فلسطين أون لاين

​القراءة.. ثقافة أم موضة؟

...
غزة- جواهر حجو:


من الغريب أن ترى على مواقع التواصل الاجتماعي انتشار صور رواية مع فنجان قهوة دون معرفة فحواها، وفي الغالب يكون سطح الرواية مكسوًّا بالغبار، فالكتب الآن تعيش حالة تسول بين جيل مضى يحبها بشغف وجيل جديد يلتقط معها صورة للذكرى دون معرفة فحواها.

ولعل ما أفقد الكتب قيمتها عند الكثيرين وجود الشبكة العنكبوتية المعروفة بالإنترنت وقدرة المتابعين على الدخول إلى المكتبات الإلكترونية، التي هي أيضًا تعاني عزوف الكثيرين عنها مثلها مثل المكتبات العامة التي هجرها القراء.

الطالبة نور عبد الجواد قالت: إن الكثير من الفئات مرضى التصوير على مواقع التواصل الاجتماعي، يستخدمون الإنترنت للموضة ونشر الرواية مع أنهم يكونون فارغين ولا يوجد لديهم ثقافة.

وأشارت إلى أن المثقفين في هذه الأيام أصبحوا موضة لجذب المتابعين ولفت الأنظار، "أما الأشخاص الذين يحبون القراءة بشغف فهم يقرؤون سرًّا في المكتبات ولا يؤمنون بالشهرة على الإنترنت"، وفق قولها.

من جهته قال حسن رجب أبو العطايا مدير مكتبة غزة العامة منذ 2010: منذ افتتاح المكتبة والروايات هي صاحبة الأثر في نفوس الشباب؛ لكونها تحتوي على الأدب وتجذب الجيل الجديد ولها تأثير إيجابي، مشددًا على أنه إذا ما كان مضمون الرواية يخدش الحياء أو توجد به ألفاظ خادشة وجارحة فإنهم يحرصون على عدم وجودها في المكتبة.

وتابع أبو العطايا: "إذا كان هدف الشباب هو فقط أخذ صورة مع الكتاب دون قراءته فيجب توجيه السؤال لتلك الفئة بماذا استفادت من الكتاب أو ما هو مضمونه وعن ماذا يتحدث", مشيرًا إلى أنه يجب على الجيل القادم أن يكون قارئًا؛ لأن العدو يتغلغل ما بين سطور الكتاب.

أما الشاعر عبد الرحمن الربيعي مؤلف كتاب جزاء العشق، فقد أشار إلى انقسام فئة الشباب إلى قسمين: فئة قارئة ومثقفة، وفئة تقرأ للموضة والشهرة، منبهًا إلى أن المكتبة الإلكترونية أرجعت الناس لكتب مفقودة منذ زمن.

وقال الربيعي: الفئة التي تهتم بتنزيل الصور مع فنجان قهوة، رغبتهم فقط الشهرة ولفت الأنظار لهم ويحسبون أنفسهم مثقفين بالتصوير وتحقيق الشهرة من ذلك، مقدمًا نصيحة للجيل أنهم لو تفرغوا للقراءة كما يتفرغون للانشغال عبر وسائل التواصل الاجتماعي لما وصل الحال إلى ما وصل عليه الآن.

محمد يقطن دائمًا في إحدى زوايا المنتزهات قال: "إن عدم وجود توجيهات من وسائل الإعلام على أهمية القراءة وتوعية المدارس والجامعات بأهمية الكتب والقراءة؛ أدى لعدها عملًا ترفيهيًّا، كما أن تنوع برامج الإنترنت من أهم أسباب العزوف عن ارتياد المكتبات العامة".

ويكمن الحل من وجهة نظر محمد لجذب الشباب للمكتبات بفتح باب الاستعارة على مصراعيه، وتسهيل الحصول على الكتب وتشجيع الطلبة على البحث وارتياد المكتبات وتوفير الكتب المكملة للمناهج الدراسية والكتب التي تزيد من الثقافة والوعي.

وأضاف: "الشباب بحاجة إلى الإحساس بقيمة القراءة والاقتناع بأهميتها في تعزيز رؤاهم نحو الكون والوجود، والاقتناع أن هدف العدو إبعاد الجيل عن القراءة وإغراقه بالإنترنت".