فلسطين أون لاين

ما الذي يشغل بال القيادة الإسرائيلية؟

السياسة الإسرائيلية لا يرسمها رئيس الوزراء، وإنما تحدد معالهما صناديق الاقتراع، والتي تشكل السيف المُصلت على رقبة رئيس الوزراء، وهو يسعى لإرضاء الناخبين، كما عبر عن ذلك نفتالي بينيت، حين قال لصحيفة إسرائيل اليوم: أنا من حزب اليمين، ولا صلاحية للوزير لبيد والوزير غانتس بالتحرك سياسيا، ولست مستعداً للقاء أي مسؤول في السلطة الفلسطينية، ومواقفي لم تتغير، ما زلت أعارض دولة فلسطينية، وسنبني المزيد من المستوطنات.

بهذا التصريح قطع بينيت قول كل خطيب إسرائيلي، أوهم الفلسطينيين أن لديه برنامج مفاوضات، كما أوحى بذلك وزير الخارجية يائير لبيد، في حديثه مع وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، الذي طرح على الإسرائيليين عدم دعم تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي سيناقش العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2021، ووصف الإسرائيليين بممارسة إرهاب دولة.  لقد عرض حسين الشيخ سحب التقرير مقابل الموافقة على مفاوضات، ولو شكلية، مفاوضات تعطي الغطاء السياسي للتواصل الأمني والاقتصادي مع الإسرائيليين، وهذا الذي شجع لبيد ليقول: سأوظف تقرير مجلس حقوق الإنسان من أجل الضغط لموافقة الحكومة على إجراء مفاوضات ما مع الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه لنرضي الرئيس الأمريكي بايدن.

 هذه التصريحات لم ترق لنفتالي بينيت، الذي قطع بتصريحه الطريق على لبيد، إلى درجة التهديد بحل الحكومة إذا حاول شريكه في التناوب على إجراء أي مفاوضات مع الفلسطينيين، حتى ولو كانت شكلية، وان الحل الوحيد المناسب الذي يرضي اليمين الإسرائيلي، يقوم على تحقيق الأمن للمستوطنين في الضفة الغربية، من خلال تحسين أحوال الفلسطينيين المعيشية، ليمارسوا حياتهم داخل الدولة اليهودية بلا حقوق سياسية.

إن آخر ما يشغل بال القيادة الإسرائيلية هو رضا السلطة الفلسطينية، واستئناف المفاوضات معها، لذلك كان رئيس الوزراء نفتالي بينيت واضحاً وصريحاً، حين قال لصحيفة هآرتس: الشرق الأوسط اليوم هو شرق أوسط بدون ضابط، وهذا يعني أن على “إسرائيل” أن تعمل لتكون ركيزة القيادة والاستقرار في المنطقة.

هذا الذي يشغل بال الإسرائيليين، أن تكون إسرائيل قائدة المنطقة، ومحور ارتكاز الحدث السياسي، وحجر الرحى الذي يهرس كل معترض على أطماعهم، وهذه هي الأيديولوجية الصهيونية، التي بدأت تسيطر على المنطقة من خلال لجوء الإمارات لإسرائيل لصد هجوم الحوثيين، ومن خلال لجوء خليفة حفتر إلى إسرائيل بزيارة سرية، تضمن له السيطرة على ليبيا، ومن خلال زيارة محمود السيسي نجل عبد الفتاح السيسي إلى إسرائيل، ومن خلال  توسط وفد أمني إسرائيلي بين المعارضة والقيادة السودانية، ومن خلال التعاون مع ابن سلمان، وتمكينه من الاستفادة من برنامج التجسس بيجاسوس، ومن خلال مساندة طرف ضد الآخر في المغرب العربي، على اعتبار أن ضابط أمن المنطقة العربية هو جهاز الموساد الإسرائيلي.

وكي تظل إسرائيل ضابط أمن المنطقة بلا منازع، عليها العمل على عدة جبهات، كما صرح بذلك رئيس الوزراء في لقائه مع عدة صحف إسرائيلية.

أولاً: جبهة تركيا، وقد حسمها نفتالي بينيت لصالحه حين قال: تصرفات الرئيس أردوغان الجيدة والسريعة لإغلاق حدث الزوجين المتهمين بالتجسس، كانت مرضية، نحتاج الى تصعيد حوارنا مع  تركيا، وأشجع لقاء رئيسنا مع أردوغان.

ثانياً: جبهة إيران، جبهة حرب مفتوحة على كل احتمال، فقد قال بينت: أنا مصمم على منع إيران من الوصول إلى قنبلة نووية، سواء كانت اتفاقية مع الدول العظمى أم لا، فإننا نبني استراتيجية للعلاج.

ثالثاً: جبهة حزب الله وسوريا، تحدث نفتالي في مقابلة مع يديعوت، وقال: لدي علاقة مستمرة مع بوتين، تحدثت معه الأسبوع الماضي. نحن نحافظ على حريتنا للعمل في سوريا.

رابعاً: جبهة غزة، اعترف بينت أنه يتجنب الحرب، ولا يحبذ المواجهة مع غزة، وسيحرص على السلام الاقتصادي، وتقديم المزيد من التسهيلات المعيشية لغزة مقابل ضبط الأمن، وعدم التصعيد، مع إشراك المزيد من الوسطاء في موضوع صفقة تبادل أسرى.