فلسطين أون لاين

تقرير سمر الحاج.. حملت همَّ فلسطين ولبنان معًا

...
الإعلامية الراحلة سمر الحاج
بيروت-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

 

برحيل الإعلامية اللبنانية سمر الحاج، يفقد الفلسطينيون واحدة من أكثر الشخصيات اللبنانية دعمًا لفلسطين وقضيتها العادلة، إذ كرست جزءًا كبيرًا من وقتها لقضية العرب المركزية بنظرها، ودعمتها بكل ما تملك من وقت وجهد ومال.

نشأت الراحلة الحاج في بيئة عروبية تؤمن بقضية فلسطين والوحدة العربية، وترجمت تلك المبادئ شعرًا وأدبًا وكتابة ونضالًا ومواقفَ عروبية، وهو ما أثرّ عليها في حياتها الاجتماعية والمهنية لاحقًا.

أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية هاني سليمان، زامل المناضلة الحاج على مقاعد الدراسة في كلية الحقوق، "وإذ بها بعد فترة تصبح طالبة عندي في تخصص العلوم الاجتماعية".

ويقول سليمان لصحيفة "فلسطين": "النضال الوطني والقومي هو أرقى مدرسة لجأت إليها الراحلة الحاج، والتي مع غيابها ستفتقد الساحات والميادين أستاذة في الريادة والمبادرة وحمل القضايا الكبرى".

وإذ يبين أن الراحلة الحاج نذرت نفسها للقضيتيْن الفلسطينية واللبنانية، وعدتهما قضية متكاملة تستوجب من الأمة العربية والإسلامية مواجهة الاحتلال والاستعمار والفساد، لافتًا إلى أنها سخرت دراستها للإعلام ومن ثم الحقوق في هذا الإطار.

يضيف: "بعد أنْ كانت زميلة لي في دراسة الحقوق أصبحت طالبة عندي في العلوم الاجتماعية وأخبرتني برغبتها في أن تطلع على العلوم الإنسانية (إعلام – حقوق- علوم اجتماعية) كافة بما يفيدها في نضالها".

امتحان قومي

ويرى سليمان أن الحاج خريجة المدرسة النضالية الداعمة لقضية فلسطين وطنيًا وقوميًا واجتماعيًا، إذ ركزت على تثقيف نفسها بما يؤهلها للنجاح في هذا الامتحان القومي والاجتماعي والإنساني.

وبعد أن ترافق الحاج وسليمان في مرحلة الدراسة، جمعتهم "سفن كسر الحصار" الإسرائيلي المفروض على غزة، فقد كانت الحاج (59 عامًا) من أهم الداعمين لسفينة "الأخوة اللبنانية" التي قادها مطران القدس في المنفى هيلاريون كبوجي، "وعملت على جمع التبرعات والأمصال والأدوية، وانطلقتُ أنا مع النشطاء على ظهر السفينة عام 2009م حتى وصلنا للشواطئ، حيث اعتقلنا الاحتلال"، يبين سليمان.

وأعادت الحاج وسليمان الكَرَّة في عام 2010م، حينما حشدت الدعم لـ"أسطول الحرية" المكون من تسع سفن بقيادة سفينة مرمرة، "نجح الاحتلال في عرقلة ثلاث منها في قبرص واليونان وأيرلندا، في حين انطلقت بقية السفن التي حملت 650 ناشطًا من كل أنحاء العالم".

ويضيف: "تعرضت تلك السفن لهجوم من قبل الاحتلال الإسرائيلي؛ ما أدى إلى استشهاد أحد عشر متضامنًا، وأصبتُ بالرصاص، ما أدى إلى شللٍ دائم في رجلي، وعندما عدتُ للبنان بعد أن أفرج الاحتلال عنا من سجونه، كان من أهم الداعمين لي نفسيا الراحلة الحاج".

لم يكن ما حدث لـ"مرمرة" ليمنع الراحلة الحاج من تنظيم رحلة جديدة لكسر الحصار تمثلت في التجهيز لسفينة "مريم" مع عدد من صديقاتها، لكن ظروفًا صعبة في حينها حالت دون وصول مريم لغزة.

وساند الحاج في نضالها -وفق سليمان- زوجها المناضل اللواء علي الحاج الذي نشأ هو الآخر في بيئة عروبية مناضلة تحمل قضايا الوطن، وشغل منصب قائد قوى الأمن الداخلي اللبناني، وكان مرافقًا لرئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.

وكانت الحاج، تُوفيت في الثالث عشر من يناير في لبنان، وهي إعلامية لبنانية قديرة، عملت في الصحف والمجلات اللبنانية منذ سنة 1987، واستمرت في تقديم البرامج الإنسانية والتوعوية حتى عام 2010.