بين الحين والآخر، تبعث السلطة برسائل سياسية وأمنية لأجهزة الاحتلال الإسرائيلي عبر تعزيز التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة والمقاومين في الضفة الغربية المحتلة.
وصعّدت أجهزة السلطة خلال الأسابيع الأخيرة من حملتها الأمنية ضد الفصائل الوطنية ورموزها، حتى وصل بها الأمر إلى ملاحقة مواكب الشهداء والأسرى المحررين ومصادرة الرايات، وذلك في محاولة "لنيل الرضا الإسرائيلي".
ورأت المرشحة عن قائمة "القدس موعدنا" سمر حمد، أن السلطة في رام الله تمر بأزمة وجودية متفاقمة، وأن حالة الحريات العامة في الضفة الغربية تدل على هذه الحالة غير المسبوقة.
وقالت حمد لصحيفة "فلسطين": إنه منذ إلغاء رئيس السلطة محمود عباس في أبريل/ نيسان الماضي، الانتخابات الفلسطينية، صعّدت أجهزة السلطة من حملتها الأمنية ضد القوائم الانتخابية والنقابات وتلاها جريمة اغتيال المرشح نزار بنات وقمع المظاهرات السلمية في رام الله التي خرجت للتعبير عن غضبها من جرائم وانتهاكات السلطة.
وأشارت حمد إلى أن السلطة تسعى حاليا لوأد جذوة المقاومة والقضاء عليها وتحديدا في جنين وبلدة بيتا قرب نابلس حتى أنها تلاحق حاليا الأعلام والرايات لفصائل المقاومة.
وأوضحت أن وجود فصائل تدعو وتدعم المقاومة وتحشد الجماهير لتشييع الشهداء واستقبال المحررين والمشاركة في الوقفات المساندة للقضية فلسطينية "هو أمر لا يرغب به لا الاحتلال ولا السلطة معا".
وأكدت حمد أن السلطة تحاول الحد من وجود الرايات والأعلام الخاصة بفصائل المقاومة، "فهذه الرايات ليست مجرد قطعة قماش بل هي تعبير وتمثيل عن نهج المقاومة والذي ينادي فيه شعبنا لاسترجاع حقوقهم المسلوبة".
وقالت إنه بعد معركة "سيف القدس" لوحظ ارتفاع معنويات شعبنا في الضفة والقدس المحتلتين بشكل ملحوظ وكبير، فالمقاومة نجحت بتحقيق إنجازات عسكرية عدا عن رفعها معنويات شعبنا الرازح تحت الاحتلال.
وأضافت: الوعي الشعبي لكل ما تمر به الساحة الفلسطينية من أحداث أصبح مرتفعًا للغاية، وأصبح بإمكان المواطن الفلسطيني السير بخطوات ثابتة لانتزاع حقوقه من الفاسدين والمتسلقين ومن يحاولون إقصاء غيرهم عن الساحة الفلسطينية.
وشددت حمد على أن السلطة تريد أن توقف نهج المقاومة بأي طريقة؛ لأن وجود المقاومة واتساع أشكالها على الساحة الفلسطينية يمنع وجود واستمرار السلطة ويهدد وجودها.
زيادة التوتر
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان أن الانتهاكات المتصاعدة في الضفة الغربية وملاحقة أجهزة السلطة لرايات الفصائل في المناسبات الوطنية يشكل "انعطافة حادة وخطيرة" في سلوك تلك الأجهزة التي تستغل وجود فعاليات وطنية لمصادرة رايات المقاومة.
وأوضح عدنان لصحيفة "فلسطين": أن عناصر أجهزة السلطة يمارسون "أفعال كانت تعتبر خيانة في بداية الانتفاضة الفلسطينية وقبلها، حيث لم يكن يختلف أحد على رفع الرايات"، مشددا على أن تلك الانتهاكات مستهجنة ومستنكرة.
وقال: إن تطور المشهد في الضفة الغربية ليس فقط في حظر نشاطات وطنية لفصائل محددة، ولكن محاولة حظر مشاركة الأهالي بالكلمات ورفع الأعلام والرايات وكثير من المشاهد رغم قدسيتها.
وتسائل عدنان: "عندما يرى العالم بأسره كيف أن طرفًا فلسطينيًّا يحارب الطرف الأخر ويمنعه من التعبير عن رأيه ورفع رايات وأعلام، كيف سيتعاطف معنا؟ وسيوفر الدعم والمساندة لنا أمام تغول وبطش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني؟".
ووصف المشاهد التي تخرج عبر وسائل الإعلام لملاحقة رايات الفصائل من حماس والجهاد الإسلامي عند الإفراج عن الأسرى بـ"المؤلمة" خاصة أن الاحتفالات تقام لأسباب وطنية ولأشخاص قدموا حياتهم للوطن.
واستبعد القيادي في الجهاد أن تشكل مثل هذه الممارسات من أجهزة السلطة أي خوف أو تراجع عند العائلات والمواطنين عامة في الضفة الغربية، "فمن قدم حياته ودمه في سبيل الحرية واستبسل في الدفاع عن المقدسات لا يمكن أن يتراجع أمام مصادرة الرايات والأعلام".