قائمة الموقع

النظام السوري يكثف انتشاره في شرق حلب

2016-12-01T12:21:01+02:00
جانب من قوات النظام السوري المشاركة في معارك شرق حلب (أ ف ب)

نشر النظام السوري الخميس 1-12-2016 مئات من جنوده لاستعادة الأحياء الأكثر اكتظاظاً بالسكان في شرق حلب وتسريع سقوط معقل المعارضة الذي حذرت الأمم المتحدة من تحوله إلى "مقبرة ضخمة".

وأصبحت قوات النظام المدعومة بمقاتلين أجانب تسيطر على 40% من شرق حلب بعد 15 يوماً على بدء هجوم واسع لاستعادة كامل ثاني مدن سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "يعمل النظامعلى تضييق الخناق على ما تبقى من قسم حلب الشرقي الذي ما زال تحت سيطرة المعارضة"، مضيفاً أن قوات النظام بعد سيطرتها على شمال شرق المدينة، باتت تتقدم "شرقاً في محيط كرم الجزماتي وجنوباً" في حي الشيخ سعيد الشاسع المساحة.

واوضح عبد الرحمن أن مئات من جنود الحرس الجمهوري ومن الفرقة الرابعة انتشروا "تمهيداً لحرب شوارع" في المناطق الاكثر اكتظاظاً بالسكان في شرق حلب. وأضاف انهم "يتقدمون لكنهم يخشون الكمائن في تلك المناطق بسبب كثافة السكان والمقاتلين".

ومع القصف المتواصل والغارات الجوية، تبدو قوات النظام مصممة على إلحاق أكبر هزيمة بالفصائل المعارضة منذ بدء الحرب العام 2011.

وقال سكان أثناء محاولتهم التوجه أمس إلى منطقة الصاخور التي استعادها الجيش السوري "القصف لا يتوقف، من المستحيل العبور".

وتسبب القصف الكثيف بدمار كبير ودفع بأكثر من 50 ألف شخص الى الفرار من شرق حلب خلال اربعة ايام، بحسب المرصد السوري، في حركة نزوح يمكن أن تتزايد في الأيام المقبلة. وكان يقطن هذه الاحياء قبل الهجوم حوالى 250 الف شخص.

وحذر مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين من ان "هؤلاء الاشخاص محاصرون منذ اكثر من 150 يوما وليس لديهم الإمكانات للاستمرار فترة أطول".

وقتل أكثر من 300 مدني بينهم 33 طفلاً في شرق حلب منذ بدء الهجوم في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل حوالى 50 في غرب حلب الخاضع لسيطرة النظام.

وقال اوبراين "ندعو بل نرجو أطراف النزاع ومن لديهم نفوذ، أن يبذلوا ما في وسعهم لحماية المدنيين واتاحة الوصول الى القسم المحاصر من شرق حلب قبل أن يتحول إلى مقبرة ضخمة".

وحض النظام على السماح بإدخال مخزونات أدوية ومواد غذائية سبق ان جهزتها الامم المتحدة، الى تلك المناطق "بكل امان".

ووجه اوبراين هذا النداء أمام مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة طارئة أمس بطلب من فرنسا. لكن الاجتماع وعلى غرار الاجتماعات السابقة انتهى دون إحراز أي تقدم، ما يدل على عجز المجموعة الدولية في هذا الملف.

وحمل الغربيون المسؤولية لروسيا التي تساعد عسكرياً نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور "أن المجلس لا يرد على نداءات المدنيين (في حلب) لان روسيا لا تريد ذلك".

وقال السفير البريطاني ماثيو رايكروفت "هذا المجلس غير قادر على التحرك على الإطلاق" متسائلاً "لماذا؟ لان روسيا تستخدم الفيتو مجدداً".

ورد السفير الروسي فيتالي تشوركين متهماً الغربيين بالسعي إلى "انقاذ ارهابيين" و"استغلال مشاكل انسانية لغايات سياسية".

وبحسب رئيس المجلس المحلي في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة بريتا حاجي حسن فإن الدفاع عن شرق حلب يؤمنه حوالى "ستة آلاف إلى سبعة آلاف مقاتل من الجيش السوري الحر".

ويقدر المرصد السوري عدد المقاتلين المناهضين للنظام في شرق حلب بحوالى 15ألف عنصر بينهم 400 من "جبهة فتح الشام".

والتقى ممثلون عن فصائل المعارضة في حلب، في الأيام الماضية موفدين روسيا في أنقرة لبحث احتمال إعلان هدنة.

وفي حال استعاد النظام كل مدينة حلب فإن ذلك سيشكل أكبر انتصار منذ بدء الحرب وسيوجه ضربة قوية جديدة لفصائل المعارضة التي لن يبقى لها حينذاك إلا محافظة إدلب (شمال) وبعض المناطق في درعا (جنوب)، مهد انتفاضتها، وفي ريف دمشق.

واليوم، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ودمشق ليستا مسؤولتين عن الهجوم الذي اسفر عن مقتل اربعة جنود أتراك الأسبوع الماضي في شمال سوريا، ونسبته أنقرة الى النظام السوري.

اخبار ذات صلة