فلسطين أون لاين

حوار أبو نعيم: فلسـطينيـو الداخل المحتل «قنبلة بشرية» تُشكِّل هاجس رعب للاحتلال

...
الشيخ اللواء توفيق أبو نعيم
غزة/ يحيى اليعقوبي:

قال اللواء توفيق أبو نعيم: إن عدد أهالي النقب البالغ نحو 300 ألف مواطن أصبح يشكل خطرًا على الاحتلال الذي يبحث عن طريقة لكبح جماح هذا الخطر، ولديه مخاوف حقيقية من هذه "القنبلة البشرية"، في حين شدد على اهتمام حركة المقاومة الإسلامية حماس بالقضية الفلسطينية اهتماما كاملا سواء داخل فلسطين أو خارجها.

وأوضح اللواء أبو نعيم، لصحيفة "فلسطين" أنّ وجود نحو مليون و700 ألف فلسطينيّ بالداخل المحتل، يدفع الاحتلال لممارسة كل أشكال التفريق والتهجير القسري.

ونبّه أبو نعيم إلى اهتمام حماس بالقضية الفلسطينية اهتماما كاملا سواء داخل فلسطين أو خارجها، "بل إنها تحمل همّ القضية وتتكفل بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني أينما وُجد".

وقال القيادي في حركة حماس أبو نعيم إنّ أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948 جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين المحتلة، مثلهم مثل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، يعانون ظلم الاحتلال ومقصلة انتهاكاته المستمرة منذ النكبة.

وأشار إلى نجاح الإعلام الفلسطيني في إبراز معاناة أهالي النقب ونقلها للعالم الذي لا يستطيع التدخل لوقف جرائم الاحتلال بحجة الديمقراطية التي يدّعيها بذريعة أنّ هؤلاء العرب يحملون "هوية إسرائيلية"، عادًّا ذلك شعارًا مُزيفًا، إذ لم يُعطِهم الاحتلال أيّ شيءٍ من حقوقهم، بل يعانون تغوله على أراضيهم وقراهم والاستيلاء عليها لصالح المستوطنين.

ففي وقت يُعطي الاحتلال من يستقطبه من "إثيوبيا" إلى فلسطين حقوقًا وامتيازات للمكوث في أرضنا المحتلة، فإنه يسلب المواطن الفلسطيني الحقيقي "صاحب الجذور" حقوقه كافة، عدا عن الاعتداء عليه وتدمير ممتلكاته وسرقة أرضه وقتله، وفقًا لأبو نعيم.

وأردف "نرى أنّ قرية العراقيب هُدمت 196 مرة، وهناك نحو 40 قرية مهددة بالإزالة والتدمير، ويوجد فلسطينيو الداخل على 3% من مساحة النقب، إلا أنّ الاحتلال ينظر لهذه المساحة على أنها رقمٌ كبيرٌ ويسعى لتقليصه، لاقتلاع الفلسطيني من جذوره ليعيش حياة التنقل وعدم الاستقرار، فلا يريد له أن يبني، ويريد النقب خاليًا من أصحابه الأصليين".

وبشأن اهتمام حماس بالعشائر والقبائل في غزة، أكد أنّ نسبة البدو في القطاع ليست قليلةً ولها ارتباطها بكل التنظيمات والفصائل، وأنّ الحسَّ الوطنيَّ والانتماء للجذور يُحفّزُ هذه القبائل والعشائر إلى الانتماء التنظيمي، واصفًا علاقة الحركة بها بـ"المميزة".

وأضاف أنّ حماس لم تطرق أيّ بابٍ إلا وفُتِح لها، وتتواصل مع جميع العشائر في القطاع، وهو ما ترجمته مشاهد حفاوة استقبال قادة حماس داخل مجالس العشائر بشكل غير مسبوق.

توحيد الجبهات

وبشأن قدرة المقاومة على حماية فلسطينيي الـ48 والنقب أمام أيّ تغوّلٍ إسرائيلي، أكّد أبو نعيم أنّ معركةَ "سيف القدس" قطعت كُلَّ الأفكار التي كانت تظنّ أنّ الجسم الفلسطيني مُشتت، وذلك في ضوء حراك أهالي اللد، والهبة الشعبية في الداخل المحتل، واستبسال مقاومة غزة التي هدمت أحلام من راهن على ذوبان الجسم وانفصاله، بل بدأت مخاوف الاحتلال من هبة الداخل المحتل والنقب، ما يؤكد أنّ المعركة كانت فاصلا بين مرحلتين.

وشدّد على أنه لا بد من نشر الوعي والتحذير من انتهاكات وجرائم الاحتلال القادمة ضد فلسطينيي الداخل المحتل، وتنبيه القادة السياسيين والوطنيين لهذا الخطر، وتسليط الضوء في الإعلام على هذا الهاجس الموجود، ووقائع المحتل على الأرض، مؤكدًا أنّ معادلة الصراع لأجيال النقب اختلفت وباتت لا تتحمل عيْش الحرمان والواقع المرير مقابل المميزات التي يتمتع بها المستوطنون الغرباء.