فلسطين أون لاين

تقرير معتقلو بيتا: السلطة هددتنا وطالبتنا بوقف المقاومة الشعبية بالبلدة

...
أجهزة السلطة تعتقل نشطاء المقاومة الشعبية في بيتا
نابلس-غزة/ جمال غيث:

هددت أجهزة أمن السلطة في رام الله رموز المقاومة الشعبية التي برزت خلال الشهور الماضية في بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس بالضفة الغربية، باعتقالهم في حال شاركوا بالفعاليات الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح.

وأفرج أمن السلطة، مساء الجمعة، عن رموز المقاومة الشعبية في بلدة بيتا، وهم: "عبد الرؤوف الجاغوب، بلال حمايل، معتصم دويكات" بعد اعتقال دام ساعات، وضغوط مارسها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإطلاق قيدهم.

وجاء اعتقال رموز المقاومة، بسبب أنشطتهم ومشاركتهم في الفعاليات الاحتجاجية الرافضة لمخططات الاحتلال على جبل صبيح.

مخالفة للقانون

وعن مجريات التحقيق قال عبد الرؤوف الجاغوب: إن التحقيق دار على خلفية نشاطه في فعاليات المقاومة الشعبية ببلدة بيتا، والمشاركة في تشييع جنازات شهداء البلدة وتوزيع صورهم ورفع الأعلام.

وكان الجاغوب، وهو محرر، يرفض الاستجابة للاستدعاءات التي بدأت أجهزة أمن السلطة ترسلها له منذ شهر أكتوبر الماضي، عادًّا إياها بالجريمة والمخالفة للقانون.

وفوجئ الجاغوب (56 عامًا) بمحاصرة منزله بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، من قبل القوة المشتركة التابعة للسلطة في رام الله، والتي طلبت منه تسليم نفسه، مضيفًا: "بعد أن خرجت وعرفت عن نفسي للقوة الأمنية فوجئ عناصرها بي، فكانوا يتوقعون أن أكون شبلًا، وبعد أن دققوا في بياناتي وبطاقتي الشخصية اقتادوني بعدها إلى مقر الأمن الوقائي في نابلس".

ولفت النظر إلى أن القوة الأمنية كانت قد اعتقلت في تلك الأثناء بلال حمايل ومعتصم دويكات اللذين قُيِّدا بأيديهما وأرجلهما، إذ جلس الجاغوب إلى جانبهما خلال نقله لمقر الأمن الوقائي للمدينة. 

وأضاف: "ما إن وصلت إلى المقر الأمني قرابة الساعة الواحدة ليلًا، بدأ التحقيق معي على الفور حول انتمائي إلى حركة الجهاد الإسلامي وعن المشاركين في جنازة الشهداء ورفع صور وأعلام فيها"، مشيرًا إلى أن التحقيق استمر قرابة الساعتين.

ويكمل: "ما إن انتهى التحقيق معي، حتى نُقِلت إلى زنزانة ضيقة، وبعد نحو ساعتين، أُعِدت للتحقيق مجددًا، وكانت على نفس الأسئلة حول مشاركتي في فعاليات جبل صبيح".

وأشار إلى أنه خضع إلى التحقيق أربع مرات، تفصل كل واحدة عن الأخرى نحو ساعتين، قال: "هددوني بشكل مبطن بإعادة اعتقالي في حال شاركت بالاعتصامات التي تقام في بلدة بيتا، قبل أن يجبروني على توقيع تعهد بعدم المشاركة في فعاليات المقاومة الشعبية هناك".

ورغم التهديدات التي تعرض لها الجاغوب، في مقر الأمن الوقائي فإنه يصر على المشاركة في الفعاليات الاحتجاجية الرافضة للاستيطان على جبل صبيح.

وارتكبت أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية أكثر من ألفين و578 انتهاكًا بحق المواطنين في 2021، وفق تقرير أصدرته لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية مؤخرًا.

نفس التهم

الحال ذاته تكرر مع معتصم دويكات، الذي خرج قبل نحو شهر من سجون الاحتلال بعد اعتقال دام ستة أشهر على خلفية مواجهات جبل صبيح.

وأفرج عن دويكات، من سجون السلطة بعد الساعة السابعة من مساء الجمعة، بعد أن اعتقل لساعات.

وكانت القوة الأمنية المشتركة حاصرت منزله بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، ونقلته لمقر الأمن الوقائي، وترك في زنازين السجن حتى ظهر الجمعة، وبدأ التحقيق معه بتهمة التحريض على السلطة، والمشاركة في فعاليات المقاومة الشعبية في "بيتا"، وفق قوله.

وقال دويكات لصحيفة "فلسطين": إن التحقيق معه كان على نفس التهم التي اعتقل من أجلها لدى الاحتلال، وهي حول المشاركة بالفعاليات والوقفات الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح، إلى جانب التحقيق معه عن علاقاته بأسرى حركة حماس في سجن "النقب".

وبين أن السلطة طلبت منه الحضور لمقر الأمن الوقائي يوم الثلاثاء القادم، في حين طلبت من شقيقه الذي أفرج عنه قبل نحو أسبوع من سجونها التوجه اليوم -الأحد- لذات المقر، علمًا بأنه اعتقل لديها 18 يومًا، والسبب إقامة حفل استقبال له بعد خروجه من سجون الاحتلال.