فلسطين أون لاين

اختبار يتنبأ بخطر إصابة النساء بـ 4 سرطانات

...

وفقاً لصحيفة الغارديان، يطوّر العلماء اختباراً ثورياً سيكون قادراً على التنبؤ بخطر إصابة المرأة بأربعة سرطانات، باستخدام عيّنة واحدة، يتم أخذها أثناء فحص عنق الرحم، من خلال المسحة الروتينية.

هذا الاختبار سيمكّن الخبراء من اكتشاف سرطان المبيض والثدي والرحم وعنق الرحم، أو توقع احتمالية تطورها، وفقاً لبحثيَن نُشرا في مجلة نيتشر كوميونيكيشن.

وقال الباحثون إن المزيد من النتائج تعود في الأصل إلى قدرة WID (اختبار تحديد مخاطر الإصابة بالسرطان) على التنبؤ بسرطان الرحم أو عنقه.

وأضافوا أن هذا الاختبار يمكن في النهاية أن يتيح الكشف المبكر عن أربعة أنواع من السرطان لدى النساء الأصغر سناً، وهذا سيمكّن من إيقاف السرطان قبل أن يبدأ، ما قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة لصحة المرأة.

إيقاف تطوّر السرطان

وقالت أثينا لامينيسوس الرئيسة التنفيذية لمنظمة إيفا أبييل، التي تموّل البحث مع مجلس البحوث الأوروبي «يمكن أن يؤدي هذا إلى تغيير جذري في فحص السرطانات الرئيسية، ليس فقط اكتشافها مبكراً، لكن منعها من التطور».

وأكدت أن إنشاء أداة فحص جديدة لأربعة أنواع من السرطانات الأكثر شيوعاً التي تؤثر في النساء، خاصة تلك التي يصعب اكتشافها حالياً في مرحلة مبكرة من اختبار واحد قد يكون حدثاً ثورياً.

وأشار البحث الى أن سرطان المبيض مسؤول عن أكبر نسبة من الوفيات المرتبطة بسرطانات الجهاز التناسلي للمرأة. وحالياً، يتم تشخيص %75 من سرطانات المبيض في مراحله المتأخرة عندما تنتشر الأورام، بينما قد تؤدي القدرة على اكتشاف المرض في وقت مبكر إلى تحسين نتائج العلاج.

وفي حين أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند النساء، وعادة ما يتم اكتشافه باستخدام التصوير الشعاعي للثدي، متبوعاً بأخذ خزعة، قالت ليز أوريوردان، جراحة سرطان الثدي التي تم تشخيصها بالمرض «هذا البحث مثير للغاية، لأنه في الوقت الحالي لا اختبار لفحص سرطان الثدي لدى النساء دون سن الخمسين، وإذا كان هذا الاختبار يمكن أن يساعد في تحديد النساء المعرضات لخطر كبير للإصابة بسرطان الثدي والمبيض وعنق الرحم والرحم في سن مبكرة فقد يغيّر هذا قواعد اللعبة تماماً».

واستخدم الباحثون عيّنات من خلايا عنق الرحم من 242 امرأة مصابة بسرطان المبيض و869 سيدة مصابة بسرطان المبيض، ثم قاسوا 14 ألف تغيير جيني، وحددوا بصمة الحمض النووي الفريدة لهن، التي يمكن استخدامها لاكتشاف أو التنبؤ بوجود سرطان المبيض.

ومكّنهم ذلك من تحديد %71.4 من النساء دون سن الخمسين و%54.5 من النساء فوق سن الخمسين المصابات بسرطان المبيض بنسبة %75.

وتم التحقق من صحة النتائج بشكل أكبر في مجموعة إضافية من النساء، حيث كانت 47 مصابة بسرطان المبيض و227 لسن مصابات.

وفي الدراسة الثانية، حلل الباحثون التغيرات اللاجينية في عينات خلايا عنق الرحم من 329 امرأة مصابة بسرطان الثدي مع تشخيص سيئ و869 امرأة غير مصابة بالمرض، وتمكنوا من التعرّف على النساء المصابات بسرطان الثدي، بناءً على تسلسل جيني فريد.

وتم تأكيد النتيجة في مجموعة أصغر تشمل 113 مريضة بسرطان الثدي و225 امرأة غير مصابة بسرطان الثدي.

فرص علاج أكبر

وقال البروفيسور مارتن ويدشفينتر من جامعة إنسبروك وكلية لندن الجامعية، الذي يقود البحث «سيبحث هذا الاختبار عن الآثار المتسللة على الحمض النووي للمرأة أثناء حياتها، ويسجل المسار الذي تسلكه، وما إذا كانت تتجه نحو السرطان أم لا».

وأكد أن هذا الاختبار سيحدث ثورة في الفحص ويمكّن من اتباع نهج أكثر دقة للوقاية من السرطان واكتشافه، حيث سيتم فحص النساء ومراقبتهن أو معالجتهن على أساس مخاطرهن الفردية والمتغيرة، وبالتالي فإن النساء يمكن أن يحصلن على درجات مخاطر منفصلة لكل من أنواع السرطان الأربعة في المستقبل.

وأشارت المنظمة الى أنه يمكن تقديم مراقبة أكثر نشاطاً للأشخاص الحاصلين على احتمالات عالية، أو تصوير الثدي بالأشعة السينية بانتظام، أو جراحة لتقليل المخاطر، أو علاجات، بينما حذر البروفيسور ويدشفينتر من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث والتجارب السريرية واسعة النطاق لتأكيد أن الاختبارات يمكن أن تتنبأ بشكل فعال باحتمالية إصابة النساء بالسرطان.

وقالت وزيرة الصحة البريطانية ماريا كولفيلد «من الرائع أن نرى كيف يمكن أن يساعد هذا البحث الجديد في تنبيه النساء المعرضات لخطر أكبر، للمساعدة في الوقاية من سرطان الثدي والمبيض والرحم وعنق الرحم قبل أن يبدأ». وأضافت أنه في غضون ذلك لا يزال فحص عنق الرحم التقليدي أمراً حيوياً، وحضّت جميع النساء في سن الـ25 وما فوق على إجراء الفحص.

المصدر / وكالات