فلسطين أون لاين

تقرير الأهالي يشتكون من ارتفاع رسوم التسجيل في رياض الأطفال

...
غزة- نور الدين صالح

مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، يشتكي عدد من الأهالي من ارتفاع التكاليف المالية لتسجيل أطفالهم في رياض الأطفال، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر الحدودية.

ومن المقرَّر أن تفتح رياض الأطفال أبوابها بداية شهر أغسطس القادم، تزامناً مع افتتاح المدارس، وذلك بعد إغلاق دام أكثر من ثلاثة شهور نتيجة تفشي فيروس "كورونا" وإعلان حالة الطوارئ.

ويرى الأهالي أن تكاليف التسجيل في رياض الأطفال "باهظة"، وذلك بسبب تدني نسبة رواتب الموظفين والتي يبلغ أقصاها إلى 70%.

المواطن عدلي ناجي الذي يعمل موظفاً في القطاع الخاص، يقول: إنه تفاجأ بارتفاع أسعار الرسوم في رياض الأطفال حينما توجه لتسجيل طفلته.

ويوضح ناجي الذي يقطن في حي الزيتون جنوب مدينة غزة لـ "فلسطين"، أنه سّجل طفله العام الماضي في الروضة ذاتها، برسوم 100 شيكل شهرياً، لكن هذا العام تفاجأ بوصوله لـ 150 شيكلاً.

وبحسب قوله، فإن رسوم الالتحاق في الروضة يبلغ 50 شيكلاً، خلافاً للعام الماضي الذي وصل لـ 30 شيكلاً، حيث يصل المبلغ الإجمالي للتسجيل قرابة 200 شيكل.

وبيّن أن الروضة أصبحت تُلزم الأهالي بطلبات ثانوية سابقاً، مثل رسوم إضافية على الزي الخاص بالروضة والخطة التعليمية، وبعض الرسوم الأخرى.

ويعتبر ناجي، هذه الرسوم "باهظة" مقارنة مع تدني الراتب الشهري الذي يتقاضاه، مطالباً وزارة التربية والتعليم بضرورة النظر لأوضاع الرواتب وارتفاع أسعار التسجيل.

لم يختلف الحال كثيراً لدى المواطن محمود جمعة، الذي تفاجأ أيضاً من تكاليف تسجيل طفله في إحدى الرياض بغزة.

ويوضح جمعة الذي يعمل سائقاً على سيارة أجرة، أنه لا يستطيع توفير مبلغ 100 شيكل شهرياً لتسجيل طفله، عدا عن التكاليف الثانوية مثل الزي الخاص بالروضة والمواصلات وغيرها.

ويدعو أصحاب رياض الأطفال، لضرورة تخفيض الأسعار بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ أكثر من 13 سنة، وتفشي كورونا مؤخراً.

رد أصحاب الرياض

ويبرر أصحاب رياض الأطفال في القطاع، تباين رسوم التسجيل بين روضة وأخرى، بأنه يعود لارتفاع الإيجارات المطلوبة منهم حسب طبيعة المنطقة الموجودة فيها.

مديرة روضة "ميرا" النموذجية بغزة وجدان دياب، تقول: إنها تدفع إيجاراً عالياً للروضة نظراً للمنطقة التي تقع فيها، حيث يبلغ قرابة 9 آلاف دولار سنوياً.

وترى دياب خلال حديثها مع "فلسطين"، أن هذا المبلغ "باهظ" خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع، وعدم مقدرة بعض الأهالي على دفع الرسوم، عدا عن رواتب المعلمات والمصاريف التشغيلية.

وتضيف أن "إدارة الروضة لم ترفع أسعار التسجيل في الروضة منذ عدة سنوات"، مشيرة إلى أن رواتب المعلمات تتراوح ما بين 300-1000 شيكل، وفقاً للخبرات والأقدمية.

وتنوه إلى أن عدد الأطفال المسجلين لديها يتراوح ما بين 200-300 طفل سنوياً مُقسمين على فترتين (صباحية- مسائية)، مشددةً على أن "كثيرًا من الرياض تعاني أوضاعًا مالية صعبة، وبعضها اضطر للإغلاق".

وتوضح أن أصحاب رياض الأطفال بصدد انشاء نقابة خاصة لهم، من أجل تصويب أوضاعهم نحو الأفضل، على جميع الأصعدة بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الراهنة.

إلى ذلك، تواصل مراسل "فلسطين"، مع مدير دائرة التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم بغزة فاطمة الخالدي، التي أوضحت أن الوزارة تتابع رياض الأطفال منذ بداية منحها الترخيص.

وبيّنت الخالدي، أن الوزارة تتوجه للروضة قبل منحها الترخيص، للاطلاع على أوضاع المبنى والبيئة التعليمية فيها، ثم تمنحها الترخيص حال كانت ظروفها موائمة.

وأشارت إلى أنها تتابع الروضة من الناحيتين الفنية والإدارية من حيث عدد الأطفال وملاءمة الوسائل التعليمية والمعلمات فيها.

وفيما يتعلق برسوم التسجيل، ردّت بأن هذا الأمر يعود لأسعار إيجارات رياض الأطفال المتباينة وفقاً لموقعها الجغرافي، مشيرةً إلى أن الوزارة ليس لديها سلطة بالتحكم في الرسوم الدراسية.