قائمة الموقع

التوتر في "الشيخ جراح".. المقدسيون يراهنون على "سيف المقاومة" لردع المستوطنين

2022-02-16T18:23:00+02:00
اعتداءات الاحتلال في الشيخ جراح تهدد باشتعال الجبهات

تتشابه الأوضاع المتوترة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين على حي "الشيخ جراح" وتصاعد عمليات الهدم بمدينة القدس، بالأوضاع التي سبقت معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي، وثبتت فيها المقاومة معادلة "القدس تحت حماية المقاومة".

صعّد الاحتلال مرة أخرى من إجراءاته في "الشيخ جراح" بالقدس المحتلة، محاولًا كما تبدو الصورة جس نبض الشعب الفلسطيني ومقاومته، تمهيدًا لاتخاذ خطوة متقدمة أو التراجع للخلف، خاصة أن الصورة الدولية الرافضة إخلاء عائلات فلسطينية بالحي المقدسي لا تبدو في صالح الاحتلال، لكن هذه المرة يتحرك، وفق مراقبين، بصورة حذرة ومنفردًا بحيث يهدم كل منزل على حدى خشيةً من رد المقاومة.

تصاعد اعتداءات

ليس فقط الأوضاع مشابهة لما سبق معركة "سيف القدس"، فيصفها الكاتب والمحلل السياسي من القدس راسم عبيدات بأنها أكثر "خطورة" في ظل عمليات تطهير عرقي يتعرض لها حي "الشيخ جراح" بعد استيلاء الاحتلال على قطعة أرض على مدخل الحي وهدم منزل عائلة صالحية الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن 150 منزلاً مهددًا بالهدم خلال فترة قريبة في منطقة جبل "المكبر".

ويعتقد عبيدات في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" أن المس بالشيخ جراح يعني أن المقاومة ستكون حاضرة كونها رسخت بمعركة "سيف القدس" وحدة المصير والمسار بين غزة والقدس المحتلة، لافتا إلى أن المقاومة تشهد حالة أكثر خطورة وتصاعدًا لاعتداءات الاحتلال مما جرى في مايو/ أيار الماضي.

ويرجح أن تذهب الأوضاع للتصعيد خاصة مع قرب شهر رمضان، وإعلان الجماعات الإسرائيلية المتطرفة أنها ستقتحم الأقصى بأعداد كبيرة في 11 إبريل/ نيسان القادم، وهذا مؤشرٌ للتصعيد، مستدركًا، أن القدس المحتلة تشهد حالة من الأزمات المتتالية التي يفرضها الاحتلال، بهدم المنازل، والتطهير العرقي.

وأشار عبيدات إلى أن عدد المنازل التي هدمها الاحتلال بالقدس منذ بداية العام الجاري بلغت 45 منزلاً، فيما هدم العام الماضي نحو 180 منزلاً.

ورغم هذا التصاعد في الهدم، إلا أن الاحتلال، وحسب عبيدات، يتحرك بحذر ويلجأ لسياسة القتل البطيء، ويهاجم بشكل منفرد كل بيت على حدة سواء بالشيخ جراح أو بأي منطقة أخرى حتى لا يتلقى انتقادات عالمية، ولا يدفع المقاومة للتحرك.

ويرى عبيدات أن الاحتلال لن يتراجع عن التصعيد فرئيس حكومته القادم من جبهة الاستيطان نفتالي بينيت يريد كسب المتطرفين، ويمارس تصعيدًا في أكثر من منحى وقد يدفع باتجاه تفجير المشهد المقدسي بشكلٍ أوسع، وإذا ما اختار التصعيد فالرهان سيكون على المقاومة ودورها في التعاطي مع الاحتلال وتدعيم صمود المقدسيين وشحن معنوياتهم.

مشهد متوتر

ولا يختلف الباحث المقدسي د. جمال عمرو عن عبيدات في رسم صورة المشهد، واصفًا إياه بـ "المشهد الساخن والمتوتر" ويزداد صعوبةً يومًا بعد آخر، لكنه حتى الآن – ورغم هذا التوتر القائم – أقل من ارهاصات ما سبق لمعركة "سيف القدس" كون الاحتلال يحاول قدر الإمكان ضبط نفسه، وضبط تصرفات عضو الكنيست المتطرف "إيتمار بن جفير" بدليل أن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت اتهمه بالقيام بـ "الدعاية".

ويتوقع عمرو أن يكون القادم أسوأ من فترة "سيف القدس"، وأن يكون شهر رمضان حافلاً بالأحداث، فيخطط المتطرفون لشن اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى بعضها سيكون في يوم السبت.

وينقل عمرو في حديثه لـ"فلسطين أون لاين"، عن الإعلام العبري أن هناك خمس جبهات ستشترك بالمعركة القادمة التي أسموها "سيف القدس 2"، وهي: القدس وغزة والضفة وخارج فلسطين وستكون هناك جبهة داخلية أعنف تقودها اللد، والرملة، وأم الفحم، وحيفا، وعكا، ورهط ويعتقدون أن المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل سيشترك بقوة فيها، فيما لا يقيم قطعان المستوطنين وزنا لذلك ويريدون تحقيق غاياتهم من السيطرة على المسجد الأقصى وصولاً لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.

ورغم كل هذه الأخطار والتوتر، إلا أن معادلة "القدس تحت حماية المقاومة" محفورة بالوجدان المقدسي وباتت تترجم على الأرض إذ يذكر المقدسيون جنود وشرطة الاحتلال مع كل اعتداء، بما فعلته بهم المقاومة.

 

 

اخبار ذات صلة