افتتحت الإغاثة الزراعية قي قطاع غزة، أمس الأربعاء، معرضاً للمنتجات الزراعية والصناعية والتراثية محلية الصنع، تحت اسم "وطني مُنتج"، ويستمر على مدار يومين.
وضم المعرض الذي أقامته الإغاثة الزراعية في قاعة رشاد الشوا الثقافي وسط مدينة غزة، 60 زاوية إنتاجية مختلفة تعود إما لأفراد وإما للقطاع الخاص وإما لجمعيات تعاونية.
ومن أبرز المنتجات التي ضمتها زوايا المعرض "المخللات والزيتون والزيت والتمور والخضار والفواكه والأجبان ومواد التجميل والأثواب والإكسسوارات المطرّزة التراثية".
وذكرت مسؤولة المناصرة والإعلام والعمل الجماهيري في الإغاثة الزراعية نهى الشريف، أن الإغاثة اعتادت على تنظيم المعرض سنوياً.
وقالت الشريف لصحيفة "فلسطين"، إن تنظيم المعرض هو رسالة للعالم أن الشعب الفلسطيني رغم الحصار والأزمات التي يمر بها، إلا أنه ما زال مستمراً في الإنتاج وبجودة عالية.
وأوضحت أن المعرض يهدف للتخفيف من تداعيات أزمة كورونا والحصار الإسرائيلي الذي يعيشه قطاع غزة منذ 15 سنة، وانعكس على بعض الجهات المنتجة، وخاصة فئة الشباب.
كما يهدف المعرض وفق الشريف، إلى خلق بيئة لكل الشبان والشابات للترويج لمنتجاتهم والتعريف بأنفسهم لكل مستهلكي القطاع.
وأضافت أن رسالة المعرض "اننا قادرون على البقاء ولدينا الابتكارات والطاقات الشبابية التي نستثمر فيها لبناء قدراتهم حتى يستطيعوا المنافسة"، مؤكدةً أن المعرض يستهدف فئة الشباب التي تشكل نسبة كبيرة من المجتمع.
ولفتت إلى أن غالبية أصحاب الزوايا في المعرض متوسط أعمارهم ما بين 19-29 عاماً، وهم الفئة المستهدفة، لأنها الركيزة الأساسية في الاقتصاد الفلسطيني والناتج المحلي، والأكثر معاناة في عدم توفر فرص عمل.
وأشارت إلى أن ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة هي أحد المداخل لإتاحة الفرصة وتوسيع خيارات الشباب ومن ثم العمل على توظيفهم، لافتاً إلى المعارض جزء أصيل من أنشطة الإغاثة الزراعية لأنها وسيلة من وسائل إيصال الرسائل للآخرين والوصول للعالم أجمع.
وفي زاوية تحمل اسم "مطبخ الانشراح"، تعمل هيفاء نصير (42 عاما) على صناعة المعجّنات، مستعينة بفرنٍ صغير، كي تبيع منتجاتها "طازجة للزوّار".
نصير، الحاصلة على دبلومتين من كليات أكاديمية، واحدة في إدارة المؤسسات، والثانية في التأهيل المجتمعي، لم تحظَ بفرصة عمل في مجال تخصصها منذ تخرّجها.
ولجأت نصير إلى مشروع صناعة المعجّنات في المنزل، وبيعها لمقاصف المدارس وقرب العيادات الطبية، عام 2007، لإعالة أسرتها، القاطنة قرب الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة.
وتعرّض منزل نصير، للاستهداف الإسرائيلي، 3 مرات، منذ عام 2009، كان آخرها خلال العدوان الأخير في مايو/ أيار الماضي.
وقالت: "في العدوان الأخير، تعرّض المنزل لأضرار جزئية، ما تسببت بتعطّل الآلات والمعدّات التي أَستخدمها في مشروعي الخاص".
ويعاني ما يزيد عن مليوني نسمة في قطاع غزة، من أوضاع اقتصادية متردية للغاية، جرّاء الحصار الإسرائيلي المشدد المستمر منذ 2007، ما تسبب بارتفاع نسب الفقر والبطالة.
وفي زاوية أخرى، تعرِض جمعية "خانيونس الزراعية التعاونية"، على رفوف خشبية، منتجات الزراعة الآمنة.
وقال عبد الله الأسطل، المهندس الزراعي في الجمعية، إن هذه المنتجات "ذات الجودة العالية، تم إنتاجها دون استخدام المبيدات الحشرية أو الأسمدة الكيميائية".
وتابع، قائلًا: إن هذه المنتجات "تساهم في تقديم الغذاء الآمن للمستهلك، كما أن لها دور في الحفاظ على البيئة والتربة آمنة من مخلّفات الأدوات الكيميائية".
وأوضح أن القطاع الزراعي في غزة يعاني جرّاء سلوك الاحتلال الإسرائيلي في الاستهداف المباشر للأراضي والمحاصيل، خاصة في أوقات الحروب والاعتداءات العسكرية.
وبيّن أن الأراضي التابعة للجمعية، والتي تساهم في تشغيل مزارعين، بمدينة خانيونس، تضررت بشكل كبير خلال عدوان مايو/ أيار.
ولمدة 11 يوما، شنت (إسرائيل) عدوانا على قطاع غزة، انتهى بوقف لإطلاق النار في 21 مايو/ أيار الماضي.
وقالت وزارة الزراعة في يونيو/ حزيران الماضي، إن إجمالي الخسائر والأضرار التي تكبّدها القطاع الزراعي خلال العدوان الإسرائيلي في مايو، بلغ نحو 204 ملايين دولار أمريكي.