بات حرم جامعة بيرزيت في محافظة رام الله بالضفة الغربية المحتلة ومحيطها مستباحًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة، إذ يتعرض طلابها وخاصة من الأطر الطلابية إلى الاعتقالات المستمرة، التي ارتفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة، دون أي تدخل من إدارة الجامعة، ما ينعكس سلبًا على المسيرة التعليمية.
فأمس، لاحقت قوة إسرائيلية من المستعربين أحد طلبة الجامعة في محيطها، وفشلت في اعتقاله، لكن هذه الحادثة ليست الأولى، إذ داهمت قوات الاحتلال حرم الجامعة مرّات عدة واعتقلت عددًا من طلبة الكتل الطلابية.
وفي 10 يناير/ كانون الثاني الجاري، اقتحمت قوة خاصة إسرائيلية المدخل الشرقي لحرم الجامعة واختطفت منسق الكتلة الإسلامية إسماعيل البرغوثي وعددا من ممثلي الأطر الطلابية، وداهمت المنطقة بحافلات صغيرة تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، وأطلقت النار لإرهاب الطلاب.
ولا يقتصر الأمر على انتهاكات الاحتلال فحسب، إذ تنتهك أجهزة أمن السلطة حرم الجامعة لاعتقال طلبة الكتل الطلابية على خلفية نشاطهم الطلابي.
يقول منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت نادر عويضات: إن ما تتعرض له الجامعة يدلل على أهمية الدور الفاعل للكتل الطلابية، ما يجعلها عرضة للاقتحام من الاحتلال والسلطة في أي لحظة واعتقال طلبتها.
وأوضح عويضات لصحيفة "فلسطين" أن طلبة الجامعة يتعرضون للاعتقالات منذ سنوات عدة، لكن وتيرتها ارتفعت في الآونة الأخيرة، بسبب صمت إدارة الجامعة عن تلك الانتهاكات، متهما إياها بتسهيل مهمة اقتحام حرمها واعتقال طلبتها المؤثرين، عدا عن أنها في "موقف المتفرج" إزاء أي جريمة اعتقال أو اقتحام.
وبحسب عويضات، فإن الكتل الطلابية تواصل اعتصامها داخل حرم الجامعة لليوم الحادي عشر تواليا، على خلفية مطالبتها الإدارة بإقالة بعض الشخصيات التي تنفذ السياسات الأمنية وتنقلها من خارج الجامعة إلى داخلها، في محاولة لتدجين الحركة الطلابية.
ودعا إدارة الجامعة للاستجابة لمطالب الحركة الطلابية، لتخفيف الملاحقات التي يتعرضون لها، والحفاظ على استمرار المسيرة التعليمية، مؤكدا أن استمرار حملات الملاحقة والاعتقالات تنعكس سلبا على مستقبل الطلبة، إذ أصبح عدد كبير منهم يمضون سنوات طويلة في سبيل إنهاء دراستهم.
ممثل كتلة الوحدة الطلابية في جامعة بيرزيت وليد حرازنة، يؤيد سابقه، مشيرا إلى أن هناك محاولات مستمرة من الاحتلال لكسر الحركة الطلابية وتخويف الطلبة لإبعادهم عنها.
وبيّن حرازنة لـ"فلسطين" أن الاحتلال يعتبر الحركة الطلابية في بيرزيت قائدة للشارع ضد انتهاكاته، مشيرا إلى أن الجامعة تضم كيانا قويا معارضا، لديه رؤية وطنية واضحة يسعى إلى تحقيقها، الأمر الذي يجعله عرضة لانتهاكات الاحتلال وغيره.
ولفت إلى أن إدارة الجامعة تنتهج سياسة الصمت والمزيد من التضييق على الحركة الطلابية، مردفا أن الحركة الطلابية قالت كلمتها ولن تتراجع، وستفرض معادلتها في الجامعة وستتصدى لكل المؤامرات التي تُحاك ضدها من جميع الأطراف.