فلسطين أون لاين

نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري يوسف عجيسة:

خاص الجزائر تقف على مسافة واحدة من كل الفلسطينيين

...
نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري يوسف عجيسة
الجزائر–غزة/ حاوره يحيى اليعقوبي:
  • نرتب لزيارة "هنية" للجزائر بعد الانتهاء من حوارات المصالحة والقمة العربية
  • القمة العربية  تهدف لدعم القضية الفلسطينية ووقف حُمّى التطبيع
  • مشاريع برلمانية لتجريم التطبيع وتحريمه دبلوماسيًّا وسياسيًّا ورياضيًّا وثقافيًّا

قال نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري يوسف عجيسة، إن الجزائر تريد أن تسترد مكانتها الدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، باستضافة لقاء قريب يجمع الفصائل الفلسطينية، بهدف تحقيق المصالحة.

وأضاف عجيسة، في حوار مع صحيفة "فلسطين"، "أنه مع استكمال بناء مؤسسات الدولة تريد الجزائر أن تكون لها مساهمة فاعلة في القضية الفلسطينية من خلال موقف الرئيس عبد المجيد تبون برفض التطبيع حكومةً وشعبًا".

وأعلن الرئيس تبون، في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقب استقباله رئيسَ السلطة محمود عباس في الجزائر العاصمة، اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية.

ولفت عجيسة إلى أن اللقاء كان يفترض عقده بعد أسابيع من إعلان تبون، لكن تحضيرات وترتيبات متعلقة بحضور الفصائل الفلسطينية أخرت ذلك.

وقال: "الجزائر تريد من هذا اللقاء أن تتحقق المصالحة لكسر الانقسام الذي أثر في القضية الفلسطينية، خاصة بعدما رأيناه من عملية تطبيع كبيرة مع الاحتلال انخرطت فيها أنظمة عربية".

وعن إمكانية أن تنجح الجزائر في تحقيق المصالحة بخلاف مبادرات عربية مشابهة لم تنجح في رأب الصدع الفلسطيني، قال إن الموقف الجزائري التاريخي الداعم للقضية الفلسطينية، ورفض التطبيع، وسعيها لترتيب البيت العربي هو دافع لإنجاح الدور الجزائري.

وأضاف أن العامل الآخر لإنجاح اللقاء وقوف الجزائر على المسافة نفسها من السلطة والفصائل الفلسطينية، وهذا ما يعطيه ثقة أكبر من كل الأطراف الفلسطينية تمهيدًا للانطلاق بمشروع واحد يضم الفصائل وتضع رؤيتها فيه.

وأشار عجيسة إلى أن الجزائر من الدول العربية التي التزمت تعهداتها المالية لفلسطين وللمحاصرين في غزة ولصمود المرابطين بالقدس المحتلة، بخلاف بعض الدول العربية التي تراجعت مساهماتها.

وبشأن دور البرلمان الجزائري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، أكد حرص البرلمان على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وتوفير كل الظروف اللازمة، لافتا إلى أن البرلمان استقبل ممثلي السفارة الفلسطينية والفصائل، وعقد جلسات وحوارات ونقل مطالب الفصائل للسلطات والأجهزة التنفيذية الجزائرية لتسهيل عملية تحقيق المصالحة على أرض الجزائر.

وأكد أهمية الدور الجزائري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، الذي أريد إبعاده في مرحلة من المراحل، مستدركا: "لكن الجزائر ترفض ذلك، وتؤكد ذلك دلائل عديدة منها: رفض الرياضيين الجزائريين والمثقفين والأكاديميين مقابلةَ الإسرائيليين في أي محفل دولي".

وبخصوص دور الجزائر في مواجهة التطبيع مع الاحتلال، قال: إن "الموقف الرسمي وموقف الأحزاب السياسية بالجزائر يرفض التطبيع، لم يكن موقفًا وبحسب، بل هناك مشاريع قوانين تجرم التطبيع مع الاحتلال قدمت للبرلمان لكن لم تستكمل بسبب حله".

وأضاف: "الآن هناك مبادرات من أجل تجريم التطبيع دبلوماسيا وسياسيا ورياضيا وثقافيا"، مؤكدًا أن البرلمان الجزائري سيعمل مع بعض البرلمانات العربية لمواجهة وإنهاء التطبيع الذي يمثل "طعنة للشعب الفلسطيني ومقاومته وللاجئين في الشتات".

وحذر النائب الجزائري من خطورة التطبيع مع الاحتلال الذي انتقل لمرحلة عقد اتفاقيات أمنية وعسكرية بين الاحتلال والمطبعين، وهذا يؤثر في القضية الفلسطينية، معتبرًا إياه تطبيعًا دون مقابل، حتى الذين كانوا يعتمدون على المبادرة العربية شرطًا أساسيًّا للاعتراف بالاحتلال لم يعد لها قيمة، بعد تطبيع غير مشروط قامت به أنظمة عربية.

وأكد عجيسة أن الكل ينتظر من الجزائر أن تقدم دورها في جمع الصف والشتات الفلسطيني من أجل تحقيق المصالحة.

ولدى سؤاله إن كانت هناك زيارة مرتقبة لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في الجزائر، كشف عجيسة عن لقاء جمعه بهنية في "إسطنبول" خلال الفترة السابقة، وكان من نتائجها ترتيب الزيارة، مؤكدًا أن هنية مرحب به بالجزائر ويتم العمل على ترتيب زيارة له.

ورجح عجيسة أن تتم الزيارة بعد الانتهاء من حوارات المصالحة والقمة العربية، واصفًا العلاقة بين الشعب الجزائر وحركة حماس بالتاريخية، خاصة أن كل قيادات المقاومة الفلسطينيين يجوبون المدن الجزائرية ويشرحون واقع القضية ويجلبون الدعم.

وحول القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر في مارس/ آذار القادم، يعتقد عجيسة أنها ستكون مختلفة عن كل القمم العربية السابقة، لوقف حمى التطبيع، إضافة إلى تأكيد ضرورة انخراط الدول العربية في دعم القضية الفلسطينية وعدم خذلان المقاومة.