فلسطين أون لاين

تخللها أسر القسام الجنديَّ "شاؤول أرون"

تقرير معركة الشجاعية.. يوم أحرق "لواء غولاني" المدنيين لحفظ ماء وجهه

...
غزة- أدهم الشريف

شكلت معركة الشجاعية التي تصدت خلالها فصائل المقاومة الفلسطينية لقوات "لواء غولاني" في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال محاولته اجتياح الحي الشرقي لمدينة غزة في أثناء العدوان العسكري الموسع على القطاع الساحلي صيف 2014، ملحمة بطولية خاضتها المقاومة بإمكانات لا تقارن بما لدى لواءات الاحتلال من قدرات عسكرية.

حتى أن قائد لواء جولاني آنذاك، غسان عليان، قال إن الاشتباكات في غزة تختلف كليًا عن الاشتباكات مع حزب الله في جنوب لبنان، وعملية السور الواقي ضد المقاومين الفلسطينيين بالضفة الغربية، وكذلك حرب غزة الأولى نهاية 2008.

وقال في تصريحات لموقع "ويلا" العبري: كنت قائداً للواء غولاني خلال عملية الجرف الصامد في 2014، وخضنا عمليات القتال في منطقة الشجاعية، وكدت أن اقتل بصاروخ، ونُقلت للمستشفى في حالة حرجة.

وأضاف: "واقع القتال في غزة أنتج أحداثا معقدة، خاصة هجوم قوات الجيش على حي الشجاعية، وما تخلله من اختطاف الجندي شاؤول أرون، لقد تعرضنا لهجوم من قوة مسلحة خاصة تابعة لحماس باستخدام قذائف آر بي جي، أمتار قليلة فقط فصلت بيننا وبين مقاتلي حماس، قاتلنا في بيارات الزيتون التي لم نتدرب عليها".

وتوافق هذه الأيام الذكرى السادسة للمعركة التي خاضتها المقاومة ضد جيش الاحتلال، تخللها أسر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس جنديا من وحدات النخبة الإسرائيلية يدعى "شاؤول أرون".

و يقول الخبير في الشؤون العسكرية اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، إن المقاومة خاضت عدة معارك ضد جيش الاحتلال خلال العدوان على غزة صيف 2014، وكانت الشجاعية تشكل هدفًا مهمًا لجيش الاحتلال الذي كان يسعى إلى تقسيم القطاع إلى قسمين.

وأضاف في حديثه لـ"فلسطين" أن (إسرائيل) سعت بقوة لإنشاء خرق واضح في الشجاعية للوصول إلى نقطة تمكنها من تقسيم القطاع انطلاقًا من الشجاعية.

وذكر أن جيش الاحتلال استخدم أسلوب "الأرض المحروقة" في استهداف حي الشجاعية وقصف بيوت المدنيين -على طريقة الجيش الأمريكي في فيتنام- عندما وصل إلى مرحلة اليأس وأراد الخروج بنتائج تحفظ ماء وجهه.

وتابع الشرقاوي: استخدم جيش الاحتلال هذا الأسلوب بشراسة في عدة مناطق في غزة أدت إلى استشهاد مئات المواطنين، تزامنًا مع استخدام أسلحة لأول مرة، ولاحقًا صدَّروها للعالم على أنها مجربة، ومنها المحرمة دوليًا.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال جرب أسلحة أمريكية قدمتها الولايات المتحدة هبة لـ(إسرائيل)، ضد المدنيين العزل في غزة.

وذكر أنه ليس من الضرورة أن تمتلك المقاومة جيشًا جرارًا، فهي لديها الإنسان المؤمن بعدالة قضيته وهذا يميزها عن جيش الاحتلال الذي أشبه بمرتزقة.

"ولهذا هناك ثغرة كبيرة بين المقاومة والعقلية الارتزاقية العسكرية الإسرائيلية، رغم الإمكانات التي لدى الفصائل العسكرية في غزة مقابل ما تملكه (إسرائيل) من قدرات عسكرية" والقول للشرقاوي.

وزاد في قوله: "الفجوة في التسليح لا يمكن هدمها، لكن في الميدان المقاتل الفلسطيني دومًا يثبت تفوقه، وهذا بسبب إيمانه بعدالة قضيته".

وإثر القصف الإسرائيلي العشوائي واستهداف بيوت المدنيين في حي الشجاعية، أزهق جيش الاحتلال مئات أرواح الأبرياء من أطفال ونساء ورجال وشيوخ، ودمر مربعات سكنية بأكملها.

وذكر اللواء المتقاعد مصباح صقر، أن جيش الاحتلال نفذ ما هو أفظع من مجزرة الشجاعية؛ عندما دمر أبراجًا سكنية بالضربات الجوية التي نفذتها المقاتلات الحربية.

وعدَّ صقر في حديثه لـ"فلسطين"، ذلك دليلاً على إجرام الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يتطلب من المقاومة الفلسطينية تطوير نفسها.

وشدد على حق المقاومة في الدفاع عن الشعب الفلسطيني مقابل ما يرتكبه جيش الاحتلال من جرائم بحق المدنيين، مؤكدًا "أننا أصحاب هذه الأرض، ويتطلب الدفاع عنها وحدة وطنية فلسطينية لمواجهة الاحتلال".