لم يتردد أهالي ضاحية الشويكة شمال طولكرم شمال الضفة الغربية، من التوجه إلى منزل عائلة المقاوم الشهيد أشرف نعالوة والاعتصام داخله للدفاع عنه، أمام قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدم المنزل.
وتجمع الفلسطينيون بكافة أطيافهم السياسية أمام منزل عائلة نعالوة، مشكلين لوحة مقاومة فلسطينية فريدة من نوعها في صد سياسة الاحتلال الممارسة تجاه أهالي منفذي العمليات الفدائية ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
ونشبت مواجهات بين أهالي الشويكة مع قوات الاحتلال الذين هدموا الطابق الأول من منزل الشهيد نعالوة صباح أمس، ما أدى إلى إصابة تسعة شبان، وقيام الاحتلال بهدم جزء من المنزل.
ونفذ نعالوة عملية إطلاق النار في مستوطنة "بركان" قرب سلفيت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أدت لمقتل مستوطنيْن واصابة أخر. واغتالت قوات الاحتلال نعالوة الخميس الماضي في مخيم عسكر الجديد شرقي نابلس شمال الضفة، بعد ملاحقة استمرت 67 يوماً.
غسان مهداوي، خال الشهيد أشرف نعالوة، أكد لصحيفة "فلسطين"، أن رسالة الشعب الفلسطيني للاحتلال حول ممارستها العدوانية بحق منازل منفذي العمليات البطولية هي الالتفاف حول خيار المقاومة.
ويضيف مهداوي: "حتى منتصف ليل الاثنين، وعشرات الفلسطينيين والمتضامين يتوافدون لبيت عائلة الشهيد، بمختلف انتماءاتهم السياسية، ولمسنا من الجميع وحدة شعبنا، وإصراره على المضي نحو الوحدة الفلسطينية حول خيار المقاومة".
"يزيدنا عزيمة وإصرار"
ولم تسلم عائلة نعالوة من مضايقات واستفزاز الاحتلال، الذي انتهك حرمة منزلها ونكل بكل أسرته وأقاربه، من خلال اقتحام شبه يومي له ولأكثر من مرة في اليوم الواحد، وإخضاع والده وأمه وشقيقاته للتحقيق والاستجواب والاعتقال، في الوقت الذي نشرت فيه ملصقات تهدد من خلالها كل من يقدم العون والمساعدة لأشرف من خلال عقوبات مشددة.
وقال مهداوي: "إن هدم المنزل لم يزيدنا إلا عزيمة وإصرارا على المضي نحو تحرير المسجد الأقصى وكل الأرض الفلسطينية وعودة اللاجئين، وتحرير أسرانا الأبطال، ودم الشهيد أشرف الذي قدم نفسه رخيصة في سبيل الدفاع عن حقوق شعبه وأرضه ومقدساته أغلى من الحجارة ".
وقرأ سياسة الاحتلال في هدم منازل منفذي العمليات الفدائية، أنها عقاب جماعي تعسفي يفترض مواجهته قانونياً أمام المجتمع الدولي، مطالباً المنظمات الحقوقية الدولية بإدانة هذه السياسة ومواجهة الاحتلال لوقف ممارساته.
وأكد مهداوي أن عائلة الشهيد هي كباقي العائلات تقدم منازلها فداء لفلسطين".
وبالأمس القريب شاهد العالم بأسره تحدي المرأة الفلسطينية وصمودها في وجه الاحتلال المتمثل في موقف والدة الأسرى في سجون الاحتلال أم ناصر حميد من مخيم الأمعري وسط رام الله التي علقت على هدم منزلها: "قدمت أبنائي بين شهيد ومعتقل، هُدم منزلي مرتين وهذه الثالثة ولم انكسر، بيتي فداء لفلسطين، أنا قوية ولن استسلم".
وتابع مهداوي: "لن نبكي على كومة حجارة فجميعنا فداء لفلسطين، ونحن على يقين –بما لا يدع مجالا للشك- أن الشعب الفلسطيني الذي احتضنت الشهيد وعائلته قادر على اعادة البيت بصورة أفضل".
الوحدة طريق التحرير
ورأي مهداوي أن الاحتلال يستدعي من الشعب الفلسطيني بكافة قواه الحية، الالتفاف والوحدة حول خيارات وطنية جامعة تقاوم الاحتلال من أجل الوصول إلى نيل الحقوق ودحر الاحتلال.
ووجهت عائلة الشهيد رسالة للاحتلال بقولها: "صورة الخراب التي تركها الاحتلال في المنزل، ستبقى نقمة عليكم، ولعنات المقاومة ستحاسبكم على هذه الأفعال".
وطالبت العائلة الكل الفلسطيني بضرورة إنهاء الانقسام الداخلي واتمام الوحدة الوطنية التي تمثل الطريق الوحيد نحو انتزاع الحقوق والحرية وطرد الاحتلال، معلنةً اعتزازها بالمقاومة والأسرى وأهالي الشهداء، وشاكرةً تكاتف الفصائل الفلسطينية حول العائلة والوقوف في مِحنتها.