قائمة الموقع

في وضح النهار.. اغتيال أمام عيون أمن السلطة بنابلس

2022-02-08T19:09:00+02:00

في وضح النهار ووسط نابلس، قوةٌ إسرائيلية خاصة تدخل إلى محافظة نابلس بهدوءٍ يتخفون ببزاتهم العسكرية وأسلحتهم داخل سيارتين مدنيتين، يتوقفون بأحد شوارع حي "المخفية"، لم يسيروا تحت عيون شمس الظهيرة فقط بل أيضًا ساروا من أمام عيون عناصر أمن السلطة في سجن "جنيد" القريب من مكان.

توقفت المركبتان، وترجل الجنود ما إن وصلت سيارة من نوع "سيت" فضية يستقلها ثلاثة شباب فلسطينيين، ليفتح الجنود أزندة بنادقهم ويمطرون السيارة بالرصاص، ثم يتقدمون نحو المركبة بكل هدوءٍ ليتأكدوا من أن أرواح الشباب صعدت إلى السماء، فيما لم تحرك النخوة عناصر أمن السلطة التي لم تبرح مواقعها طيلة وقت الحدث وهم يسمعون أصوات الرصاص.

هذا المشهد أدلت الصحافية وشاهدة العيان بتول كوسا والتي تسكن بنفس مكان وقوع جريمة الاغتيال بشهادتها عبر طرف سماعة الهاتف الأخرى لـ "فلسطين أون لاين" وتقول: "كنت داخل منزلي ونظرت من النافذة قبل الحدث، ولاحظت وجود السيارتين الأولى من نوع "كادي" اللون والثانية صفراء عمومية لكن لم يلفت انتباهي أنه قد يكون بداخلهن جنود لجيش الاحتلال".

وتضيف كوسا "بمجرد وصول سيارة فضية من نوع "سيت" من الجهة المقابلة أطلقوا عليها النار من مسافة صفر وخلال ثوان معدوات، عندما سمعت صوت إطلاق النار توجهت نحو النافذة وكان الصوتُ كثيفا فأطلقوا والرصاص غزيرا تجاه السيارة بشكل مباشر".

وتابعت "بعد انتهاء إطلاق النار لم ينسحب الجنود من المنطقة بل تقدموا نحو نوافذ السيارة بهدوء  للتأكد من استشهاد من بداخلها واستمروا في مكوثهم بالمكان سبع إلى عشر دقائق يحوطون السيارة حينها كانت سيارات الإسعاف قد وصلت ونقلت الشهداء إلى المستشفى".

وعن طريقة انسحاب القوة الإسرائيلية قالت كوسا "كان الانسحاب بكل هدوء، وبدون ارتباك ولم تكن حركة المركبات سريعة".

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي، لحظة تجمهر عشرات المواطنين صوب المركبة المستهدفة وقد بدا عليها آثار عشرات الطلقات النارية.

وقالت قناة كان العبرية، قالت إن قوة إسرائيلية خاصة اغتالت 3 فلسطينيين في نابلس بعد تنفيذهم عدة عمليات إطلاق نار في الأسبوعين الأخيرين.

عقب الجريمة أعلن الحداد التام في محافظة نابلس وأغلقت المحال التجارية أبوابها، خرجت مسيرات غاضبة رددت هتافات كان من بينها "خلوا الشهيد بدمه .. ألف تحية لأمه" مطالبين المقاومة بالثأر مرددين "الانتقام الانتقام يا سرايا ويا قسام" مرددين هتافات أخرى "انتفاضة حتى الموت (..) الموت ولا المذلة".

ردود فصائلية واسعة أدانت الجريمة وطالبت السلطة بالتوقف عن سياسة التنسيق الأمني، فقالت الجبهة الشعبية في بيان لها "ننعى شهداء نابلس الثلاثة، ونطالب السلطة وأجهزتها الأمنية بالتوقف عن لعب دور المحايد والمتفرج وإلى المشاركة مع أبناء شعبنا في التصدي لعنف الاحتلال وجرائمه".

فيما قالت حركة "حماس" لقد أثخن المقاومون الأبطال في الاحتلال ومستوطنيه، وارتقوا بعد مسيرة مشرفة من الجهاد، وإن مسيرة المقاومة ماضية بهمة شبابها الذين يرفضون المهادنة أو الانكسار".

اخبار ذات صلة