فلسطين أون لاين

تقرير زوجان من غزة يصنعان الشكولاتة بعد عجزهما عن الحصول على وظيفة

...
إسراء وفريد مشتهى
غزة/ رامي رمانة:

برأس مال محدود لم يتجاوز 100 شيقل، بدأ الزوجان الشابان إسراء وفريد مشتهى من قطاع غزة مشروعهما في تصنيع حلوى الشوكولاتة.

بدأت الفكرة عند الزوجين في أثناء وجودهما داخل الحجر الطبي للوقاية من جائحة كورونا، حيث وجد الاثنان في علبة الشكولاتة المقدمة لهم اطمئناناً على صحتهما، حافزاً للتفكير في إيجاد مشروع مماثل يساعدهما على تأمين مستلزماتهما.

فالزوجة إسراء 28 عاماً، أنهت دراستها الجامعية في مجال التعليم الأساسي ولم تحصل على وظيفة، والزوج فريد 30 عاماً أنهى دراسته في تخصص أتمتة مكتبات، ولم يحظ بوظيفة أيضاً.

يعرض الزوجان منتجاتهما مختلفة الأشكال والأصناف في معرض مرايا 18 الذي أقامته سيدة الأعمال هبة الهندي في فندق الديرة غرب مدينة غزة.

تقول الزوجة لصحيفة "فلسطين" خصصنا جزءًا من المنزل لإنتاج حلوى الشكولاتة، بدأ المشروع بـ 100 شيقل، والآن رأس ماله 1000 دولار، استلفنا بعض المال من الأقارب والأصدقاء لتطوير المشروع ".

وتضيف: "أرسلنا أول عينة من إنتاجنا إلى صديق زوجي هدية لمناسبة خاصة به، فأرسل ثمنها ورغم طرافة الموقف فإنه ولّد لدينا حماساً شديداً بأن نسوق منتجاتنا خارج دائرة الأسرة والأصدقاء، فلجأنا إلى شبكة الإنترنت وإلى المشاركة في المعارض".

كانت السعادة تُرتسم على وجه الزوجين، وهما يشرحان لزوار المعرض كيف بدأ مشروعها قبل عام ونصف وماهية الصعوبات التي تعترضهما، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار المدخلات الإنتاجية عائق جديد، وأنهم بحاجة إلى دعم الجهات الرسمية والمؤسسات لتطوير أدوات الإنتاج خاصة في مجال التغليف.

بدوره قال خبير تطوير الأعمال أحمد الحسنات: إن المشاريع الصغيرة أصبحت من أولويات الشباب في قطاع غزة في ظل تفشي البطالة واستمرار فرض الاحتلال حصاره للعام 15 على التوالي.

وأكد الحسنات لصحيفة "فلسطين" أن إفساح المجال للشباب لبدء مشاريعهم تبقى أحد الحلول في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة.

وأهاب بمؤسسات القطاع العام والخاص الانتباه لهذه المشاريع والعمل على توجيهها بما يضمن توازن إنتاجي في جميع المستويات.

ودعا الحسنات إلى تخصيص حوافز وميزانية متخصصة بدعم المشاريع الريادية، وإنشاء شبكة من المستثمرين المساندين لتقديم التمويل الميسر للمشاريع الريادية للشباب.

وبين الحسنات أن قيمة المشاريع المحدودة الصغر والريادية في قطاع غزة ما تزال محدودة جداً، إذا ما قورنت مع غيرها، مبيناً أن رأس مال المشروع الصغير في الدول النامية يبدأ عند 20 ألف دولار وفي الدول المتقدمة 20 مليون دولار.

من جانبه قال الاختصاصي الاقتصادي د. رائد حلس: "إن الأوضاع الاقتصادية الحالية في قطاع غزة الصعبة لا بد أن تكون حافزًا للعمل الريادي الذي يعتمد على الإبداع والابتكار سواء كانت سلعة أو خدمة، لأن المشاريع الصغيرة الريادية هي المدخل للحصول على مصدر دخل وتحسين مستوى المعيشة وبالتالي التخفيف من حدة البطالة والفقر".

وأضاف حلس لصحيفة "فلسطين" أن نجاح المشاريع الصغيرة والريادية يتطلب من أصحاب المشاريع التفكير خارج الصندوق، والعمل على تبني أفكار ريادية ومبتكرة، ومن الحكومة إعطاء مساحة أكبر لدعم المشاريع الريادية وبخاصة رصد نسبة أكبر في الموازنة العامة تخصص لدعم المشاريع الريادية وكذلك العمل على حشد التمويل الخارجي وتوجيهه نحو المشاريع الريادية.

وختم حديثه قائلًا: "كما يتطلب من مؤسسات القطاع الخاص وبخاصة القطاع المصرفي ومؤسسات الإقراض المتخصصة توفير التمويل لأصحاب المشاريع الريادية وتسهيل إجراءات الحصول على التمويل سواء على صعيد شروط الكفالة أو فترات السماح".