دخل الأسير المحرر المعتقل لدى أجهزة أمن السلطة محمد العزمي، اليوم، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ18 على التوالي، رفضًا لاعتقاله السياسي، في حين تبدي عائلته مخاوف كبيرة من أن يلحق استمرار اعتقاله أضرارًا جسيمة بحالته الصحية.
في الـ 13 من أكتوبر/ تشرين الأول 2021، اعتقلت قوة من استخبارات السلطة العزمي (33 عامًا)، من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، دون إبداء أي أسباب أمام عائلته حينها.
وجاء اعتقاله بعد قرابة شهرين من إعدام ابن شقيقه الشهيد القسامي أمجد العزمي، خلال عملية نفذتها قوة خاصة من جيش الاحتلال.
وبيَّن إياد العزمي، شقيق المعتقل محمد، أنه خلال بيت عزاء نجله أمجد، في آب/ أغسطس من السنة الماضية، كان مشغولاً في استقبال المعزين، فأوكل مهمة تلقي التعازي الهاتفية إلى شقيقه محمد.
وذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كان من أبرز المعزين، إذ ردَّ محمد على اتصاله، وكذلك اتصال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وشخصيات قيادية أخرى قدمت التعازي هاتفيًا.
وإياد العزمي، والد الشهيد أمجد، هو أيضًا شقيق لأسيرين يقبعان في سجون الاحتلال، وهما: ساهر، محكوم بالسجن 30 سنة أمضى منها 20، ومجد معتقل إداري منذ مارس/ آذار الماضي.
ولهؤلاء الإخوة، شقيق اسمه أمجد استشهد بنيران الاحتلال عام 2002، وأطلق إياد اسمه على أحد أبنائه، والذي أعدم أيضًا على يد جنود جيش الاحتلال.
ويقول إياد لـ "فلسطين"، عندما استشهد ابني أمجد راهنت على وقوف جميع الأطراف الفلسطينية معنا، لكن لم يتوقع أحد في العائلة أن يلجأ أمن السلطة لاعتقال أخي محمد بسبب استقباله اتصالات من رموز وطنية.
ويضيف: أنه يملك الهاتف الذي كان محمد يرد من خلاله على اتصالات التعزية، ولو كان بحوزته لاعتقلته أجهزة السلطة بدلاً من شقيقه محمد.
وأشار إلى أن محمد بقي مشبوحًا 25 يومًا بعد اعتقاله لدى جهاز الاستخبارات، قبل أن يستقر به المطاف في سجن الجنيد بعد عمليات تنقل عديدة بين رام الله ونابلس.
وبين أن اعتقاله لدى أمن السلطة يؤلم عائلته أكثر مما يؤلمها اعتقال اثنين من أشقائه في سجون الاحتلال.
وناشد جميع الأطراف المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بضرورة التدخل لإنقاذ حياة محمد في ظل إصراره على مواصلة إضرابه المفتوح عن الطعام وعدم وجود نية لأمن السلطة الإفراج عنه.
وبين إياد أن استخبارات السلطة حققت مع شقيقه محمد في قضايا وطنية وأمور تتعلق بمقاومة الاحتلال، والانتماء لحركة حماس، ولم يثبت عليه أي شيء لدى الاستخبارات التي تواصل اعتقاله دون تهمة.
وذكر أن شقيقه محمد يعاني ظروفا اعتقالية سيئة، مطالبًا بوقف الاعتقال السياسي الجائر الذي يضعف الجبهة الداخلية ويمزقها.
وكانت عائلة المعتقل محمد العزمي، نظمت وقفة تضامنية مساء أول من أمس، للمطالبة بالإفراج عن نجلها المعتقل منذ ما يزيد على 100 يوم.
وشارك في الوقفة متضامنون رافضون للاعتقال السياسي، وطالبوا بضرورة وقفها والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سجون السلطة.
وطالب القيادي في حركة حماس عبد الجبار جرار، المسؤولين بضرورة العمل للإفراج عن المعتقلين السياسيين.