يستمر الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال بمسيرة صمودهم وإضرابهم في وجه السجان رغم الظلم والقهر والإهمال الطبي الممارس ضدهم ورفضا للاعتقال الإداري الظالم وغير القانوني، وفي الجانب الآخر يستمر أهالي الشيخ جراح بالقدس في الدفاع عن أرضهم ثابتين على حقوقهم المشروعة التي سطرت بالدم مشروع صمودهم ومظلوميتهم في وجه الكيان العنصري ومستوطنيه الذين يمارسون الإرهاب ضد كل ما هو فلسطيني. المقاومة خلال معركة سيف القدس المباركة أكدت لقادة الاحتلال أن الاعتداء على حي الشيخ جراح خط أحمر لا يمكن تجاوزه والصمت عليه بأي حال من الأحوال، وأن صرخة أهالي القدس تلبيها أيدي المجاهدين الضاغطة على الزناد.
كما أكدت فصائل المقاومة الفصائل الفلسطينية أن قضية الأسرى خط أحمر والمقاومة الطريق الوحيد لتحريرهم، وأن ملف الأسرى قضية مركزية أمام المقاومة تعمل على انتزاع حريتهم وتبييض السجون بصفقة مشرفة تعيدهم إلى أهاليهم وذويهم رغم استمرار تهرب الاحتلال من عقد صفقة أمام ما تملكه المقاومة من أوراق قوة تواصل من خلالها الضغط من أجل الحصول على حرية أسرانا في الوقت الذي يعاني الجيش الصهيوني هبوط المعنويات وضعف جبهته الداخلية وجنوده فإن تصعيد قواته عدوانها ضد الأسرى في السجون سيكون صاعق انفجار في وجه الاحتلال ويشعل الأرض جحيما تحت أقدام الاحتلال .
تؤكد القوى الوطنية والإسلامية والجماهير الشعبية في مدن وقرى فلسطين كافة ومن خلال خروجهم شيباً وشباباً في مسيرات مؤيدة وداعمة لمساندة حقوق أسرانا بالحرية أن قضية الأسرى على رأس أولويات شعبنا وأن تحريرهم مطلب وطني وشعبي لا يمكن تجاوزه، ويمضي أهالي حي الشيخ جراح بالبقاء والتصدي للمستوطنين مهما كلفهم الثمن.
على الرغم من التحديات تمضي المقاومة التي رسمت بالدماء صفحات عز مسطرة معادلات جديدة للردع مع الاحتلال والتأكيد أن أي مغامرة غير محسوبة في حي الشيخ جراح أو ضد أسرانا ستنعكس على كل مناطق الكيان بالخطر وهو ما يهدد الاستراتيجية الأمنية للاحتلال وأمن الجبهة الداخلية التي تعد مصلحة رئيسة عليا يحاولون تجنيبها الضرر المحتمل عليها بعدما رسخت معركة سيف القدس انتصارا عميقا على الوعي الصهيوني وأنتجت معادلة جديدة للردع والاحتلال أن مواجهة المقاومة لن تكون سهلة في ظل وضع جديد مع القوة التي أعدتها المقاومة مفاجآت للاحتلال.
أثبتت المقاومة بغرفة عملياتها العسكرية المشتركة أن لديها القدرة على استخدام القوة للدفاع عن حقوق شعبنا وإلحاق الضرر بالكيان وتحقيق أهدافها الوطنية بعد ما برزت انتصارات المقاومة ودقتها وصوابية مشروعها وأصالة أهدافها وسط احتضان شعبي لها في الميدان في مواجهة العدوان الصهيوني، وأمام هذه التطورات الجديدة في ميزان القوى والإعداد والتطوير الذي وصلت إليه قوى المقاومة وتآكل الردع الصهيوني لن يستطيع الكيان الصهيوني ترميم صورة الهزيمة التي لحقت به وإذا مضى الاحتلال في تجاهل معاناة أسرانا دون تصحيح ستكون هناك سيف القدس ٢ وستلجأ المقاومة إلى تكتيكات وأسلحة جديدة من أجل الأسرى والشيخ جراح واعتقادي أن المقاومة لن تصمت في حال استمر التصعيد وأقدم الاحتلال على ارتكاب حماقات جديدة بحق الأسرى والشيخ جراح، ولن يقامر الجيش الصهيوني ولن يغامر قادته الأمنيون بتحريك جنودهم أو المتطرفين الصهاينة في خطوات استفزازية جديدة ضد الأسرى وحي الشيخ جراح لأن هذه القضايا تحمل أهمية كبيرة واستثنائية عند المقاومة، بالتوازي مع الظروف والتحديات الإقليمية فالاحتلال يعلم أن الوضع الإقليمي والدولي حساس ولا يوجد أي طرف في المنطقة معني بالتصعيد والدخول في موجة حرب جديدة بل يسعون لتحقيق توازن إستراتيجي واستقرار في ظل الصراع الدولي والتنافس الإقليمي ورغبة في توظيف ذلك لصالحهم.
إن ما نراه اليوم من الالتفاف الشعبي إلى جانب أهلنا في الداخل المحتل يشير إلى أن ما حدث في معركة سيف القدس حمل أهمية بالغة من خلال التأكيد على تعدد الجبهات الرافضة لجرائم الكيان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس وفي الداخل المحتل والتي كانت في مستوى التحدي والمشاركة والانخراط في مسيرات وفعاليات شعبية نضالية ضد الاحتلال وعدوانه على الأسرى وأهالي حي الشيخ جراح القدس ورسمت بذلك معادلات جديدة في وجه مشاريع الاحتلال، وأن انتصار المقاومة لأهالي الشيخ جراح تأكيد واضح على تمسك المقاومة بجوهر القضية الوطنية الفلسطينية ولا تزال مستمرة واضحة المنهج والفكر والعمل من أجل إنهاء الاحتلال واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني ولا يزال سيف القدس جاهزا للدفاع عن الوطن وهو ما عبرت عنه المقاومة في مناورات درع القدس والركن الشديد.