شهدت المدن والقرى والبلدات الفلسطينية في منطقة "النقب" (جنوب فلسطين المحتلة عام 1948)، صباح اليوم الأربعاء، إضرابًا شاملًا، احتجاجًا على قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعمليات تجريف وتحريش (تسوية أملاك المواطنين لأراضيهم) استعدادا لمصادرتها.
وقالت مصادر فلسطينية في النقب: إن "حالة من التوتر الشديد تسود المنطقة، بعد أن اقتحمت آليات الاحتلال، فجرًا، منطقة أراضي عائلة (الأطرش) قرب قرية (سعوة) في "النقب".
ومنعت قوات الاحتلال، الأهالي، من دخول أراضيهم المستهدفة بالتحريش، في وقت شرعت الجرافات، بأعمال التجريف، لليوم الثالث على التوالي.
واندلعت مواجهات إثر محاولة الأهالي، صد آليات الاحتلال، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت ونفذت حملة اعتقالات جديدة خلال قمعها للاحتجاجات، تضاف إلى الحملة التي شنتها الليلة الماضية وطالت 21 فلسطينيًا بزعم مشاركتهم في المواجهات، بينهم 7 أطفال، وفتاتين، و12 شابًا.
وأفادت مصادر محلية، بأن وحدات من قوات الاحتلال اقتحمت قرية "شقيب السلام" بالنقب، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، وأصيب على إثرها شرطيان إسرائيليان.
وأضرم الشبان النار في إطارات مطاطية على طريق رقم "25"، ورُشقت مركبات وحافلات المستوطنين بالحجارة، كما وُضعت حواجز حجرية على سكة الحديد المارة بالقرب من المكان، ما أجبر سائق القطار على التوقف بعد أن لاحظ وجود العائق.
وفي السياق ذاته، قررت "لجنة التوجية العليا لعرب النقب"، بعد اجتماع موسع عقدته في قرية "الأطرش"، تصعيد النضال والاحتجاجات، "ضد استمرار جرائم التجريف والتحريش لأراضي منطقة (نقع بئر السبع)، والاعتداءات الإجرامية والاعتقالات التعسفية التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية، و تعرض عدد منهم للاعتداء وإحالتهم للعلاج الطبي".
ودعت اللجنة، جماهير النقب، إلى التواجد في أرض "نقع بئر السبع"، صباحا، والمشاركة في المظاهرة الجماهيرية الحاشدة، غدًا الخميس على مفرق "سعوة/الأطرش".
كما طالبت لجنة التوجيه، الاحتلال الإسرائيلي، بالاعتراف الفوري بقرى "نقع بئر السبع" غير المعترف بها وهي: "خربة الوطن"، و"الرويس"، و"بير الحمام"، و"بير المشاش" و"الزرنوق"، والتي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة وكذلك تجميد هدم البيوت في النقب .
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، اتخذت سلطات الاحتلال من عمليات التشجير في قرى النقب، أداة لمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية والاستيلاء عليها، قبل أن تتوقف في عام 2020 على خلفية مواجهات مع سكانها.
وتحت ستار "تحريش الصحراء"، تهدف المخططات الإسرائيلية إلى تجريد المواطنين الفلسطينيين بالنقب، وخاصة في القرى غير المعترف بها، من أراضيهم وتحريشها بأشجار حرجية، لمنعهم من دخولها واستعمالها.
ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين.
ولا تعترف سلطات الاحتلال الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير.