فلسطين أون لاين

تقرير "التقوى" و"الرحمن".. مساجد مقدسية تواجه خطر الهدم الإسرائيلي

...
مسجد التقوى بالقدس
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

 

في القدس المحتلة، لا يسلم الحجر ولا البشر من آلة البطش والهدم الإسرائيلية، فتارة تستهدف الأخيرة منازل المقدسيين وتارة أخرى أماكن عبادتهم الدينية أو المسيحية عدا عن الإجراءات التضييقية على حياتهم لدفعهم للرحيل.

وبزعم البناء دون ترخيص، أخطرت سلطات الاحتلال، أمس، مسجد التقوى في بلدة العيسوية بالهدم خلال أربعة أيام، ليكون المسجد الثاني في المدينة بعد إخطار مسجد الرحمن في قرية بيت صفافا جنوب شرق مدينة القدس بهدم قبته المرممة حديثًا.

وقبل نحو خمسة أشهر، تبرعت عائلة "حمدان" بقطعة أرض من أجل بناء مسجد في البلدة لخدمة سكانه؛ نظرًا لحالة الاكتظاظ التي تشهدها العيساوية، وما إن انتهى البناء في الطابق الأرضي والبدء في أساسات الطابق الثاني فوجئ عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص، باقتحامه من قبل قوات الاحتلال وأخذ مقاساته وتعليق قرار بالهدم خلال أربعة أيام.

وقال أبو الحمص: إن الأهالي كانوا يتوقعون الانتهاء من بناء المسجد الذي تبلغ مساحته حوالي 260 مترًا مربعًا، قبل دخول شهر رمضان المبارك، لافتًا إلى أن شرطة الاحتلال أعادت اقتحام المكان نهار أمس واعتقلت اثنين من سكان المنطقة.

وأفاد أبو الحمص في حديثه لصحيفة "فلسطين" بأن أهالي الحي يحاولون التواصل مع المحامين والمختصين من أجل الضغط على سلطات الاحتلال لمنع عملية الهدم.

وأكد أن الاحتلال يشن حملة مسعورة تستهدف البشر والحجر والشجر في المدينة المقدسة إلى جانب تنفيذه سلسلة اعتقالات واستدعاءات وتهجير وتشريد المقدسيين وهدم منازلهم بحجة عدم البناء غير المرخص.

وعبر مختار قرية العيساوية درويش درويش عن رفض أهالي القرية لقرار الهدم الإسرائيلي، منذرًا بخطورة القرار الذي قد يفتح شهية الاحتلال لزيادة تغوله على مساجد القرية ومدينة القدس عامة.

وأوضح درويش لصحيفة "فلسطين" أن إنشاء المسجد هدفه خدمة نحو 5 آلاف نسمة هم من سكان المنطقة، داعيًا لحراك قوي من قبل السلطة لدعم المقدسيين والتخفيف من معاناتهم؛ لتثبيت صمودهم في قراهم وبلداتهم ومنازلهم.

ويبلغ عدد المساجد في قرية العيسوية بمدينة القدس خمسة مساجد تخدم أكثر من 23 ألف نسمة، بحسب أبو الحمص.

مسجد الرحمن

وإلى الجنوب الشرقي لمدينة القدس، أخطرت بلدية الاحتلال المسؤولين عن مسجد الرحمن في قرية بيت صفافا، قبل أسبوع، بهدم قبته التي تم ترميمه من جديد.

وأوضح مختار القرية محمد عليان، أن المسجد المستهدف من بلدية الاحتلال والمستوطنين واحد من أربعة مساجد في القرية، وعمره أكبر من كيان الاحتلال.

وقال: تلقيت تهديدًا شفهيًّا من بلدية الاحتلال وسمعت عبر القناة العبرية 12، إن قرار هدم القبة جاء نتيجة تحريض المستوطنين؛ "لأن منظرها الجميل لم يرُق للمستوطنين".

ولفت إلى أن المسجد شُيِّد قبل قيام دولة الاحتلال، ويقع على مساحة نحو 400 متر مربع، وهو أحد خمسة مساجد في القرية هي: الرحمن، حمزة، البرج، خالد بن الوليد، ومسجد البرية في شرفات.

وحث عليان على ضرورة الدفاع عن المساجد والمنازل والأراضي التي باتت مهددة بالمصادرة والهدم الإسرائيلي، داعيًا أهالي القرية للتحرك بمختلف الإمكانات للجم الاحتلال ووقف جرائمه، فـ"المساجد مقدسة وخط أحمر".

حرية العبادة

وأدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المساجد الفلسطينية.

وندد المفتي العام، في بيان، أمس، بإصدار سلطات الاحتلال قرارًا يقضي بهدم مسجد التقوى في العيساوية، وكذلك هدم قبّة مسجد الرحمن في قرية بيت صفافا.

وبين أن الاعتداءات على المساجد تتم في إطار سياسة مبرمجة تهدف إلى تأجيج الصراع، وفرض أمر واقع على الأرض المحتلة، وتظهر مدى الاستهتار بالقيم الدينية والإنسانية للآخرين، مؤكدًا أن الأديان السماوية تحرم الاعتداء على أماكن العبادة

ودعا المواطنين إلى إعمار المساجد، والدفاع عنها أمام إجرام المعتدين عليها من المستوطنين وغيرهم، مطالبًا الدول والمؤسسات المعنية بحرية الإنسان والأديان الوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة.

وناشد الشيخ حسين الأمتين العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتهما تجاه فلسطين بما فيها القدس المحتلة، والدفاع عنها، وحماية مقدساتها من اعتداءات المستوطنين الذين يعيثون فسادًا في الأرض الفلسطينية.

وفي السياق، أطلق نشطاء مقدسيون، حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضًا لقرار الاحتلال، هدم مسجد التقوى.

وأطلقت الحملة بعنوان "لن تهدم مساجدنا.. أنقذوا مسجد التقوى" احتجاجًا ورفضًا لقرار الاحتلال.

وشهدت الحملة منذ انطلاقتها تفاعلًا على منصات التواصل، إضافة إلى المشاركات على صفحات العديد من النشطاء عبر منصة "الفيسبوك".