فلسطين أون لاين

86 عامًا على استشهاد الشيخ الثائر عز الدين القسام

...

توافق اليوم ذكرى استشهاد قائد الثورة الفلسطينية وأحد ملهميها الأبطال الشيخ عز الدين القسام، والذي أرعب باسمه الأعداء، وجاهد في سبيل الله ودفاعًا عن فلسطين، ولأجل هذا كله استحقّ القسام أن ينضم إلى كوكبة أبطال المسلمين لتأخذ الأجيال العبرة من سيرته.

ميلاد القائد

ولد الشيخ المجاهد عز الدين القساّم في محافظة "اللاذقية" في سوريا سنة 1882م، وترعرع داخل مساجد وكتاتيب بلدته "جبلة" متلقيًا تعليمه الابتدائي والديني هناك. لمّا آنس منه والده رغبة في العلم أرسله إلى الأزهر في مصر وقد قضى هناك ثماني سنوات تتلمذ فيها على يد ثلة من الشيوخ وتعلم العلوم الدينية والفقه والتفسير والحديث، ثم عاد بعد ذلك إلى مسقط رأسه بعد أن نال الإجازة العالمية الدّالة على تضلعه في العلوم الإسلامية، ثم غدا فقيهًا في كل ما جمع من العلوم والمعارف.

مسيرة جهاد بدأت مسيرة عز الدين القسّام عند اشتعال الثورة ضد الفرنسيين بسوريا حيث شارك فيها، وقد حاولت السلطة العسكرية الفرنسية شراءه وإكرامه بتوليته القضاء فرفض ذلك وكان جزاؤه أنْ حكم عليه الديوان السوري العرفي بالإعدام.

وقاد عز الدين القسام مظاهرة أيّدت مقاومة الليبيين للاحتلال الإيطالي وجمع التبرّعات من مال وسلاح لنجدة المجاهدين في طرابلس، وحكمت عليه فرنسا بالإعدام ولاحقته إيطاليا بسبب دعمه لثورة عمر المختار.

ثم أصبح مطاردًا من قبل جبابرة الأرض ففرّ إلى فلسطين سنة 1921 ونشط القسّام بين أهل "حيفا" يعلمهم القراءة والكتابة ويحارب الأميّة المتفشية بينهم وذلك في مسجد الاستقلال في الحي القديم وهو ما أكسبه تقديرًا واحترامًا وتأييدًا. في سنة 1926 ترأس القسّام جمعية الشبان المسلمين وكان يدعو للجهاد ضدّ المستعمر البريطاني واشتهر بين أهل حيفا بالورع الديني وأنّه شيخ محمود السيرة في صدقه ووطنيّته.

وكان يقول للناس في خطبه في جامع الاستقلال: "إن كنتم مؤمنين فلا يقعدن أحد منكم بلا سلاح وجهاد". لقد عمل عز الدين القسّام على إنارة عقول الناس كبارًا وصغارًا وحثهم على المقاومة وكسر شوكة العدو وتغذية نفوس الأهالي بحب الجهاد وتحرير أرضهم من العدو الأساسي وهو الانتداب البريطاني. وبدأ القسام بتأسيس ما يسمى بالخلايا السريّة وتدريبها وتجنيدها من أجل الكفاح، وبعد أن نال اليهود "وعد بلفور" رأى بعض الشباب المستعجلين من أبناء تنظيمه القيام بثورة في حين استحسن عز الدين التريّث ولبث سنين يعدّ للثورة الكبرى، حيث قام بتعليم أبناء القرى وتدريبهم على السلاح جيّدا وتلقى تعزيزًا مباشرًا وقويًا بالمال والسلاح من أمير الأردن الخزاعي.

الشرارة الأولى في 15 نوفمبر 1935 أطلق الشيخ المجاهد عز الدين القسام الشرارة الأولى للثورة الفلسطينية الكبرى، فبعد أن اكتشفت القوات البريطانية أمره قامت بمحاصرته في منطقة "يعبد" في جنين.

وقد طلبت من عز الدين ورفاقه الاستسلام إلا أنه ردّ قائلًا: "إننا لا نستسلم، إننا في موقف الجهاد في سبيل اللّه " واندلعت معركة غير متكافئة بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة قدّم فيها المجاهدون الفلسطينيون صور رائعة من الكفاح والنضال وسقط الأبطال واحدًا تلو الآخر دفاعًا عن فلسطين.

أصبح القسّام علمًا من أعلام الجهاد يتردد اسمه في بلاد فلسطين كلها، وعُرف هذا الاندلاع ب "ثورة القسّام" وأسفرت المواجهة عن استشهاد عز الدين القسّام.

كان لاستشهاد القسّام دوي كبير في البلاد وتعاطف الشعب مع فكرة الشهادة في سبيل الله والوطن، لم يسعَ عز الدين القسّام إلى سلطة أو كرسي بقدر ما كان يسعى إلى أن ينفذ مشروعه على أكمل وجه وأن يؤدي رسالته في هذه الدنيا وهو الذي وُجد بحوزته مصحفًا وأربعة عشر جنيهًا ومسدسًا كبيرًا، ونشرت الصحف مقالات كثيرة بعناوين مختلفة بارزة منها: "معركة هائلة بين عصبة الثائرين والبوليس"، "حادث مريع هزّ فلسطين من أقصاها إلى أقصاها".

الفكرة لا تموت

أدى استشهاد عز الدين القسام إلى إشعال فتيل الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1935 وإضراب الستة أشهر والذي لم يتوقف إلا بتدخل الزعماء العرب. كما دام اسم القسام متلألأ في فضاء العالم، فقد تخلد اسمه من خلال كتائب الشهيد عز الدين القسام والتي أذاقت الاحتلال الويلات ولا تزال على مدار سنوات الاحتلال.

المصدر / فلسطين أون لاين