كشف أمين سر قيادة حركة فتح "بساحة غزة" (التيار الإصلاحي)، صلاح العويصي، اليوم الخميس، زيف "المؤتمر الثامن" وأهدافه الإقصائية، عبر تعقيب له على تصريحات اللواء جبريل الرجوب بشأن المؤتمر العام لحركة لـ"فتح".
وقال العويصي، في حديثٍ (لراديو الشباب): إن "المؤتمر الثامن المزمع عقده في 21 مارس 2022 حسب ما أفاد جبريل الرجوب قبل شهرين، يأتي في سياق شرعنة قرارات الإقصاء الصادرة زوراً عن المجلس الثوري واللجنة المركزية لـ"فتح".
وأضاف: "منذ عقد المؤتمر السابع في 29 نوفمبر2016 صدرت عدة قرارات فردية عن مجموعة من المتنفذين في حركة فتح بشكل بعيد كل البعد عن ديمقراطية الحركة، لذلك يتجه رئيس السلطة عباس نحو إضفاء صبغة قانونية على قرارته الصادرة بين المؤتمرين التي طالت قيادات وازنة ومؤثرة سواء داخل مؤسسات الحركة أو على المستوى الجماهيري".
وتابع : "إنّ ما يروجه البعض بأن أهداف المؤتمر هي لترتيب البيت الفتحاوي، ما هو إلا محض افتراء، وأن قرار وحدة فتح ورد اعتبار رموزها الوطنية التي تم إقصائها زوراً، لا يحتاج إلا لدعوة تجمع كل قيادات الحركة ومن ثم يمكن الانطلاق نحو مؤتمر يعيد لفتح مكانتها".
واستطرد: "ما أحدثه المؤتمر السابع عام 2016، ما زالت حركة فتح تعاني من ارتداداته الخطيرة، وما صدر عنه من قرارات أدت إلى تراجع دور الحركة وضعف أدائها وعدم قدرتها على الرد وتقديم الإجابات وكذلك تعزيز للفساد الذي وضع حركة فتح بكل تاريخها رهن لأهداف شخصية أدت إلى طغيان ثقافة أخرى غير تلك التي دعت إليها الحركة منذ انطلاقتها، والتي أدت بدورها إلى استبعاد الحركة من الحيز العام وضعف أدائها في مواجهة الاستحقاقات السياسية والاجتماعية".
وعدَّ المؤتمر الثامن بمثابة "رش الملح على الجروح التي ما زالت تنزف مالم تتبنى مواقف تعمل على توحيد الحركة و لم شمل أبنائها تحت مظلة وطنية تقدم الحلول ولا تتهرب منها".
واستطرد: "مؤشرات التحضير للمؤتمر من خلال لجنة تحضيرية تضم 25 لجنة إلى جانب لجان أخرى متعددة ستنطلق لإعداد أوراقها التي ستُعرض على اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة للانتقال إلى المرحلة الثانية من أجل البدء بالخطوات العملية لإعداد الرؤى والآليات التي ستعمل وفقها كل لجنة وفق تصريحات الرجوب، والتي تعتبر تجاوزًا للنظام الأساسي للحركة ولا يحتاج الى آليات ورؤى جديدة"، لافتاً إلى أنّ هذا الاجتهاد الخاطئ يؤكد سوء الأهداف والنتائج.
وأكّد على أنّ تيار الإصلاح الديمقراطي في فتح يعتبر نفسه جزءًا أصيلًا من حركة فتح، يسعى الى أن تتحرر فتح من قبضة التفرد، قائلاً: "لذلك نحن مع أي جهد فتحاوي يعيد لفتح كرامتها، ويضع حدًا لسياسة الإقصاء والتفرد، وسنكون مع أي مؤتمر تنظيمي يجمع أبناء فتح".
وأضاف: "تيار الإصلاح الديمقراطي ومن خلال تحليل عميق للواقع المعقد لتداخل الصلاحيات والممارسات، والتلويح بإقصاء عدد من أعضاء اللجنة المركزية للحركة يؤشر إلى أنه لا خير يرجى من هذا المؤتمر، هم ذاهبون نحو تعميق الفجوة بين حركة فتح وجماهيرها انحيازاً لمصالحهم الشخصية والامتيازات الممنوحة لهم على حساب أجيال كاملة من الشباب".
وشدد العويصي، على أنّ تيار الإصلاح ما زال يشرع يديه ويفتح قلبه لكل أبناء فتح، من أجل وحدة حقيقية يمارس فيها الجميع حقه في النقد والنقد الذاتي، ويؤسس قواعد نضالية ثابتة للأجيال القادمة على قاعدة التدافع الطبيعي للأجيال والتداول الديمقراطي والواعي للمواقع القيادية كشكل وجوهر لأدبيات ثورية حقيقية.
واختتم بالقول: "إنّ الممارسة الديمقراطية التي تمثلت في المؤتمر التنظيمي المنعقد في غزة في 15/12/2021م كانت بمثابة مساحة اتسعت لكل الآراء والمقترحات وأعطت لكل عضو حقه في ممارسة ديمقراطية شفافة تعززت فيها قيم فتحاوية أصيلة بهدف تصحيح المسار".