فلسطين أون لاين

​شارع استيطاني شرق القدس.. أحياء مفتوحة للمستوطنين

...
الاحتلال يعمل من خلال هذه السياسة لعزل المواطن في وطنه
رام الله/ محمد القيق:

يستغل الاحتلال الإسرائيلي الانشغال العربي عن القضية الفلسطينية، ودعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكيانه، في تسريع مخططات التهويد التي تقسم الضفة الغربية وخاصة مدينة القدس المحتلة.

ولعل أبرز خطط التقسيم الآن هو مخطط "إي 1"، الذي يضم الاحتلال بموجبه مستوطنة "معالي أدوميم" إلى القدس المحتلة، ويهجر أكثر من 23 تجمعًا للبدو في قرية الخان الأحمر؛ لتصبح الضفة الغربية مقسمة إلى قسمين بشكل مبدئي، الشمال والوسط في قسم، والجنوب في قسم آخر، ما يعني انهيار فكرة الدولتين التي بنيت على أساسها اتفاقية "أوسلو".

استغفال الرأي العام

ويعمد الاحتلال مؤخرًا من خلال ما يسمى نفسه منسق المناطق التابعة لجيش الاحتلال إلى تجميل كل خطوة تهويدية مستغلًا بذلك بحث المواطن عن شوارع أسهل وأقرب لمكان سكنه وعمله، ويعد شارع عناتا الجديد نموذجًا لتلك الخدعة المستغِلة للمواطن والمستغفِلة للرأي العام.

ويقول الناشط عبد الله أبو رحمة: إن الاحتلال يعمل من خلال هذه السياسة إلى عزل المواطن في وطنه، وتحديد مسار شارع معين ليسلكه في التنقل بين المحافظات، وهو في ظاهره لمصلحة المواطن الفلسطيني، وقد بات يتغنى به الإعلام العبري في خطابه الموجه للفلسطينيين، لكنه في حقيقة الأمر تجميلًا لفكرة خطيرة وهي سرقة الأرض والخان الأحمر، وتسريع ضم "معالي أدوميم" وغيرها من المستوطنات.

ويضيف أبو رحمة لصحيفة "فلسطين" أن ما يفعله الاحتلال هو مجرد ممر للفلسطينيين يصل بين الشمال والجنوب، في حين الشوارع الأخرى هي بهدف عمل تواصل وتسهيل حركة المستوطنين.

ويشير إلى أن الدلالة الأكيدة على أن الاحتلال لا يريد راحة الفلسطينيين، أن الشارع تم إنشاؤه قبل عدة سنوات ولم يفتح إلا حينما قرر الاحتلال تنفيذ مخطط "إي 1"، وذلك ما كشف عنصريته، حيث إنه عبارة عن معبر محاط بالجدران لا يمكن إلا المرور منه فقط، بينما بجواره شارع للمستوطنين يصلهم بالقدس مباشرة من المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين شرق المدينة المحتلة.

عنصرية

وتعد سياسة الاحتلال العنصرية في مخططات المدن والشوارع الأوسع انتشارًا في الضفة الغربية، حيث تقام شوارع مخصصة فقط للمستوطنين أسهل وأقرب وأكثر اهتمامًا من حيث البنية التحتية في الوقت الذي تقام فيه الحواجز على الشوارع المجاورة لها التي يسلكها الفلسطيني، غير أنها ليست معبدة، بل مزدحمة وأطول وأكثر مخاطرة.

ويقول المواطن ضياء عامر من نابلس: إن الاحتلال يوفر للمستوطنين كل سبل البقاء والثبات في أرضنا، في الوقت الذي يعمل فيه جاهدًا إلى التضييق على أصحاب الحق من خلال افتعال أزمات خانقة على مداخل مدننا لمصلحة سهولة الحركة للمستوطنين من المستوطنات للشارع الرئيس الذي يستخدمه الفلسطيني والمستوطن في آن واحد.

ويضيف عامر لـ"فلسطين" أن جنود الاحتلال يقومون بإغلاق حاجز حوارة أو زعترة جنوب نابلس على حساب مئات آلاف الفلسطينيين لتسهيل حركة مئات المستوطنين، وهذا ما يحدث في كثير من المناطق في الضفة.

ويردف: كما أنه على الشارع نفسه يكتب الاحتلال لافتات تمنع الفلسطينيين من استخدامه، ويكون خاصًا بالمستوطنين، فتراهم يتحركون بسهولة ويسر، بينما أنت تقف في أزمة خانقة، والهدف من ذلك التضييق لإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية أو الحد من حركتهم على الشوارع الخارجية لمصلحة المستوطنين.