فلسطين أون لاين

​خصوصية البيوت.. قيمةٌ انتهكتها "المجموعات النسائية" عبر "فيسبوك"

...
غزة - فاطمة أبو حية

تمثّل المجموعات النسائية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وجهة لأعداد كبيرة من مستخدمات هذا الموقع، حتى أن بعضها يضم مئات الآلاف من السيدات، وأحيانًا يزيد العدد على المليون عضو في المجموعة الواحدة، وداخل أروقة هذه المجموعات تتناقش النساء في مختلف قضاياهن، لكن من الملاحظ أن بعضهن لا يبقين شيئًا من خصوصيات بيوتهن وأُسرهن، كأن تسأل إحداهن: "لو عاد الزمن، هل تقبلين بزوجك؟"، فتجيب أخرى: "مستحيل، أنا أكرهه"، وتقول إحدى العضوات: "صِفِي حماتك"، فتنهال الردود: "عقربة"، "أسوأ امرأة رأيتها في حياتي"، وأحيانًا تجد إحداهن قد نشرت صورًا من بيتها وكتبت: "المطبخ بعد التنظيف"، فتتسابق السيدات المشتركات في المجموعة على نشر صور بيوتهن، حتى أن منهن من تقول إنها نظفت البيت فقط لكي تصوره وتنشر الصور كغيرها من النساء.. أمام هذه الحالة ماذا عن خصوصية البيوت المنتهكة؟ ولماذا تفعل النساء ذلك؟ وما حدود النشر في هذه المجموعات؟

عموميات فقط

تقول الأخصائية النفسية جواهر بركات: "لهذه المجموعات إيجابيات وسلبيات، وأحيانا يكون التواصل مع أعضائها والتفاعل معهم مفيدا، ولكنه يكون على العكس تماما في أحيان أخرى، لذا لا بد من الانتباه لما يُنشر عبرها ولشكل التفاعل مع أعضائها".

وتضيف لـ"فلسطين": "يجب أن يكون مضمون ما تنشره المرأة عبر هذه المجموعات عامًّا، ولا يحتوي على معلومات خاصة بها وبأسرتها وببيتها، ويجب أن يزيد حذرها إذا كان الكلام من شأنه أن يسبب مشاكل عائلية إذا ما تم تناقله ووصل إلى بعض أفراد عائلتها".

وتوضح بركات: "لا ضرر في أن تتناقش النساء في هذه المجموعات في موضوعات عامة، وإن أرادت إحداهن التعرف على رأي الأخريات في مشكلة تخصها فلتطرحها للنقاش بطريقة تجعلها تبدو وكأنها فكرة عامة، دون سرد تفاصيل، ودون ذكر أنها مشكلة تتعرض لها"، لافتة إلى أنه يتعين على المرأة أن تسأل نفسها عن جدوى مشاركتها قبل الإدلاء بها، فإن لم تكن ستعود عليها بالنفع فلا داعي لها.

وتبين: "غالبا ما يكون التواصل بين نساء هذه المجموعات إلكترونيًا فقط، وليس بينهن سابق معرفة، إذًا فما الفائدة من أن تنشر إحداهن خصوصيات بيتها أمامهن؟".

وتشير إلى أن المشاكل الناتجة عن المشاركات غير المحسوبة في هذه المواقع كثيرة ومتنوعة، وربما تصل إلى حدود لا تتخيلها المرأة، فنقل كلمة واحدة من إحدى عضوات المجموعة إلى أحد أفراد أسرة السيدة التي كتبت المشاركة قد يؤدي إلى مشاكل زوجية وتفكك أسري، أو خلافات بين عائلات وقطع أرحام، ومن الوارد أيضا أن تؤدي منشورات المرأة إلى غيرة وحقد وحسد من بعض الأعضاء في المجموعة، لافتة إلى أن الآراء التي تطرحها النسوة قد تكون خاطئة في بعض الأحيان وتوقع المرأة في مشكلة أكبر بدلا من أن تساعدها على حل مشكلتها.

وبحسب بركات، فإن توجه النسوة نحو المشاركة في هذه المجموعات بهذه الطريقة يعود إلى ميل المرأة بطبيعتها إلى الاهتمام بالتفاصيل، لذا فهي تظهر تفاصيل حياتها للنساء الأخريات، وتهتم بالاطلاع على حياتهن أيضا، وكذلك حب الظهور عند البعض، والرغبة بالتفاخر بالإنجازات كعرض صور الموائد والبيوت النظيفة، وأحيانا يكون الغرور هو الدافع، حيث تتعمد المرأة إبراز وضعها المادي الجيد.