قالت عفاف غطاشة التي استقالت أول من أمس من كل هيئات حزب الشعب، إن القرارات الناتجة عن اجتماع المجلس المركزي برام الله ستبقى "حبرًا على ورق"، ولن تُنفَّذ كما القرارات السابقة، معتبرة عقده على مدار اليومين الماضيين "نسفا لحوارات الفصائل الجارية في الجزائر" واللقاءات الوطنية.
وأضافت غطاشة في حديث خاص بصحيفة "فلسطين" أن السلطة تجاوزت كل قرارات المجلسين المركزي والوطني السابقة، واجتماع الأمناء العامين في بيروت-رام الله، ضمن سياسة التفرد والهيمنة التي تنتهجها على القرار الفلسطيني.
وبيّنت أنّ هذه القيادة المُتنفّذة في السلطة أرادت تحدّي الشعب والفصائل الفلسطينية من خلال إصرارها على عقد "المركزي" بالطريقة غير المقبولة والمخالفة للإجماع الوطني، مُحمّلة إيّاها المسؤولية الكاملة عمّا ستؤول إليه الساحة السياسية في المرحلة القادمة.
وبحسب قولها، فإنّ المجلس لم يأتِ بأيّ جديد من حيث القرارات والشخصيات، عدا عن الخروقات القانونية التي جرت قُبيلَ انعقاده وفي أثنائه، لافتةً إلى أنه ضمّ شخصيات لا تحظى بقبول من الشارع الفلسطيني "وهذا يزيد الطين بلة".
وشدّدت على أنّ انعقاد المركزي زاد من الفجوة بين النظام السياسي والشعب، وعزّز الانقسام أكثر من السابق، عادّةً انعقاده في هذا التوقيت استباقا لمحادثات الجزائر الجارية لتعطيلها بالكامل.
ووصفت غطاشة ما جرى بأنه "عدم احترام لدولة الجزائر التي رحَّبت بجلسات الحوار"، ما سيخلُق فجوة أكبر مع الحلفاء والأصدقاء في العالم العربي.
واستهجنت تعيين روحي فتوح رئيسا للمجلس الوطني واختيار بعض أعضاء اللجنة التنفيذية عبر المجلس المركزي، بعيدًا عن الانتخابات، مُنبّهةً إلى وجود حالة تغييبٍ للمجلس الوطني.
وشدّدت على أنّ هذه الممارسات تُلغي العملية الديمقراطية من حياة الشعب الفلسطيني، بالتالي لن يكون هناك أيّ انتخاباتٍ رئاسية أو تشريعية أو مجلسٍ وطنيّ في المرحلة القادمة.
وأضافت "من المؤسف والمحزن أن تلغي السلطة العملية الديمقراطية على هذه الشاكلة، كونها تُمثّل استحقاقا نضاليا للشعب الفلسطيني الذي قدّم التضحيات الكبيرة على مدار سنوات طويلة"، مُردفةً أنّ "الأصل أن ينتخب رئيس المجلس الوطني أعضاء المجلس وليس على هذه الطريقة المعكوسة".
ولفتت إلى أنّ اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية من صلاحيات "الوطني" وليس "المركزي"، مُعتبرة ما حصل من إجراءات "خرقا ومخاطرة ومجازفة عالية" ويتضح فيها أنّ العقلية التفرُّدية تزداد عاما بعد آخر، خاصة أنّ القيادة المتنفذة في السلطة تتجاوز كلّ الشعب الفلسطيني.
وكانت غطاشة قد أعلنت استقالتها أول من أمس من كلّ الهيئات القيادية لحزب الشعب، احتجاجا على مشاركته في جلسة "المركزي" التي عقدتها قيادة السلطة ومنظمة التحرير "المُتنفّذة" برام الله على مدار اليومين الفائتين.
وعقب ذلك، أعلن حزب الشعب انسحابه من اجتماعات "المركزي" بعد مشاركته في الجلسة الافتتاحية أول من أمس.
وعلّقت غطاشة على هذه الخطوة، قائلة: "كان الأجدر مقاطعة الحزب كلّ جلسات المركزي وعدم حضور الجلسة الافتتاحية أيضا، فمجرد التواجد هناك هو إعطاء شرعية للمجلس".
واعتبرت أنّ الحزب أخطأ بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية والانسحاب بهذه الطريقة، وكان عليه قراءة المشهد بعمق ومسؤولية أكثر.