فلسطين أون لاين

الاحتلال يعرقل ترميمه

تقرير مصلى "باب الرحمة".. صمود في مواجهة التهويد الإسرائيلي

...
مصلى باب الرحمة - القدس المحتلة (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

اضطر المصلون في مصلى "باب الرحمة" في المسجد الأقصى المبارك لوضع أوانٍ بلاستيكية في بعض زوايا المصلى؛ لمنع غرقه بمياه الأمطار التي تسربت من ثقوب في سطحه خلال المنخفض الجوي الذي ضرب الأراضي الفلسطينية المحتلة أخيرًا.

وتتعمد سلطات الاحتلال عرقلة أي عمليات ترميم وصيانة للمسجد الأقصى، وتضع شروطًا تعجيزية أمام إدخال المواد الخاصة بتنفيذ أي مشاريع، في محاولة للسيطرة عليه، وتحويله إلى كنيس يهودي، وفق ما يقول مختصان في شؤون القدس. 

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أول من أمس، تسرب مياه الأمطار إلى داخل مصلى باب الرحمة.

ويقع مصلى باب الرحمة في الناحية الشرقية من الأقصى، وأعادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فتحه أمام المصلين نهاية شهر فبراير/ شباط 2019 بعد إغلاق إسرائيلي قسري استمر 16 عامًا.

ويعتقد أن الباب أغلق في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد تحريره القدس، خشية تسلل صليبيين من خلاله إلى داخل المسجد الأقصى والمدينة المقدسة.

وبقي المكان مصلى حتى عام 1967، ومن ثم استخدم مكتبة دينية، ولاحقا كان مقرا للجنة التراث الإسلامي، حتى إغلاقه.

وأغلقت شرطة الاحتلال مصلى "باب الرحمة" عام 2003، بداعي استخدامه من مؤسسة فلسطينية صنفتها أنها "غير قانونية".

ومنذ ذلك الحين تجدد أمر الإغلاق سنويا، بالرغم من مطالبات دائرة الأوقاف الإسلامية المتكررة بإنهائه.

سحب صلاحيات

وأكد رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ عبد العظيم سلهب، استمرار سلطات الاحتلال في عرقلة أعمال الترميم داخل المسجد الأقصى ومحيطه، عادًا ذلك شكلًا من أشكال فرض السيادة الإسرائيلية عليه وسحب الصلاحيات من دائرة الأوقاف الإسلامية.

وقال سلهب لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال منذ عام 2017 وبعد فشله في معركة البوابات الإلكترونية، وإعادة فتح مصلى باب الرحمة عرقل عمليات الترميم في القدس وباب الرحمة، بهدف فرض السيادة عليه والنفاذ من خلاله للمسجد الأقصى.

وبين أن الاحتلال يمنع ترميم أماكن داخل القدس، كمصلى باب الرحمة والمدخل الغربي للمسجد الأقصى والمدخل الأمامي لباب المغاربة، لافتًا إلى أن المصلى بحاجة ماسة وسريعة لترميم سقفه لمنع تسريب مياه الأمطار داخله.

وحذر سلهب من خطورة محاولات الاحتلال منع أي عمليات ترميم داخل الأقصى ومرافقه، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي لحدوث انهيارات فيها، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى من وراء تعطيل مشاريع الترميم والصيانة إلى السيطرة والهيمنة على الأقصى.

وشدد على أن حكومة الاحتلال المتطرفة والمستوطنين يسعون للسيطرة على المسجد الأقصى، وهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.

 استهداف ممنهج

من جهته يؤكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أن الاحتلال يتعمد إعاقة عمليات الترميم والإعمار في الأقصى المبارك ومنه باب الرحمة، بهدف تنفيذ مخططه القاضي بتفريغه واستحداث واقع جديد فيه.

وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال يستهدف باب الرحمة بشكل ممنهج، وذلك من خلال الاعتداء على الحراس وموظفي الأوقاف وإبعاد بعضهم عن المكان ومنع عمليات ترميمه ومحاولة تفريغه والسيطرة عليه.

وأضاف: أن الاحتلال يستخدم الترهيب بحق المصلين لمنعهم من الوصول إلى القدس والقيام بعمليات ترميم لمرافقه، وإفراغه من المصلين، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال في إجراءاته بحق المصلين ومنع الحراس من تأدية عملهم، يدلل على أنه ماضٍ في مخططاته لتهويد المكان.

ورأى الهدمي أن استمرار الاحتلال في منع عمليات الإعمار وملاحقة المصلين واعتقالهم وإبعادهم سيفجر الأوضاع قريبًا، داعيًا الحكومة الأردنية لاستعادة مكانتها وفرض سيادتها على القدس والضغط على الاحتلال لوقف عملياته العنصرية في الأقصى ومرافقه.