فلسطين أون لاين

تقرير المحرر "الجربوع" يقبع في سجون السلطة وسط حالة صحية متردية

...
صورة أرشيفية
جنين-غزة/ نور الدين صالح:

لم تأبه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله، للحالة الصحية التي يعانيها الأسير المحرر نور الدين الجربوع (26 عامًا) من مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، عندما داهمت قوَّة منه ترتدي اللباس المدني مكان عمله واقتادته إلى سجونها.

ففي 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، وحينما حلّت ساعات الظهيرة، انقضّت قوّة من جهاز "الأمن الوطني" التابع للسلطة -بلا سابق إنذار- على الشاب الجربوع، خلال عمله على "بسطة" لبيع الملابس والنثريات، واقتادته بالقوة إلى سيارتها ثم إلى السجن، على خلفية سياسية، وفق ما ذكر شقيقه "توفيق".

ليست المرّة الأولى التي يتعرض فيها الجربوع وهو متزوج منذ عام ونصف ولديه طفلة (عام واحد)، للاعتقال من أجهزة السلطة، بل للمرة الرابعة، والتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، علمًا أنه اعُتقل أيضًا مرتين في سجون الاحتلال الإسرائيلي على نفس التهمة.

ويعاني الجربوع أمراضًا في الأعصاب والقولون، وتفاقمت حدّتها بعدما زجّه أمن السلطة في سجن أريحا مؤخرًا، وخوضه الإضراب المفتوح عن الطعام لمدة أربعة أيام رفضًا لاعتقاله المستمر منذ 11 يومًا، حسب ما روى توفيق لصحيفة "فلسطين".

وحكمت السلطة بتوقيف "الجربوع" على ذمة التحقيق لمدة 15 يومًا، وهو ما اعتبره شقيقه توفيق حكمًا باطلًا تسعى السلطة من خلاله لمحاولة تغطية نفسها قانونيًا".

ويوضح أن السلطة حوّلت شقيقه إلى مستشفى الرازي عقب تدهور حالته الصحية في سجن أريحا نتيجة إضرابه عن الطعام لمدة 4 أيام خشية حدوث ضجة في مخيم جنين "ولا تزال تتكتّم على حالته الصحية"، مشيرًا إلى أن اعتقال "الجربوع" جاء بعد 20 يومًا من الإفراج عنه من سجون مخابرات السلطة أيضًا.

ويؤكد رفض العائلة لاعتقال ابنهم "نور الدين" على خلفية سياسية، مطالبًا السلطة بالإفراج عن شقيقته والتوقف الكامل عن هذه الاعتقالات لكل مواطني الضفة وخاصة المقاومين.

وشدّد "توفيق" الذي ذاق مرارة الاعتقال السياسي لدى السلطة أيضًا، على أنّ "استمرار الاعتقال السياسي لا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي"، مُحمّلًا السلطة كامل المسؤولية عن حياة شقيقه "نور الدين".

وتساءل: "كيف يتمُّ اعتقال الشبان والمقاومين وهم يدافعون عن دينهم ووطنهم؟"، مُشددًا على أنّ "السلطة والاحتلال وجهان لعملة واحدة".

حالة "الجربوع" ليست الوحيدة، إذ تنتهج أجهزة أمن السلطة سياسة مُمنهجة بحق النشطاء والأسرى المحررين، عبر اعتقالهم واستدعائهم بشكلٍ متكرر، وكان آخرهم استدعاء وقائي طولكرم للشيخ نظير نصار للمقابلة.

وأمس، قالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، إنّ أجهزة أمن السلطة اعتقلت عددًا من الشبان والمحرَّرين، في حين تواصل اعتقال العشرات على خلفية سياسية.

وتشهد مدن الضفة الغربية تصاعدًا مُمنهجًا في سياسة الاعتقال السياسي الذي تُمارسه أجهزة السلطة وقمع الفعاليات الشعبية والطلابية قبيل عقد اجتماع، دون توافقٍ وطني، للمجلس المركزي في السادس من فبراير/ شباط الجاري.