قائمة الموقع

الاستيطان.. حصان طروادة لامتلاك التفوق الديمغرافي بالضفة والقدس

2017-07-03T10:47:00+03:00
رامات شلومو بالقدس (أ ف ب)

يتمثل "الاستيطان" في الضفة الغربية والقدس المحتلة بحصان طروادة الذي تستخدمه دولة الاحتلال لإحداث التفوق اليهودي الديمغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

قبل الـ48

ويرى الباحث المقدسي د.جمال عمرو أن حراك الاستيطان في الأراضي المحتلة مستمر منذ سنوات طويلة سبقت عام 1948، وقال: "تلك الحركة كان ولا يزال يدعمها ما يسمى بـ" الصندوق القومي الإسرائيلي".

وأضاف لصحيفة "فلسطين": "منذ عام 2013 شهد الاستيطان حالة من التغول حيث أدرك اليهود أن من يسيطر على القدس سوف يسيطر على جل القضية وأنها مفتاح النصر باعتبارها القضية المركزية التي يجب ضمان التفوق الإسرائيلي فيها قبل العودة إلى مائدة المفاوضات".

ونبه عمرو إلى أن الاحتلال خلال العام الأخير – 2017- وضع مشاريع استيطانية على الفراغات البينية بين المستوطنات المحيطة بالقدس المحتلة، وأن هذه المشاريع الجديدة يفوق قوامها ما مجموعه 55 ألف وحدة استيطانية.

وأوضح أن العام 2017 لم يشهد متابعة بناء مشاريع استيطانية أقرت سابقة بل شرعت في بناء مشاريع جديدة، معتبراً أن الاحتلال الإسرائيلي يسير في طريق تحقيق أهدافه بالسيطرة على القدس على اعتبارها عاصمة أبدية لهم كما يزعمون.

وأشار عمرو إلى أن ما يميز المشاريع الاستيطانية الجديدة أنها أصبحت مشاريع علنية، وأن الاحتلال لم يعد يقوم بها في الخفاء، شارحا أن حكومة الاحتلال خصصت مبلغ 6مليارات دولار للمشاريع الجديدة.

وعدد نقاط تمركز المشاريع الاستيطانية الجديدة، والتي سيقوم أحدها في منطقة مطار القدس التاريخي والذي يقع شمال القدس المحتلة وسط الممر الذي يربط القدس المحتلة بمدينتي رام الله والبيرة.

وتابع: "أما النقطة الثانية فهي على الطريق الواصل بين مدينة بيت لحم والقدس المحتلة، وهي تفصل بين مستوطنتين، ومن المقرر أن يقام مشفى إسرائيلي بينهما، بينما النقطة الثالثة ستكون على الممر الثالث والوحيد الذي بقي يربط المدينة بعمقها الفلسطيني ومن المقرر أن تقام عليه مستوطنة جديدة".

وأضاف: "وبذلك سيكون العبور إلى مدينة القدس المحتلة عبر المستوطنات فقط، ولن يكون هناك أي طريق آخر للوصول إلى المدينة، وبالتالي فإن المقدسيين سوف ينقطعون عن عمقهم الفلسطيني".

وبيّن أن مشاريع الربط خارج مدينة القدس المحتلة وداخلها أيضاً، وأن الاحتلال الإسرائيلي أخذ بشراء منازل وسط المدينة المقدسة لإحياء ما يزعمون أنه (مدينة داود).

وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى عزل مستوطنيه عن المحيط الفلسطيني وكذلك حركة السياحة من خلال مشاريع الربط هذه بحيث يتنقل الأفراد دون الاحتكاك أو المرور من بين المحيط الفلسطيني في المدينة المحتلة.

داخلية وخارجية

وفي سياق متصل، يرى د. كمال علاونة محاضر العلوم السياسية في جامعة القدس- أبو ديس أن الاحتلال يسعى إلى مد خطوط سكك حديدية داخلية وخارجية من حيفا إلى بيسان ومن (تل أبيب) إلى القدس المحتلة وأخرى بين المستوطنات في الضفة الغربية لتأمين طريق آمن للمستوطنين الذين بلغ عددهم ما يزيد عن 700 ألف مستوطن بالضفة.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال الإسرائيلي يريد من خلال خطته ربط القدس المحتلة بمستوطنات مثل كريات أربع وأريئيل وباقي مستوطنات الضفة لحماية مستوطنيه من خطر العمليات الفدائية".

واعتبر علاونة أن ما يقوم به الاحتلال من خلال شبكة الربط المزمعة هو بمثابة انسحاب أحادي الجانب، لكنه يختلف عما حصل من انسحاب أحادي الجانب في قطاع غزة عام 2005، بأن الاحتلال سيقوم بضم المستوطنات للأراضي المحتلة ولن يتخلى عنها لكنه سينهي احتكاكه بالفلسطينيين.

وأكد على أن الهدف من هذه الخطة هو الحفاظ على ما يسمى (الأمن القومي اليهودي) والتفوق الديمغرافي على الفلسطينيين، وبالتالي السيطرة على مدينة القدس والتي يسعى الاحتلال بكل ثقله لتثبيت مكانتها كعاصمة له.

ولفت علاونة إلى أن الاستيطان يزداد تفشياً عاماً بعد عام منذ عام 1993، حيث لم يكن في الضفة الغربية سوى 150 ألف مستوطن بينما عددهم اليوم تجاوز الـ 700 ألف، وأن الاحتلال لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقبلية قطع أوصالها اليوم عبر المستوطنات.

اخبار ذات صلة