فلسطين أون لاين

​تعرف بجمال شكلها وسوء سمعتها

القناديل تلسع مصطافي بحر غزة

...
غزة - أدهم الشريف

تملك قناديل البحر شكلًا استثنائيًّا جميلًا يجذب الهواة لالتقاط صور لها تحت الماء، لكن سمعتها السيئة تسبقها ويعرفها مرتادو الشواطئ في قطاع غزة جيدًا بلسعاتها الحارقة.

ومع حلول الصيف وارتفاع درجة الحرارة يزداد إقبال المواطنين على البحر هربًا من أزمات الكهرباء وغيرها، في الوقت الذي تتدفق فيه أعداد هائلة من القناديل باتجاه الشاطئ.

ويتركز توافد أسراب القناديل إلى شواطئ غزة خلال شهري حزيران (يونيو)، وتموز (يوليو)، من كل عام.

ويعشق الغزِّيون السباحة في بحرهم الذي يمتد من شمال القطاع حتى جنوبه بطول 40 كيلو متر، لكن المناطق التي صنفتها الجهات الرسمية بأنها صالحة للسباحة بفعل تصريف مياه الصرف الصحي تزدحم بالمصطافين، ولا يكاد بعض يجد متسعًا، خاصة في أيام نهاية الأسبوع.

وهذا الازدحام أحد أسباب ارتفاع أعداد المصابين بلسعات القناديل ذات الأحجام والأنواع المختلفة.

ونادى المنقذ البحري إبراهيم كباجة عبر مكبرٍ للصوت على المواطنين بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من القناديل ولسعاتها الحارقة.

"هكذا يتلخص دورنا المنقذين، نحذر المواطنين من القناديل، خاصة في موسم خروجها إلى الشواطئ، لكن الكثير منهم يصاب باللسعات" قال كباجة لـ"فلسطين"، وهو يراقب الشاطئ من أعلى برج الإنقاذ في بحر الشيخ عجلين، جنوبي مدينة غزة.

وأضاف: "بعض المصطافين تكون إصاباتهم خطيرة بفعل لسعات القناديل، التي تسبب حروقًا تمتد آثارها إلى سنوات على جسد المصاب".

ونصح كباجة باستخدام المياه الباردة ثم خل التفاح فور الإصابة بلسعات القناديل.

ويضطر المصاب إلى فرك مكان الإصابة بأظفاره لما تثيره لسعة القنديل البحري من هيجان في الجلد، لكنه حذر من القيام بذلك، لما يسببه من جروح غائرة ونزف دماء وتشوهات في الجلد.

وأضاف المنقذ البحري وهو في مطلع الثلاثينيات من عمره: "الإصابات الخطرة _خاصة عندما تكون في المناطق الحساسة من جسد المصاب_ نحولها سريعًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج".

وأظهر فيديو قصير التقطه صياد غزِّي هاوٍ للتصوير تحت الماء، وتداوله نشطاء على موقع (فيس بوك) أخيرًا مئات القناديل في بحر غزة وهي في طريقها إلى الشاطئ.

وفي تعليق له على الفيديو عد "هادي غازي" صيد السلاحف البحرية، وانتشار شباك الصيد التالفة التي تعلق بها السلاحف العدو الرئيس لقناديل البحر سبب انتشار الأخيرة.

وبحسب إفادة جهات اختصاص إن لقناديل البحر أنواعًا متعددة ممكن أن تؤدي بلسعاتها السامة إلى الوفاة في أسوأ الأحوال، ولكنها لا توجد في البحر الأبيض المتوسط.

وكان خبراء إسرائيليون حذروا من اقتراب أعداد هائلة من القناديل إلى سواحل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة الـ(48).

ونقل الموقع الإخباري الإلكتروني (واللا) عن هؤلاء قولهم: "إن مئات الآلاف بل ربما الملايين من هذه القناديل تتحرك بجبهة واسعة، تمتد من سواحل عسقلان جنوبًا إلى حيفا شمالًا".

يذكر أن دولًا كثيرة في العالم تلجأ إلى صيد القناديل بشباك خاصة للحد من وصولها إلى الشواطئ، كي يسعد المصطافون بالسباحة والاستجمام، لكن الإمكانات اللازمة لذلك مفقودة في قطاع غزة المحاصر.