طالب مختصون بضرورة تأسيس هيئة دولية لمواجهة التطبيع مع الاحتلال، تنبثق عنها دوائر متخصصة في مجالات متعددة لتنفيذ برامج وأنشطة مستندة إلى أبعاد قانونية وتاريخية تكشف الوجه البشع للاحتلال، وتدعم مقاطعته في جميع المجالات، وتساند النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية عقدت أمس بمدينة غزة، بعنوان: "آليات وإستراتيجيات جديدة لمواجهة الاختراق الصهيوني للمنطقة" نفذتها الهيئة العامة للشباب والثقافة وحملة المقاطعة – فلسطين، بحضور رئيس الهيئة أحمد محيسن، ورئيس الحملة د.باسم نعيم، إضافة إلى ممثلين عن فصائل العمل الوطني ونخبة من الشخصيات الاعتبارية والأكاديميين والكتاب والإعلاميين، وأدارها الأستاذ وائل المبحوح.
ودعا هؤلاء إلى ضرورة توسيع حالة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، واستثمار جهود المناصرين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية، ليكونوا أداة ضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية للتحرك لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وتعزيز دور الجاليات الفلسطينية في دول الشتات، وتفعيل العمل الدبلوماسي التقليدي والرقمي لإبراز مظلومية الشعب الفلسطيني.
وأوصى المشاركون ببناء استراتيجية وطنية موحدة تشارك فيها المؤسسات الرسمية والأهلية وفصائل العمل الوطني لتعزيز ثقافة المقاطعة بكل أشكالها في المجتمع الفلسطيني وتجريم التطبيع، وإعداد ونشر مواد إعلامية بمستوى احترافي تدعم الرواية الفلسطينية وتبرز خطر التطبيع مع الاحتلال على الدول العربية واستقرارها وأمنها وتاريخها وحضارتها وحاضرها ومستقبلها، وتفعيل دور الحركة الطلابية والنقابات المهنية والعمالية والاتحادات الشعبية والأهلية في مواجهة التطبيع.
وقال محيسن خلال كلمة له: "يُعد التطبيع مع الاحتلال أخطر التهديدات المحدقة بالقضية الفلسطينية، لكونه يستهدف نسف الرواية التاريخية الفلسطينية، وتزييف الوقائع والحقائق وفرض الأمر الواقع للقبول بالاحتلال في المنطقة العربية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "تأتي هذه الجلسة الحوارية في ظل تسارع وتيرة الاختراق الصهيوني للمنطقة العربية تحت مسمى التطبيع، حيث تم تجاوز الكثير من الخطوط الحمراء المتعارف عليها تاريخيًا، وكسر العديد من المحرمات القومية، وصلت إلى حد عقد الاتفاقيات والتحالفات الأمنية والعسكرية"، مشددًا على ضرورة وضع آليات وفق رؤية وطنية تخدم وتعزز حالة المقاطعة ورفض التطبيع وبما يخدم القضية الفلسطينية.
وأشار محيسن إلى أن الهيئة خصصت الشهر الحالي من أنشطتها وبرامجها لمواجهة التطبيع وتعزيز ثقافة المقاطعة، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمراكز الثقافية والشبابية التابعة للهيئة، لافتًا إلى أن الهيئة ستواصل عملها على مدار العام ليبقى العمل ضد التطبيع حاضرًا دائمًا في المشهد الثقافي الفلسطيني.
من جهته، قال نعيم: "إن ما يحدث بين الاحتلال وبعض الأنظمة العربية والاتفاقيات الموقعة تجاوز ما سُمي اصطلاحًا بالتطبيع، ووصل إلى مرحلة استباحة المنطقة في إطار السعي الدائم لبناء (إسرائيل الكبرى)، وفق رؤية متكاملة للمنطقة العربية لدمج الكيان بقواعد وقيم جديدة".
وأضاف: "إن المستهدف الرئيس من جهود التطبيع الحالية هو الشعوب العربية ووعيها وليس الأنظمة والحكام، وللأسف تم تسجيل تراجع واضح وخطير في وعي بعض الشعوب تجاه التطبيع ونظرتها نحو الاحتلال"، مؤكدًا ضرورة استحضار البعد القومي العربي وتكثيف الجهود المبذولة لتجريم التطبيع وتعزيز المقاطعة.
وشهدت الجلسة الحوارية عرض مشاركات فيديو مسجلة لعدد من الباحثين العرب وهم: رئيس الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع أحمد النعيمي، والمدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات د. محسن صالح، والكاتب والمفكر اللبناني الأستاذ معن بشور، والكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي، والناشط الحقوقي السعودي يحيى العسيري، ورئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا د. طارق طهبوب، والمنسق العام لملتقى القدس بالكويت جهاد جرادات، وعضو لجنة مقاومة التطبيع في الأردن أمين عرار.