فلسطين أون لاين

"الزراعة الآمنة" في غزة ضرورة اقتصادية وبيئية

...
غزة/ رامي رمانة:

تُعد "الزراعة الآمنة" من الممارسات الزراعية المسؤولة بيئياً والمجدية اقتصادياً والمقبولة اجتماعياً، إذ تُطبَّق للحصول على محصول أو منتج مُصنَّع ومُسوَّق بطريقة آمنة وصحية ومستدامة، ويسهل تدويره وتحلله دون أن يترك تأثيراً سلبياً على البيئة وصحة المستهلك.

ويُحاول قطاع غزة تبني نهج الزراعة الآمنة، إذ أخذ بالانتشار في القطاع منذ عام 2001 نتيجة التوجه إلى الزراعة التصديرية، وبدء الحصول على شهادات الممارسات الزراعية الجيدة لاستهداف الأسواق الأوروبية بتصدير المحاصيل المزروعة في غزة كالفراولة والطماطم الشيري والفلفل والنباتات الطبية والعطرية.

ويُؤكد الباحث في التنمية الزراعية، د. نبيل أبو شمالة، أهمية التوسع في الزراعة الآمنة، لدورها الكبير في تقديم منتج آمن، يقي المستهلك من الإصابة بأمراض السرطان والكبد والجهاز الهضمي.

وقال أبو شمالة لصحيفة "فلسطين": الزراعة الآمنة، ضرورية في غزة في ظل الاستخدام المكثف للمبيدات، لكن يجب أن نضمن سلامة العملية الزراعية من المزرعة وحتى المستهلك.

وبين أن الزراعة الآمنة تتطلب تنفيذ ممارسات على مستوى المزرعة، والصناعات التي تدخل العملية الزراعية، فضلاً عن تضافر جهود جميع الجهات المسؤولة، مثل وزارات الزراعة والبيئة والاقتصاد، والمزارعين والجمعيات.

وأشار أبو شمالة إلى أن الحفاظ على سلامة الغذاء عملية ليست سهلة، إذ تحتاج إلى جهود حثيثة بدءًا من المزرعة ووصولاً إلى المستهلك، كما أنه يجب مراعاة جميع مراحل السلسلة الغذائية من الإنتاج والحصاد والتخزين إلى الإعداد والاستهلاك.

وبين أن تعزيز الزراعة الآمنة يتطلب توفير أجهزة فحص ومختبرات للكشف عن متبقيات المبيدات.

وأوصى أبو شمالة بتشجيع التسويق المباشر من خلال أسواق المزارعين والبيع المباشر للمستهلكين ووضع الآليات المناسبة لذلك، وإنشاء صناعات غذائية قائمة على المنتجات الزراعية لاستيعاب الفائض من الإنتاج المحلي.

وأكد أهمية تشكيل تكتلات للمزارعين وتطوير التعاونيات وإنشاء مجلس زراعي لإيصال مشكلات المزارعين للجهات المختصة ومساعدتهم على التخطيط.

 بدوره أوضح المهندس الزراعي، سعد داغر أن الزراعة الآمنة تساهم في المحافظة على استدامة الموارد البيئية من خلال تخفيض استخدام المدخلات الزراعية عبر تدويرها، ومن ثم الحفاظ على الموطن الأصلي للكائنات والتنوع الجيني والزراعي.

وأضاف داغر لصحيفة "فلسطين" أن الزراعة الآمنة تساهم في المحافظة على صحة الكائنات الحية، والأنظمة البيئية من خلال تقنين استخدام الأسمدة والمبيدات والأدوية البيطرية والمواد المضاعفة للأغذية التي تكون لها تأثيرات سلبية على الصحة.

وبين أن الزراعة الآمنة تساهم في تأمين الإنصاف لجميع الأطراف سواء كانوا مزارعين عمالًا، ومصنعين، وموزعين، وتجارًا، ومستهلكين، وتمنح الزراعة الآمنة من ينضم إليها الحياة الكريمة وتوفر الغذاء وتخفض الفقر بطريقة عادلة اجتماعياً وبيئياً بحيث تحفظ الموارد للأجيال القادمة.