فلسطين أون لاين

خاص هبَّة النقب.. محطة جديدة لتصاعد المقاومة الشعبية رفضًا لمخططات الاحتلال

...
النقب المحتل-غزة/ جمال غيث:

تنذر التظاهرات المتصاعدة في النقب المحتل، وإصرار أصحاب الأرض على الصمود والتمسك بحقوقهم، باندلاع هبة فلسطينية تتصدى للاحتلال ومخططاته ليس في النقب فحسب بل في كل فلسطين.

ورغم آلة القمع والبطش الإسرائيلي، تتمسك جماهير شعبنا في أراضي فلسطين المحتلة عام 48 بالمقاومة الشعبية للتعبير عن رفضها للاحتلال ومخططات اقتلاعهم من أرضهم المتواجدون عليها قبل قيام دولة الاحتلال.

ويؤكد محللان سياسيان، أن الهبة التي تشهدها القرى والبلدات في النقب نتيجة عمليات التجريف والتحريش من قبل قوات الاحتلال ستتصاعد لتمتد إلى مختلف الأراضي المحتلة ولن يستطيع أحد السيطرة عليها.

تصعيد ممنهج

ويقول المحلل السياسي رجا زعاترة: إن استمرار تعنت الاحتلال وجرائمه بحق أهالي الداخل المحتل سيزيد من اشتعال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتدحرجها لتصل لمختلف المناطق.

ويرى زعاترة، في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن التصعيد الممنهج ضد أهلنا بالنقب وتجريف وتحريش أراضي المواطنين ينذر بتصاعد المواجهات في الداخل المحتل.

ويشير إلى أن الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية تتزايد يومًا بعد الآخر ضد سكان النقب المحتل والشبان، الذين كانوا هدفًا للاعتقال ولبنادق جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ فكان لا بد من رد فعل بعد التنكيل والقمع التي تعرضوا لها.

وتوقع أن تتسع رقعة الهبة الجماهيرية لتصل إلى انتفاضة شعبية، ستنتقل لمختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى أن عمليات التطبيع التي أجرتها حكومة الاحتلال مع الدول العربية فتحت شهية الأولى لزيادة تغولها على الأراضي الفلسطينية وتهجير سكانها الأصليين من أجل خدمة أغراضها ومخططاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.

ودعا زعاترة إلى تضافر جهود الكل الفلسطيني والتوحد من أجل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وإجبار الاحتلال على وقف جرائمه ومخططاته العنصرية في أرضنا المحتلة.

وأظهرت المعطيات أن عام 2019 شهد إقدام الاحتلال على هدم ألفي بيت بالنقب، فيما شهد عام 2020 هدم 2500 بيت، كما شهد النصف الأول من عام 2021 هدم نحو 1200 بيت، وبلغ عدد المنازل المهدمة في النصف الثاني من العام ذاته وبعد تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة مهامها هدم 1800 منزل، وفق زعاترة الذي أكد تصاعد جرائم الهدم والاستيلاء على الأراضي العربية.

خطاب موحد

ويتفق الناشط السياسي قدري أبو واصل، مع سابقه بأن الأوضاع الميدانية في الداخل الفلسطيني المحتل مهيأة للتصعيد بسبب جرائم الاحتلال بحق سكان النقب الفلسطيني المحتل.

ويقول أبو واصل لصحيفة "فلسطين": نحن أمام مشهد ينذر بالأسوأ في حال لم ينتفض الكل الفلسطيني ويتصدون لجرائم الاحتلال الممارسة بحق أهلنا في الداخل المحتل، داعيًا القيادات الفلسطينية في الداخل المحتل والسلطة والفصائل لتوجيه خطاب موحد لدفع شعبنا للتوحد من أجل حماية النقب المحتل.

ولا يتوقع أبو واصل، أن تنتهي المواجهات على المدى القريب، مبينا أن الاحتلال والسلطة لن يستطيعا السيطرة عليها إذا امتدت لمختلف المناطق، داعيًا إلى توحيد الشعب الفلسطيني للدفاع عن أراضيه التي يحاول الاحتلال سلبها والسيطرة عليها.

وكانت قيادات ولجنة التوجيه العليا لفلسطينيي النقب، قررت عقب اجتماع عُقد مساء الاثنين، الماضي، اعتماد برنامج نضالي تدريجي على مدار ستة أشهر ضد الهجمة الاحتلالية التي يتعرض لها النقب، وصولاً إلى إضراب قطري عام يشمل كل أراضي الـ48.

واعتقلت قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية، عشرات الفلسطينيين من النقب المحتل، خلال المواجهات المندلعة هناك لمنع الاحتلال من الاستيلاء على 5% من أراضيهم بعد مصادرة 95% منها، في حين تم الاعتداء على الأهالي بشكل همجي.