فلسطين أون لاين

مقاومو نابلس.. عُذّبوا واستُشهدوا "في مقاطعةِ التعاون الأمني"

...
شهداء نابلس الثلاثة الذين اغتالهم الاحتلال قبل أيام
نابلس-غزة/ محمد أبو شحمة:

"اليوم بكون صرلي سنة مروح من عند السلطة.. الله لا يبارك لهم والله ينتقم منهم"، هذه كلمات كتبها الشهيد أدهم مبروكة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قبل اغتياله ورفاقه أشرف مبسلط ومحمد الدخيل، برصاص قوت الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة.

واعتقل مبروكة الملقب بـ"الشيشاني"، عدّة أشهر في سجن أريحا في عام 2018، ووُجّهت إليه تهمٌ تتعلق بتأجيج السّلم الأهلي بسبب مشاركته في مظاهرات ضد سياسات السلطة، وتعبيره المستمر عن رفضه التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وخلال عامين ونصف العام من وجود مبروكة في سجون أجهزة السلطة، تعرّض لأشكال قاسية من التعذيب، تسبّبت في حدوث خلعٍ في كتفه، بقيَ يُعاني آثاره حتى استشهاده، كما يقول شقيقه المُحرّر أحمد مبروكة.

وأوضح أحمد في حديثه لصحفية "فلسطين"، أنّ "أجهزة السلطة اعتقلت شقيقه أدهم بعد فترة قصيرة من خروجه من سجون الاحتلال".

وأضاف: "أخي كان أسيرا في سجون الاحتلال كحال أشقائه، ثم قامت أجهزة السلطة باعتقاله، وزجّه في الزنازين، وتعذيبه، حيث تعرّض لإصابات قوية في جسده".

وأشار إلى أنّه عقب خروج الشهيد أدهم من سجون السلطة، أجرى ثلاث عمليات جراحيّة في كتفه لعلاج آثار التعذيب التي تعرّض لها، ولكن لم تنجح تلك العمليات في إعادة الوضع الطبيعي لكتفه، واستمر يُعاني تلك الآلام حتى استشهاده.

ويقول أحمد: إنّ "أجهزة السلطة طلبت من أدهم ورفاقه تسليم نفسه قبل أيام قليلة من استشهاده، ولكنهم رفضوا حتى استُشهدوا برصاص الاحتلال".

ولم يسلم الشهيد محمد الدخيل هو الآخر من الاعتقال من قبل أجهزة أمن السلطة، بسبب نشاطه في المقاومة.

يقول والده الحاج رائد الدّخيل، لـصحيفة "فلسطين" إنّ محمد اعتُقل لمدة 4 أشهرٍ في سجون السلطة.

ويضيف: "ابني عمره 22 عامًا، ومنذ صغره كان يُحبُّ المقاومة، ويُواجه الاحتلال، والتحق بكتائب شهداء الأقصى".

ويُضيفُ الحاج رائد: "بدأ ابني عمله المقاوم حين بدأ بتصنيع عبوةٍ ناسفة، وفي حينها قامت أجهزة أمن السلطة باعتقاله لمدة 4 أشهر، ثم أطلقت سراحه، حيث اعتقلته قوات الاحتلال، وأمضى في سجونها 7 أشهر".

ولفت إلى أنّ نجله عمل بسرية تامة، حيث كان يُنفّذ عمليات إطلاق نار ضدّ جنود الاحتلال، ولا أحد من عائلته يعرف تلك التفاصيل.

ويقول: "بعد استشهاده تفاجأتُ أنّ ابني قام بالكثير من العمليات ضدّ الاحتلال وإطلاق النار".

ونفّذَ جيشُ الاحتلال ظهر الثلاثاء الماضي، عملية اغتيال لمجموعة مقاومين من كتائب شهداء الأقصى، في عمليةٍ أمنيةٍ مشتركةٍ أشرفَ عليها كلّ من جهازِ (الشاباك) وقوات خاصة من الجيش وعناصر من "وحدة اليمام" التابعة لما يُسمّى بـ" حرس الحدود".