية المقاومة

2017-07-08T06:11:19+03:00

ثلاثة أعوام مرت على معركة "العصف المأكول"، التي ما زال الكثير من أحداثها وأسرارها مغلّفة بصندوق أسود ترفض المقاومة الإفصاح عنه دون ثمن يدفعه الاحتلال.

ويبدو العنوان الأبرز لهذه المرحلة، وفق ما يراه مراقبون، هو الإعداد والتدريب ومراكمة القوة بعيدا عن أعين مخابرات الاحتلال، ووصولها لمرحلة كبيرة من التطور.

وحملت المعركة التي دارت فصولها صيف عام 2014 في 8 يوليو/ تموز، وامتدت 51 يوماً، مفاجآت مختلفة للاحتلال بتنفيذ علميات إنزال خلف خطوط العدو، وعمليات استهداف الآليات العسكرية وقنص الجنود وإحداث نقلة نوعية في مدى صواريخ المقاومة، والكشف عن طائرات "أبابيل" المسيرة دون طيار.

إنجازات أمنية

الخبير في شؤون الأمن القومي الفلسطيني د.إبراهيم حبيب، يقول إن المتتبع للواقع الأمني للمقاومة يدرك أن حرب العقول التي بدأت قبل عدوان تموز 2014 ما زالت مستمرة حتى اللحظة "وحققت خلالها المقاومة إنجازات أمنية كبيرة".

ويعد تحجيم بنك الأهداف الإسرائيلي، وإيصال جيش الاحتلال لمرحلة من العجز والضعف بالبحث عن أي هدف بشري لإسقاطه واستغلال المرضى ومحاولة تجنيدهم في محاولة بائسة لتحقيق إنجاز عسكري، أحد ملامح المعركة الأشرس بين المقاومة وجيش الاحتلال، وفقاً لحبيب.

وبين أن المقاومة أضعفت بنك الأهداف الإسرائيلي، من خلال معركة الوعي وتحجيب سيطرة الاحتلال على الرأي العام الفلسطيني، ونجاحها بضرب خلايا وعملاء (إسرائيل) في غزة، وذلك بالتوازي مع فتح باب التوبة أمام العملاء من أجل منحهم فرصة للعودة لأحضان الشعب الفلسطيني.

والنقطة الأهم، التي يركز عليها حبيب في هذا الجانب، هي قدرة المقاومة على مواجهة الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة بنقل قدرات العملاء من جلب المعلومات إلى استخدام السلاح كما حدث في عملية اغتيال القيادي في كتائب القسام الشهيد مازن فقها.

وكان فقها، اغتيل وسط مدينة غزة في نهاية مارس/ آذار الماضي، بسلاح كاتم للصوت. وكشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية في القطاع عن ضلوع شبكة من العملاء ألقي القبض عليها في عملية الاغتيال.

ويؤكد حبيب، أن اعتقال 45 عميلاً فاعلاً ضربة "تحت الحزام" لجهاز الأمن الإسرائيلي "الشاباك".

وحول أهمية عدم استطاعة الاحتلال معرفة ما يدور في ذهن قيادات المقاومة، يعتقد الخبير في شؤون الأمن القومي، أن نجاح المقاومة في إخفاء قدراتها ونواياها عن المحتل يشكل معضلة كبيرة للاحتلال يجعله ينتظر المفاجآت القادمة، مؤكدا أهمية وجود المعلومات كي تكون النتائج سليمة في أي معركة والتي يدرك الاحتلال أهميتها.

مراكمة قوة

ويتوافق الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، مع حبيب حول قدرة المقاومة الفلسطينية على مراكمة القوة بتطوير قدراتها وتأهيل مقاتليها ورفع مستوى الجهوزية برسم خطط وإعداد سيناريوهات عسكرية وتدريبات، مؤكداً أن المقاومة أخذت دروسا وعبرا من الاعتداءات السابقة في إدارة الشؤون الداخلية للقطاع أثناء الحروب أو في الحالات العادية.

ويقول عريقات لصحيفة "فلسطين": "ما جرى في غزة من دمار وخراب خلال عدوان 2014 لم يكسر إرادة الشعب الفلسطيني، باعتباره الحاضنة الرئيسية للمقاومة، فما زال الشعب الذي يملك معنويات مرتفعة لديه مخزن من البذل والعطاء والتضحيات إضافة إلى معنويات المقاومة التي تؤكد على قدرتها على التصدي لأي عدوان، وهذا ما يزعج الاحتلال".

وذهب إلى القول: "السلاح الفلسطيني سلاح دفاعي مقارنة بحجم الترسانة العسكرية للاحتلال ولكنه سلاح فعال باعتماده على حاضنة شعبية متينة تملك إرادة وحق المقاومة".

ويرى أن ثمة عدة عوامل تردع الاحتلال عن شن عدوان رابع على غزة، من بينها، الوضع السياسي الإسرائيلي الداخلي الذي لا يتحمل عدوانا يأتي بهزائم وإخفاقات جديدة للائتلاف الحكومي اليميني، مشيراً إلى أن تحالف الأحزاب اليهودية المنضوية في حكومة بنيامين نتنياهو يبدو هشاً وضعيفاً وكل حزب يريد الحفاظ على مقاعده في الحكومة، ما يجعل من الصعب تقدير احتمالية اتخاذ قرار بشن عدوان جديد.

والعامل الثاني الذي يردع الاحتلال عن عدوان جديد، والكلام لعريقات، وجود مقاومة فلسطينية مستعدة للدفاع عن غزة، مشيرا إلى أن الدعم الدولي للاحتلال ليس كما كان بالسابق خاصة أن تحالف أمريكا مع الاحتلال إستراتيجي، مبني على أساس أن الاحتلال قوي لكنه اليوم بحالة ضعف.

ولكن الخبير العسكري لا يستبعد خيار العدوان تماما، في ضوء حالة الضباب السياسي التي تعتري الإقليم "فـ(إسرائيل) الآن تبدو في حيرة بين الذهاب لعدوان جديد على غزة وبين مد جسور تعاون مع بعض الدول العربية".

ومضى يقول: "حين نتحدث عن قيادة حمقاء مثل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان فإنهما قد يذهبان لحرب هربا من المحاكم أو لمشاكل شخصية يتعرضان لها"، مشيراً إلى أن خيار الذهاب إلى الحرب "يبنى على معلومات وتقدير موقف دقيق من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي".

ويوضح أن ذلك أحد دروس عدوان 2014 الذي واجه فيه جيش الاحتلال "مفاجآت غير سارة"، مستشهداً بتقرير مراقب الدولة الذي انتقد حالة الضعف المعلوماتي لدى "الشاباك" قبل الذهاب إلى غزة.

اخبار ذات صلة