قال عبد الرحمن الزبيدي، إن اعتداء عناصر أمن السلطة على "محمد" ابن شقيقه الأسير زكريا، الليلة الماضية، لم يكن الأول، بل تعرض لمثله قبل نحو شهر.
وأشار عبد الرحمن في تصريحات صحفية، إلى تعرض محمد قبل نحو شهر للاعتداء عليه وضربه بوحشية أثناء عودته لبيته، لكن لم تكن هناك كاميرات توثق الحدث.
وبين أن اعتداء الأمن على محمد في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، كان يمكن يودي بحياته أو يُعرضها لخطر كبير نتيجة وجود شظايا في رأسه ورصاصة في كتفه أصيب بها، خلال اشتباكات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ 9 شهور، ويعاني من آثارها حتى اليوم.
ووصف الاعتداء بـ"الهجمي" و"المعيب"، مشدداً على أن تكراره دفع العائلة إلى حمل السلاح للدفاع عن أبنائها أمام اعتداءات السلطة، بعدما كان موجها منذ البداية نحو الاحتلال الإسرائيلي فقط.
وطالب السلطة ورئيسها محمود عباس بتوضيح أسباب الاعتداء على طفل بهذا العمر، متسائلاً: "هل يأتي بسبب محاولة السلطة تصفية حساباتها مع أبيه الأسير زكريا على حساب أبنائه الصغار؟".
سياسة أمنية لحماية الاحتلال
من جانبه، أكد المحامي مهند كراجة مدير محامون من أجل العدالة، أن ما حدث مع محمد الزبيدي غير مبرر نهائياً، إذ لا يحق لأيّ عنصر أمن ممارسة الضرب والاعتداء والاعتقال ضد أي شخص مهما كانت جريمته.
وقال كراجة لـ"فلسطين أون لاين": ما يحدث في محافظات الضفة الغربية من فلتان لا يتمثل في الاعتقال والاعتداء والأحداث الغاضبة في جنين فقط، بل يعكس سياسة الأجهزة الأمنية التي ركزت الفترة الماضية على ملاحقة النشطاء والسياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وبين أن سياسة أجهزة أمن السلطة في رام الله، تلاحق كل من يمكن أن يؤثر عمله أو تواجده على أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي، أكثر من تركيزها على دورها في تحقيق الأمن والأمان وحماية المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية.
وشدد على أن الوضع في الضفة "سوداوي"، حيث تشن السلطة وأجهزتها الأمنية حملة اعتقالات واسعة لا تستثني أحداً، خصوصاً عائلات الأسرى والشهداء والأسرى المحررين، والنشطاء المشاركين في الفعاليات الوطنية والقامات الفلسطينية من الأكاديميين والحقوقيين.
وقال كراجة، إن السلطة تهدف لإيصال رسالة للجميع أنه لا يوجد أحد في منأى عن الاعتقال، وأن هذه بداية لمرحلة قمع جديد، تستهدف الشخصيات والقامات الفلسطينية مهما كان حجم تضحياتها من أجل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه الأحداث تمهد لبداية غير مبشرة ومؤلمة للعام الجديد 2022.