حرم الآلاف من طلاب القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، اليوم، من مقاعد الدراسة وافتتاح العام الدراسي الجديد، وذلك بسبب عدم توفير وزارة التربية والتعليم السفريات لنقلهم من قراهم إلى المدارس.
وقرر المجلس الإقليمي القيصوم وقف السفريات لطلاب وطالبات القرى مسلوبة الاعتراف والذين لا يتبعون إلى نفوذ المجلس، وذلك بسبب عدم توفر الميزانيات المطلوبة من قبل وزارة التربية والتعليم، ويدور الحديث عن الطلاب الذين يسكنون في قرى على طريق 31 من رهط وحتى الفرعة.
وتسود حالة من الغضب والاستنكار أوساط الأهالي والفعاليات الجماهيرية ولجان أولياء أمور الطلاب في النقب، لعدم افتتاح العام الدراسي، ويشمل ذلك الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لم تصلهم السفريات لنقلهم إلى مدارسهم.
وعقدت مختلف الفعاليات في القرى مسلوبة الاعتراف مساء اليوم، جلسة لبحث الخطوات المستقبلية، وذلك في ظل عدم استجابة وزارة التربية والتعليم للمجلس الإقليمي القيصوم برصد ميزانيات للسفريات والتي تقدر بحوالي 17 مليون شيكل.
ووفقا لممثل المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، معيقل الهواشلة، فإنه يتم فحص إمكانية التوجه إلى القضاء من أجل إلزام الوزارة والمجلس توفير سفريات للطلاب بأسرع وقت ممكن.
وتدعي وزارة التربية والتعليم أنه تم تحويل الميزانيات اللازمة للمجلس الإقليمي لتنظيم سفريات لطلاب المدارس، فيما أعلن مجلس القرى غير المعترف بها في النقب، عن دعمه للإضراب الشامل لطلاب مختلف المراحل التعليمية وبضمنهم جيل الطفولة المبكرة، حتى يتم إيجاد حلول عملية تضمن انتظام السفريات للمدارس.
وأعلن رئيس مجلس القيصوم، سلامة الأطرش، أمس، إعادة مسؤولية المدارس في قرى الفرعة وتل عراد وخربة الوطن (الأمل) مسلوبة الاعتراف في النقب إلى وزارة التربية والتعليم بعد فشل المفاوضات بين الجانبين.
ويتعلم في هذه المدارس حوالي 18 ألف طالب وطالبة من القرى مسلوبة الاعتراف، حيث يطالب الأهالي ببناء مدارس في محيط هذه القرى.
وجاء في بيان أصدره رئيس المجلس القيصوم "نمر في مرحلة مصيرية بالنسبة للوضع التعليمي لأبنائكم وبناتكم وأني لأرى أن من واجبي أن أطلعكم على سير الأمور وأن تكونوا في الصورة الكاملة في هذه المرحلة المهمة".
وتابع رئيس المجلس في البيان: "كما هو معلوم للجميع أن مجلس أبو بسمة سابقا عقد اتفاقا مع وزارتي التربية والتعليم والداخلية، وذلك لتقديم الخدمات التعليمية بشكل كامل وتام لطلاب القرى غير المعترف بها، وبموجب هذا الاتفاق التزم مجلس أبو بسمة بتقديم هذه الخدمات التعليمية لأبنائكم".
وأضاف قائلا: "للأسف الشديد، ما زاد صدمتي وأثار دهشتي أن كل من سبقوني وتعاقبوا على رئاسة المجلس سواء في أيام مجلس أبو بسمة أو القيصوم تجاهلوا بشكل تام الوضع المزري والصعب للقطاع التعليمي ولم يحركوا ساكنا من أجل تغيير هذا الوضع الصعب. ونتيجة لذلك دفع أبناؤنا الطلبة الثمن غاليا نتيجة هذا الإهمال والتجاهل المتعمد، حيث عانى وما زال يعاني القطاع التعليمي من سوء شديد في البنى التحتية".
وتابع: "لقد افتقرت، وما زالت رياض الأطفال والمدارس لأدنى وأبسط شروط السلامة والأمان ناهيكم عن الوضع المزري للسفريات والتي من المعلوم لديكم أن الغالبية العظمى من أبنائنا لا يمكنهم الوصول للمدارس أو رياض الأطفال إلا عن طريق استعمالها ولا أريد الخوض في تفاصيل أخرى أنتم على دراية تامة بها وأدى كل ذلك إلى التأثير على تحصيل أبنائنا التعليمي".