فلسطين أون لاين

تقرير لمجابهة إدمان الإنترنت.. مبادرة وطنية لنشر الوعي الإلكتروني

...
غزة/ هدى الدلو:

يحيي العالم في الثامن من فبراير/ شباط من كل عام، اليوم العالمي للإنترنت الآمن، ولمجابهة الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وأطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مبادرة وطنية لتوعية المستخدمين كافة بخطورة الإدمان الإلكتروني.

ويلخص الناطق باسم الحملة الوطنية لمجابهة إدمان الإنترنت علي عكيلة، أهداف الحملة بالحفاظ على النسيج الاجتماعي وحماية المواطن من مخاطر الاستخدام السلبي للإنترنت وللألعاب الإلكترونية، والحرص على مستقبل الشباب وخصوصًا فئة المراهقين الذين يشكلون الفئة الأكثر استخدامًا له.

ويقول إن الحملة تريد العمل على تحقيق الأثر المطلوب والإيجابي من خدمات الإنترنت وتسخيرها في عمليات التنمية المستدامة، والوصول إلى بيئة إلكترونية أكثر أمانًا لجميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية.

ويوضح أن تحقيق تلك الأهداف ينطلق من الوعي الإلكتروني لدى الآباء والأمهات، لخلق بيئة أسرية محمية من الآثار السلبية للاستخدام السلبي للإنترنت والألعاب الإلكترونية.

إلى جانب أولياء الأمور تريد الحملة تعزيز دور المعلمين وجهات الاختصاص كافة في تحمل المسؤولية المجتمعية من خلال إشراكهم في تنمية المفاهيم الصحيحة حول الاستخدام الآمن والمفيد لخدمات الإنترنت والألعاب الإلكترونية.

ويضيف عكيلة: "نريد كذلك العمل على تعزيز التعاون المشترك وتكامل الأدوار بين الشركاء في القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز الاستخدام الإيجابي للإنترنت".

واعتمدت لجنة متابعة العمل الحكومي في جلستها (154) تشكيل فريق وطني لمجابهة الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. 

ويتشكل الفريق الوطني من ممثلين عن الوزارات الحكومية؛ وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمكتب الإعلامي الحكومي، ووزارات: التربية والتعليم، والأوقاف، والداخلية، والمرأة، والهيئة العامة للشباب والثقافة، بالإضافة إلى شركاء من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

ويعزو عكيلة إطلاق الحملة إلى الحرص على مستقبل الشباب، الفئة الأكثر استخدامًا للألعاب الإلكترونية المتنوعة، والانتشار الكبير في نطاق استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الفئات والأعمار وشرائح المجتمع كافة بفضل التحول التكنولوجي وشيوع الأجهزة اللوحية الذكية.

وبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في فلسطين 4.2 ملايين مستخدم في عام 2019، بواقع 3.2 ملايين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتفيد بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، بأن 86% من الشباب في العمر 18-29 سنة يستخدمون الإنترنت من أي مكان؛ 90% في الضفة الغربية و79% في قطاع غزة. و94% من الشباب يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي أو المهني.

مؤشرات الإدمان الإلكتروني

ويلفت عكيلة إلى أن سهولة الوصول إلى خدمات الإنترنت، والزيادة المطردة في استخدام الألعاب الإلكترونية يرفع من معدلات الإصابة بأمراض التوحد بين الأطفال، والعزلة الاجتماعية، وأفرز ظواهر اجتماعية جديدة مثل الخرس الزوجي، والتنمر الإلكتروني، والتفكك الأسري نتيجة غياب التواصل الاجتماعي الفعال.

ولا توجد أي إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بمرض التوحد في الأراضي الفلسطينية، لكن تقديرات غير رسمية أشارت إلى أن أعدادهم وصلت إلى خمسة آلاف طفل، في حين بيّنت الأمم المتحدة في تقرير صدر نهاية العام الماضي، أن قرابة 1% من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي قرابة 70 مليون شخص، تبعًا لمعطيات نشرها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في عام 2019.

ويبين عكيلة أنه يمكن وصف الشخص بأنه مدمن في حال كان لديه ضعف في الرغبة بالاتصال والتواصل مع محيطه الحقيقي كالعائلة والأصدقاء ومجتمع العمل، ووجود علامات الانسحاب، مثل القلق والتوتر العصبي أو الانزعاج أو الحساسية من أي محفز خارجي عندما لا يكون الشخص متصلًا بالإنترنت، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على النفس لفترة التصفح.

كما تعد المؤشرات الصحية السلبية أحد دلائل إدمان الإنترنت، كقلة النوم والشحوب صباحًا، وآلام العمود الفقري والعينين والأعصاب وتنميل اليدين وآلام أسفل الظهر، وظهور مشكلات في مكان العمل أو المدرسة، والتعلل بالأسباب، عبر البحث عن حجج بشكل دائم لإهمال الواجبات المدرسية أو المنزلية من أجل الجلوس أمام الكمبيوتر وتصفح الإنترنت.

أدوات العلاج

ويلفت عكيلة إلى الإقرار بالمشكلة أولًا للتخلص من إدمان الإنترنت وإيجاد بديل عنه، بدءًا من تقليل وقت استخدامه ووضع قيود محددة لذلك، وليس انتهاء بممارسة الرياضة أو أي هواية ترفيهية أو زيارة الأقارب، إلى جانب الحصول على الدعم من الأسرة أو الأصدقاء.

ويتحدث كذلك عن ضرورة الحرص على تجنب استعمال الحاسوب للأغراض الترفيهية بحذف الألعاب، والابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الويب المُسلية، لمدة شهر أو اثنين. 

ويذكر عكيلة أن الحملة تعتمد على مجموعة من الوسائل والأدوات لتعزيز الوعي الاجتماعي بمخاطر إدمان الإنترنت، كنشرات التوعية المرئية والمسموعة والمقروءة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الشركات المزودة للإنترنت، واللقاءات والندوات التثقيفية، وموجات مفتوحة على الإذاعة، وخطبة الجمعة، وأيام دراسية.